لم يتبقى سوى أسابيع قليلة ويهل علينا الضيف الكريم الذي ننتظره بفروغ الصبر من العام للعام فيحل علينا ضيفاً عزيزاً لمدة ثلاثين يوماً ثم يغادرنا مرة أخرى ... وهذه الأيام هي أيام فضيلة تحمل في طياتها الخير واليمن والبركات نعيشها في بهجة وفرحة عامرة حيث نرى كل البيوت المصرية تستعد لاستقبال هذا الضيف الكريم إنني أتحدث إليكم عن شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات وخصوصاً ان شهر رمضان هذا العام له طابع خاص بعض الشيء فيمر علينا هذا العام ونحن نعيش حالة من التفاؤل بعودة الأمان والاستقرار لمصرنا الحبيبة منذ أن تولى الرئيس الجديد الذي انتخبناه بإرادتنا الحرة ولايته في رئاسة بلدنا الحبيب بعد عام ونصف من الفوضى منذ اندلاع ثورة 25 يناير المشئومة مع أن جميعنا يعلم أن هذه الثورة لن تمر على مصرنا الحبيبة بسلاام إنما حدثت بعض الأحداث المؤلمة من خراب ودمار ...إلخ ومن أعمال عنف وبلطجة وغيرها من الأحداث على مدى العام والنصف المنقضية في معظم شوارع وضواحي العاصمة إلى أن انتهينا إلى تلك الانتخابات الحاسمة ولكن ناهيكم عن كل هذا قرائي الأعزاء أكتب لكم مقالي هذا عن ما هو متعلق بشهر رمضان الكريم وهنا يطول الحديث عن الدراما المصرية وموسم الدراما المصرية فهذا الوقت هو موسم بالنسبة لصناع الدراما حيث يظهر فيه نتاج مجهوداتهم طوال العام حيث يعتقد صناع الدراما أن الشعب المصري بل والعالم كله لا يشاهد المسلسلات إلا في رمضان فقط فنرى الكل يسارع من أجل عرض مسلسله على مختلف القنوات الفضائية والأرضية في رمضان ولكن ربما لا يدرك صناع الدراما أن الشعب المصري أصبح واعي لأن الكل يعي تماماً أن هذا الشهر الكريم هو شهر العبادات والصلوات والقرآن الكريم فليس هناك وقت لمتابعة كل المسلسلات التي ستذاع وبالتالي هناك بعض المسلسلات التي ستسقط وتقل نسب مشاهدتها وخصوصاً أن هذا العام بمسلسلاته له طابع خاص عن كل الأعوام السابقة حيث أن معظم المسلسلات التي تم انتاجها هذا العام تتحدث عن الثورة المصرية وما أعقابها من أحداث خراب ودمارولكن وبصراحة شديدة أرى أنني ضد هذه المسلسلات لأني أرى أنها رصد أعمى لكل ما حدث في أعقاب الثورة والذي شاهدناه عبر القنوات المختلفة والتي عايشناها جميعاً ونعرفها جيدا ونحن الشعب المصري ما صدقنا أننا في طريقنا لعبور هذه المحنة إلى شاطئ الأمان والاستقرار فنرى المسلسلات التي يتم الاعلان عنها في مختلف القنوات الفضائية وخصوصاً قنوات السي بي سي تتحدث عن الثورة وما أعقبها من أحداث التي مرت بها مصرطيلة عام ونصف... فلماذا كل هذه المسلسلات ؟ ولماذا تقليب المواجع على الشعب المصري؟ ونحن لا نريد أن نتذكر هذه الثورة المشئومة وما حدث بعدها ولا نريد أن نتذكر هذه الفترة العصيبة التي مرينا بها وكل الأوجاع والآلام التي عاشها الشعب المصري فأرى أن منتجوا المسلسلات أخطأوا عندما قرروا انتاجها هي ليست ملائمة لمثل هذا الشهر الكريمالذي يهل علينا كل عام وننتظره بفارغ الصبر لكي نفرح وليس ليصيبنا الهم والغم من تلك المسلسلات حرام كل هذه المبالغ الطائلة التي تم صرفها على انتاج مثل هذه المسلسلات المليئة بالأكشن والمطاردات التي لا نطيق رؤيتها لا تصح في شهر كريم نستقبله بالفرحة والبهجة.... نستقبله بالطبول والزمر والفوانيس أشكال وألوان فهو يأتي وتأتي معه الفرحة في كل البيوت المصرية المسلمة فمن المفترض إنتاج نوعية من المسلسلات تلائم هذا الشهر الكريم من مسلسلات اجتماعية خفيفة أو دينية وليس تلك المسلسلات التي تبعث الهم والغم في نفوسنا فياليت يأخذ المنتجون بالهم من هذا في السنوات القادمة ولا يكرروا هذا الخطأ حيث من الممكن عرض هذه المسلسلات على مدار السنة دون المساس بهذا الشهر الكريم فأرجوا أن يتداركوا هذا الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه هذا العام....