سمعت فيما سمعته عن القائد العظيم والبطل المغوار صلاح الدين الأيوبي أنه رحمه الله كان بين جنوده وأركان حرب جيشه وكانوا يضحكون ويلهون بينما كان هو عابث الوجه كاشرا لا ينفرج ثغره ولو عن ابتسامة هادئة ولما سأله أحد جنوده عن سبب ما هو فيه أجابه قائلا " أخجل من الله أن يراني مبتسما والمسجد الأقصى في يد الصليبين " رحمه الله لم يكن يعلم أن زمانا سوف يأتي على المسلمين فيبيعوا قبلتهم الأولى لليهود لم يكن يدري وهو القائد الذي هزم الصليبين وكسر شوكتهم وهم في ذلك الوقت قوة لها اسم أن حكام المسلمين سوف يحنون جباههم أمام زعماء اليهود وقوادهم ,سوف يصافحون اليهود ويبرمون معهم المعاهدات والمواثيق،يكتبونها بدماء الشهداء الزكية،لم يكن يعلم أنهم سوف يصدرون الغاز والبترول لليهود؛ لكي يضربوا به الفلسطينين قرأت مؤخرا خبرا يقول أن مطربة لبنانية أهدت ألبومها الأخير لليهود، ولم أندهش ولم أتعجب لما لا وقد فعلها سالفوها لما لا وقد صرح الرئيس مبارك شخصيا بأنه يحترم معاملة اليهود ، وفي لقاء اخر وصف الحدود الفلسطينية بأنها أرض اليهود، متى كان لليهود أرضا ؟ انه الهوان الذي أصبح يجري في أجساد العرب مجرى الدم أصبحنا حكاما وشعوبا خاضعين لليهود مأتمرين بأمرهم ، منتهين بنهيهم حتى اننا خذلنا اخواننا الفلسطينين وأغلقنا في وجههم باب النجاة والمفر من الطغاة عندما اغلقنا معبر رفح اننا نتراقص فوق اشلاء المجاهدين على صوت الموسيقى الغربية الصاخبة حتى لا نسمع صوت انين جرحى الاقصى ان رسول الله وهو أسوتنا الحسنة ومثلنا الاعلى أجلى اليهود من مدينته المنورة بسبب ان يهودي انتهك حرمة مسلمة وأبدى سوأتها فأين نحن منه ، ان اليهود ما زالوا يغتصبون أخواتنا وأمهاتنا في فلسطين على مرأى منا ومسمع ومع ذلك لا ننبث ببنت شفة المدافع الصهيونية ما زالت تدك المنازل الفلسطينية فوق قاطنيها الطائرات اليهودية الغاشمة التي تحلق في فضاء القدس في جوف الليل فتبعث في قلوب الفلسطينين اليائسين عديدا من المشاعر ، تبعث الرهبة من الموت والرغبة في النجاة والحيرة مما بعد النجاة ان تحققت أطفالنا في القدس ليس من حقهم ان يحيوا حياة الاطفال ان حياتهم مليئة بالاهوال والمخاطر والفزع والرعب والمستقبل أصبح ميتا في عيونهم شأنه كشأن أي بيت شامخ عال من بيوت فلسطين من الممكن ان تدمره قذيفة اسرائيلية غاشمه فتجعله في لحظة هشيما تذروه الرياح اين نحن من كل هذه الأحداث الملتهبة ، هل سنظل صامتين حتى لا يعلو صوتنا على صوت المعركه منتظرين النهاية ونزول الستار حتى نلهب أيدينا تصفيقا هل ستظل علاقتنا بفلسطين مجرد كتابات على صفحات الجرائد او شعارات في القنوات التليفزيونية الى متى سيظل حكامنا مصابين بهيستريا العرش حريصين على بقائه أما آن لهذا البركان العربي الخامد أن يتحرك ويحرق أراضي الظلم ويدمر الظالمين أما آن لتلك القلوب الصماء أن تفيق من غفلتها وتعود الى صوابها ان النسر العربي الجريح اشتاق لمعانقة سماء القدس البعيدة ان قلوب المسلمين ما زالت تهفو الى صلاة في الاقصى الاسير الاقصى ينادي فهل من ملب للندى هل من مجيب ام سنظل هكذا في غفلتنا ونترك الاقصى يأن؟