يتعرض الاسلام والمسلمين الى عمليات تشويه وتحريض مغرضة في الغرب وذلك من قبل مجموعة من المتطرفين العنصريين ، حيث يأتي قرار كنيسة امريكية في ولاية فلوريدا باحراق القرآن الكريم في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر في هذا الاطار. فبعد الحملات التي شنتها بعض احزاب اليمين الاوروبي المتطرف بزعامة النائب البرلماني الهولندي العنصري المتطرف جيرت فيلدرز، والرسوم المتحركة المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ها هي كنيسة امريكية من المفترض ان تكون عنوانا للتسامح ورمزا للتعايش بين الاديان على الاقل في الغرب هاهي، تقدم على خطوة استفزازية متعمدة للاساءة الى مليار ونصف مسلم على مستوى العالم، بالاعلان عن عزمها على احراق القرآن الكريم. لقد أصبح المسلمون في الغرب يواجهون ظروفا صعبة في ظل عمليات التحريض والكراهية التي يواجهونها في مختلف البلدان ومطاراتها لكونهم "مسلمين". فنسبة كبيرة من هؤلاء يتعرضون لتفتيش مذل بمعنى الكلمة في بعض المطارات لان تهمة الارهاب تطاردهم اينما حلوا، وعليهم دائما مواجهة نظرات الشك والريبة، وتقديم الادلة والبراهين على براءتهم لهذا الحد اصبح المسلمين ضعفاء واصبح الاسلام تهمة يتهمون بها في بلد يذهبون اليه؟. الاوروبيون المسلمون وحدهم، ومن دون الديانات الاخرى، مطالبون بالحصول على تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدةالامريكية، وفي معظم الاحيان يتعروضون لمعاملة قاسية مهينة في المطارات الامريكية حتى بعد حصولهم على هذه التأشيرة، مثل التفتيش الذاتي، والخضوع لتحقيقات مطولة واستفزازية بغض النظر عن وظيفة هؤلاء او اصولهم، ويتساوى في الاهانة وزير فرنسي من اصل جزائري، او موظف بسيط يريد زيارة اقارب او ابناء. هذه المعاملة الاستفزازية يجب ان تتوقف وان يكون لها نهاية وهذا التحريض المستمر يجب ان يوضع له حد من خلال اصدار تشريعات واضحة تحمي المسلمين وعقيدتهم تماماً، مثلما توجد تشريعات لحماية اليهود من اي تمييز، وبما في ذلك تجريم معاداة السامية او التشكيك بالمحرقة وانكارها فالمسلمون ليسوا ارهابيين ولايحتلوا دول اخرى ولايقوموا بقتل الاطفال والمدنيين الابرياء لكن من يفعل ذلك يحظى بالحماية وتصدر له القوانيين التى تسري فوق الجميع . في حقيقة الامر انا اشعر بالأسف ولست وحدي بل كل المسلمين لان البيت الابيض الذي أعرب عن قلقه من جراء خطط الكنيسة العنصرية المذكورة لاحراق القرآن الكريم من منطلق خوفه على جنوده في افغانستان استجابة لتحذيرات الجنرال ديفيد بترايوس، فمثل هذا القلق يجب ان يرتكز على الدستور الامريكي الذي ينص على المساواة بين الاديان والمعتقدات ويؤكد على حرية العبادة. منع حرق المصاحف، وتشويه صورة الاسلام والمسلمين، وعمليات التحريض على الكراهية ضدهم، يجب ان يكون موضع اجماع بين اتباع جميع الديانات والمسيحية خاصة، لانه عمل ارهابي عنصري واضح وجلي ولا يتماشى مع تعاليم الديانات السماوية السمحة، وليس من منطلق الخوف على قوات الناتو، والامريكية منها خاصة، في افغانستان. واخيرا اصبح الغرب يفقد قيمه واخلاقياته، وربما امنه واستقراره وسلامة مواطنيه بعدم اتخاذ اجراءات حاسمة رادعة ضد هؤلاء العنصريين الحاقدين المتطرفين الذين اصبح كثر في المجتمع الغربي ككل