انها الكوميديا القدرية الساخرة التي جعلت من سفهائنا أدبائا يتحدثون فينصت الناس لحديثهم ومازالت مسرحية التشويه السياسي تلعب على المسرح المصري والجمهور يجلس مشدوها منبهرا بما آلت إليه ثقافتنا من درجات الانحطاط الفكري والمعرفي ومما ساعد المخربين سزاجة الجمهور وقلة درياته وما نجح النظام في خلقه من حالات اللا استيعاب والسفاهة المنقطعة النظير لقد رسمت الأدوار في حرفة وإتقان وخطة بعيدة المدى محسوبة بعد دراسة عميقه ويقين تام بأن الجمهور سينتظر النهاية على أحر من جمر وكعادتنا كمصريين نصفق لمن نصفق ونلعن من نلعن ولكني لن انتظر النهاية كما لم أنتظر البداية لأن العمل الدرامي الذي صاغ فيه الكاتب وحيد حامد السيرة الذاتيه للإمام الشهيد حسن البنا ليست الا واحدة من محاولات تشويه الحقائق وتضليل العوام والتلاعب بصفحات من أهم وأخطر صفحات التاريخ الإسلامي وغفل الفانون حقيقة أن التاريخ لا يرحم أحدا وأن السماء لا ينال منها نباح السفهاء الغريب في الأمر أن الأسلوب الروائي الذي اتبعه الكاتب وحيد حامد في مسلسله المسمى بالجماعه وأسلوبه الحواري الذي استخدمه في الرد على معارضي المسلسل كان كثير الشبه بكتاب قرأته للكاتب عادل حموده تحت عنوان " سيد قطب من القرية الى المشنقة " والذي كان يتناول بين طياته السيرة الذاتيه للمفكر الإسلامي والشهيد سيد قطب لاحظت التشابه الشديد بين الأسلوبين المتبعين في كلا الكتابين وكأن الكاتب واحدا ولكنه هو الأسلوب المتبع دائما للإستيلاء على الرأي العام التشويه وطمس الحقائق وإلصاق التهم تحت شعار الحيادية والمصداقية والاستنباط والاقتباس من الأوراق والمستندات الرسمية أو الوهمية إن العيب الأول والأكبر للإعلام في بلادنا أنه يصنع ممن يشاء ملكا كريما ويصنع ممن يشاء شيطانا رجيما أية حيادية التي تناولها عادل حموده عندما وصف سيد قطب وهو الرجل الذي فسر القرآن الكريم وهو في سجون المحروسة وألف العديد من الكتب التي تؤمن بها وبكاتبها كل الدول الا مصر، الا المنبع سيد قطب الذي كتب : في ظلال القرآن ، والتصوير الفني في القرآن ، والعدالة الاجتماعية في الاسلام ، ومعالم على الطريق يصفه عادل حموده باللفظ الصريح بأنه الأب الروحي للجماعات المتطرفة وها هو التاريخ يعيد نفسه وتتكرر نفس المآساه بعد مرور ربع قرن من الزمان ويوجه الكاتب وحيد حامد سلسلة من الضربات الموجعة الى صدر الجماعه التي عاشت في خدمة الإسلام منذ أن تأسست في عام 1928 علي يد الشيخ حسن البنا الذي اتهمه وحيد حامد بالتسلط والتعصب الديني واتهم جماعته بالتبعية العمياء للمرشد وأسند اليها حركات ارهابية لا تمت لها بأدنى صلة كما نفى كافة انجازاتها وجردها من كل مبادئها السامية وجعلها مجرد جماعه ارهابية متطرفة تلهث وراء السلطة وما زال الجمهور في انتظار النهاية ولكني متوقعها ولست منتظرها من الطبيعي والمساير للسياق الدرامي والنسج على المنوال الذي صنعه الكاتب من البدايه أن يقوم حسن البنا بقتل النقراشي باشا ومن جراء ذلك يقوم أتباع النقراشي بالانتصاف له وقتل حسن البنا إنها النهاية أهديها لمحبي الأعمال الدرامية الهابطة ولكن السؤال الآن هو لصالح من كل هذا؟ لصالح من نسئ الى شخصيات صنعت التاريخ ونلصق اليهم تهم هم منها براء؟ وأين القضاء المصري من هذه التجاوزات والاسائات؟ أليس هو القضاء ذاته الذي سجن الشيخ الفاضل الجليل عالم الاسلام وفقيده الشيخ عبد الحميد كشك عندما تهكم على فوازير نيللي وطالب بتأجيل إذاعتها لأنها تلهي الناس عن صلاة القيام في شهر رمضان المبارك لماذا كان القضاء حاسما مع ذلك الرجل الذي قال ربي الله ولماذا جعل المسؤلون الآن أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا مع الشكاوى التي حررتها الجماعه ضد العمل ومع الدعاوي القضائيه التي رفعها السيد سيف الإسلام نجل الشيخ حسن البنا ضد كاتب العمل من الواضح أنها خطة محكمة يؤدي كل فرد فيها الدور الذي حدد له بكل إتقان وتفاني وأخيرا أحب أن أبدي اعجابي بتعليق كتبه شاب بخصوص الموضوع الذي نحن بصدده أبدى فيه تذمره واستياءه من الوضع الراهن واستنكر أن يقوم مثل هؤلاء الممثلين الذين ما زالوا يوهجون الغرائز لدى الشباب وينشرون الفتنة والرزيلة بعريهم وسفورهم كيف يجسدون هذه الشخصيات العظيمة التي تركت بصماتا محفورة في جدار التاريخ كما استنكر الدور الذي أسند الى الممثل عزت العلايلي وهو الراوي لحياة البنا والإخواني التائب العائد الى صوابه ورشده والذي من خلاله توجهت الضربات الى الجماعه واذا نظر أحدنا الى هذا الممثل القدير الحكيم وجده أول فنان عربي يشارك في فيلم خارج عن الآداب العامه وسوف اذكر اسم الفيلم لقول رسول الله اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس عنوان هذا الفيلم هو ذئاب لا تأكل اللحم وأظنه فيلما مشهورا جدا كما أن تاريخ الكاتب وأعماله السينيمائية معروفة ايضا ولسنا في داعي لذكرها ليت الجمهور يحكم بعقله ولا يندفع وراء الغوغاء أصحاب الأصوات العالية حتى يعلم من الذئب ومن الفريسة