والسداد حليفكم دومًا.. رئيس الشيوخ يهنئ السيسي بمناسبة عيد العمال    جامعة الأقصر تنظم أول ملتقى توظيف لخريجي جنوب الصعيد    «السياحة والآثار» تواصل استعداداتها لموسم حج 2024    موقع مصر الرقمية.. خطوة ذهبية نحو تطوير المجتمع    هيئة الدواء تبحث سبل التعاون مع جمعية المعلومات الدوائية الدولية (DIA)    عمال مصر.. جواهر الوطن| الأيدى الخشنة «تتلف فى حرير»    ينتج 15 مليون سيارة بالصين.. شريف حمودة يوضح تفاصيل إنشاء مصنع ضخم داخل مصر    أبو الغيط يلتقي الزياني لمناقشة التحضيرات المتقدمة لعقد القمة العربية القادمة بالبحرين    حزب الله ينشر فيديو لقصف تمركزات جنود الاحتلال بداخل إسرائيل    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    انطلاق مباراة بايرن ميونخ وريال مدريد بدوري الأبطال    «رجال سلة الأهلي» يتأهل لنهائي كأس مصر    إصابة 5 أشخاص في انقلاب ميكروباص بالطريق الإقليمي    هرج ومرج بين الطلاب.. بلطجية يقتحمون مدرسة نموذجية بالهرم في الجيزة    حوش يا حواس!    المنتج محمد العدل يطالب الوثائقية بتوفير عروض للأفلام القصيرة    برومو ياسمين عبد العزيز مع "صاحبة السعادة" التريند رقم 1 على يوتيوب    «إنذار صحي عالمي».. عودة محتملة لتفشي شلل الأطفال في العالم    حالة وحيدة تقرب محمد صلاح من الدوري السعودي    لوقف النار في غزة.. محتجون يقاطعون جلسة بمجلس الشيوخ الأمريكي    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الخميس..عرض الفيلم الوثائقي الجديد «في صحبة نجيب» بمعرض أبو ظبي للكتاب    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    ستبقى بالدرجة الثانية.. أندية تاريخية لن تشاهدها الموسم المقبل في الدوريات الخمسة الكبرى    هيئة سلامة الغذاء تقدم نصائح لشراء الأسماك المملحة.. والطرق الآمنة لتناولها في شم النسيم    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    9 نصائح اتبعها لنوم جيد في الطقس الحار    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    حمد الله يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لكلاسيكو الاتحاد والهلال    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيمانٌ ثلاثةٌ للرئيس ومخاطِرٌمؤكَّدةٌ على شخصِه

فى الدول التى بها تنوعٌ عقائدي والحديثة عهدٍ بالديمقراطية يكون اختيار المنتسب لأحد الأحزاب ذات المرجعية العقائدية لديها حتى ولو كانت الأكثر إستحقاقا للأغلبية عن غيرها أمراً محفوفاً بالمخاطر حول شخص الرئيس ..
هذا فى وضع المنافسة السياسية الطبيعية ..لكن الأمر يُعد الأكثر خطورة لو كانت تلك المنافسة فى ظل تنوع سياسى وعقائدى استجمع قواه مع حزب الأغلبية على ازاحة نظام سلطوى لكنهم يعودون لمساحة التفرق من جديد بمظنة التكويش من قبل الأقوى والأكثر تنظيما بغية إقصاء رفقاء الثورة من المشاركة أو التواجد فى المشهد السياسى من بعد نجاح الثورة أو القضاء على النظام المستبد..
هنا يكون شخص الرئيس محل نقد دائم وترقب لأقواله وأفعاله ليس من باب المساندة والتوضيح لكن من باب التقاط المآخذ ومبررات الثورة عليه كسابقه أو القضاء عليه لاستعادة تواجده داخل المشهد السياسى من جديد ابتغاء استعادة مكتسباتهم السياسية التى حرمهم منها شريك الأمس ورفيقه بإفتراس الضحية من بعد ايقاعها بإقصائهم من بعد إنجاحهم للثورة ..
هذه الحالة تخلق حالة من الارتباك داخل المشهد السياسى ليفتقر معها الأخير للهرمونية والتناغم بما يجعله أكثر إثارة وإستثارة وتحفُّزاً وإحتياجاً لتبرير تصرفاته وأقواله وأفعاله أكثر من التفرغ لعملية البناء وإستشراف مستقبله السياسى نفسه ..
ان تكلم الرئيس صار كلامه لغزاً .. وان اقترح الرئيس صار لاعباً بدهاءٍ شديد وخُبثٍ ماكر لأحد كروته السياسية ..وان ضحك الرئيس فقد غمز ساخرا بمنافسيه..وان أومأ برأسه فقد لمز بخصومه السياسيين ...
تلك هى الإشكالية والمعضلة الآنية الكبرى والتى تحتاج لأضعاف أضعاف المستويات المندوبة من الذكاء الفردى والجمعى بل والمؤسسى بدائرة الرئاسة سواء فى خطابهم مع الدوائر الأخرى أو الفصائل السياسية المختلفة أو مع جموع الشعب نفسه ..
وتزداد تلك الحاجة إلحاحاً إذا ماحاولت جماعة الرئيس المُتوحدة أيديولوجيَّاً فرض الوصاية عليه بالقفز داخل دائرة المشهد السياسى مُستغلةً حياء الرئيس وهى الداعية له إنتخابياً والدافعة به الى داخل القصر الرئاسى فتلتهب مشاعر القُوى الأخرى من قبيل الحنق السياسى وفك طلاسم الخلاف بين قول الرئيس بأنه رئيس كل الكيانات وفعله بأنه ينتمى لطائفته وجماعته فقط وهنا يحتاج الرئيس لتذكيره بضرورة الانسجام مابين قوله وفعله خاصةً والمشهد السياسى لم يعد يتسم بالخفاء كحال الأمس القريب .. ولمن أراد أن يقرأ مخاوفى فليستعيد بذاكرته مشاهد انقضاء سياسيين كُثرُ على مستوى العالم من بعد فوزهم خاصةً فى بلاد الأيديولوجيَّات والانتماءات السياسية المُختلفة على مستوى العالم ومن بعد ثوراتٍ على أنظمةٍ مُستبدَّة ..
أقول أن الأمر فى مصر لا يفترق كثيراً عن باقى بلدان العالم المشتركة فى ذات السمات والتكوين الاجتماعى والسياسى بل والنفسى كذلك خاصةً لدى من يعملون بصدد قياس سيكولوجية الشعوب ..
وفى نظرى فان جماعة الاخوان المسلمين يفتقدون لمثل تلك القراءات والثقافات.. فقط كل همهم هو تنفيذ مشروع حسن البنا من بعد كفاح ما يقارب المئة عام وقد نجحوا ..
نعم نجحوا فى إقتناص السلطة بمصر ولأنفسهم بعد أن أوعزوا لكافة الفصائل أنهم شركاء فيها ولجوارهم داعمين وكذا بارتكازهم على قوتهم التنظيمية العظيمة وقدرتهم على تجييش غيرهم داعما لهم ولصفوفهم من اظهار قوة الميدان لهم وبهم إرهاباً للقوى الأخرى الثورية والمناوئة المنافسة وحتى المؤسسة العسكرية نفسها بل وجل المؤسسات السيادية الأخرى والتى هى فى الحقيقة باتت من بعد نهاية مبارك مرتعشة القرار والأيدى مخافة أن تنتهى نهايته المأساوية..
نجح الاخوان فنجح الرئيس بينما الأخير فأراد من نفسه لاعباً منفرداً مهارياً بخلق مسافة بينه وبين جماعته حتى ولو كانت ظاهرية ترفع عنه حرج اختلاف الأقوال بالأفعال بينما هم فلن يسمحوا له بهذا من منطلق من يدفع أجر المطرب يختار اللحن فى النهاية ..
فلا يتوانوا عن تذكيره فى كل لحظة بأنهم هم الداعمون له والأساس فى تواجده بقصر الرئاسة كما فعل أبو الفتوح وأعلن فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بالتوازى مع مؤتمر مرسى الأول من بعد فوزه وقد أعلن صراحة بذلك وعلى نفس المنحى نحا أعمدة الجماعة الرئيسية كالبلتاجى والعريان اللذين راحا يطلقان تصريحاتهما المتوالية والتى تحاول إشاعة جو من فرض الأمر الواقع بأن يمسك الاخوان بتلابيب الأمور السياسية فى مصر رغم كل تصريحات الرئيس النافية لذلك..وأصبحت قولتهم (سنقوم) تشير ضمنا لما سيقوم به الرئيس ويفاجأ الجميع بالمؤسسة الرئاسية تقوم بما أعلنوا بقيامه ويفاجأ الجميع بصدق قولهم وقد صدقته المؤسسة ذاتها باعتزام الرئيس فعل ما أعلن عنه الرجلان ..
شيئا غريبا هذا التواجد الكثيف حول الرئيس ومشهده السياسى من قبل جماعته حتى ولو أقسم أيمانا بغستقالته من عضوية مكتب الارشاد كما وشيئاً غريباً طبيعة المشهد الذى نراه ذاته واقعاً بين سندان جماعة الإخوان واستحقاقاتهم لديه وعهوده معهم وهم الداعمون له وأساس فوزه بالمعركة السياسية ومطرقة الشرعية القانونية والدستورية وتلك الخاصة بالمؤسستين العسكرية والقضائية بينما الرجل فيقف تائهاً بين الاثنين لا حيلة له سوى التحرك الإنفعالى غير المدروس فى الاتجاهين المتقابلين ..
لأول مرة فى التاريخ السياسى العالمى نجد الرئيس المصرى من بعد الثورة مدفوعاً دفعاً لأن يقسم أيمانا ثلاثة ومتوالية وقبل كل منها يفصله عن جمهور محل القسم أوقاتاً طويلة وقد فطن الحضور فى كل مرة أن هناك خلافاً بين شخص الرئيس وتصميمه على صيغة قسم محددة تتضمن موقعه من الاعلان الدستورى والآخر المكمل له لكنه يرضخ فى النهاية وأمام تصميم الشرعية والدستورية واستحقاقات المؤسسة العسكرية دستوريا لكنه السندان الذى ينتظره فى كل مرة قسم ألا وهو جماعة الاخوان المسلمين التى مارست أدوات الضغط لديها على الرجل غير مراعية لحساسية الظرف ولا لترقب القوى الثورية الأخرى له أو المناوئة التى لم ترضى عن قدومه بل لازالت ترفع صورة منافسه حتى من بعد فوزه وقد جاوزت مئات الألاف الرامزة لملايين الأصوات القابعة بالصناديق الانتخابية المعترضة أقسم الرجل يمينه الأول بالتحرير الذى لا أصفه بالدستورية لانعدام محله ومكانه لكن يمكن وصفه بقسم الولاء لجماعته الداعمة والتى راح يستنهضها من بعد قسمه أمامها بأنه بأداء أول يمين له من بعد فوزه انما كان لإسم شهيد أول القرن فى اشارة ضمنية لحسن البنا مؤسس الجماعة ثم راح يتندر بفترة الستينيات واصفاً إياها بقوله (وما أدراك بفترة الستينيات) وقد غاب عنه أنها ملك مصر شعبا وتاريخا فيها نزفت دماء الشهداء لأجل رمالها وتم بناء أعظم بناياتها السد العالى وتأميم قناة السويس بيد أنه لم يتذكر منها غير قتل السيد قطب على يد رجال ثورة يوليو وقد بات الانتماء الجماعى لديه مقدما على التاريخ الجمعى لمصر بالكلية
راح مُسترضياً جماعته اضافة لذلك بأن عدَّها بالتحرير مانحة الشرعية ولا شئ غيرها يعلوها مهما عظم وعلى شأنه وقد كررها أكثر من مرة وقد فهم القاصى والدانى وكل ذو لب أن الجماعة لديه هى مانحة الشرعية وقد علت بموجب هذا المنح الرئاسى على القانون والقضاء والمؤسسة العسكرية ذاتها والا فما تعنى قولته (مهما علت مكانتها) وقولته (أنتم ولاشئ غيركم) وقولته (الثورة مستمرة وستظل مستمرة) ..
والسؤال ان كان الرجل قد أصبح رئيسا فعلى من يدعو لإستمرار الثورة !!.. وقولته ( سأرجع اليكم أنتم فأنتم الأصل حتى ولو وجد نواب الشعب ) وقد نسى أن هناك فصائل مليونية أخرى و فى ذات التوقيت كانت قابعة بمدينة نصر هاتفة لمنافسه الخاسر .. فهل جماعة مدينة نصر لديه هى الأخرى مانحة للشرعية كما أعتبرت لديه جماعة التحرير كذلك لتصيران معاً محل رجوعه اليهما حتى فى ظل وجود البرلمان اذا ما اعترض سيادته عارض ؟!
وقولته (أتيت اليكم ولم أرتدى قميصى الواقى فلست خائفا ) وفى مشهد آخر يفض أيدى رجال الأمن القائمين بحراسته من أمام صدره ليفتح ردائه عن صدره..نعم كيف يخاف الرجل وهو وسط جماعته وأهله لكنه قد خانه تعبيره حين خاطب الشعب من بعد فوزه بتعبير ( أهلى وعشيرتى ) والتى لا يُخاطَبُ بها لُغةً الا البعض من بين الجمع الكثير ..ولم يلتفت أحدنا لمدلول قوله هذا بينما فمشهد جماعة التحرير في يمينه الأول يؤكد أنهم الأهل والسند والملاذ لديه فى وقت الشدة وعند كثرة المناوئين ممن لا يأمن الرئيس جانبهم..
انه اليمين الثانى وقد أتى ميقاته لكنه هو الدستورى الوحيد من بين الأيمان الثلاثة هو ويمين الجماعة بالتحرير ويمين نواب الشعب من الجماعة وحسبما سيأتى بعد بجامعة القاهرة ..
اليمين الدستورى وقد حضر اليه بلا خيار آخر لديه –وحسب تعبير أحد رجال الاخوان أن المضطر يأكل الميتة- وقد طلب من المحكمة الانتقال إلى حيث هو لكنها صممت على حضوره وحسب ما تواترت الأنباء بذلك بينما فتأخر اليمين قرابة الساعة ومنذ وصول الرئيس للمحكمة الدستورية وقد اختلف مع جمعية المحكمة العمومية وقد رفضوا وقاوموا تصميمه على أن يتناول موقفه من الاعلان الدستورى المكمل خلال حلفه اليمين الدستورى وكما أفادت وتواترت الأنباء وقد عزَّز التصديق بهذا التواتر الخروج المبكر لرئيس المحكمة فاروق سلطان وقبل أن يغادر الرئيس منها متجها نحو جماعة القاهرة لحلف يمينه الثالث ..
الأمر الذى فسَّره المحللون بمحاولة المستشار رئيس المحكمة إستباق الرئيس الى الجامعة لطلب حق الكلمة التى لم يتمكن منها بالمحكمة وقد نوه فيها بأن الرئيس قد أقسم اليمين الدستورية بالنص الذى حدده الدستور دون نقص أو زيادة وقد أكد كذلك على أن هذا قد تم طبقا للاعلان الدستورى المكمل فى محاولة استباقية منه للرئيس قد تمنعه من الوقوع فى المحظور أمام إستماتة سندان الاخوان المحرض على مقاومة وعصيان مطرقة الشرعية بالضغط على الرئيس بإنتزاع تصريحاً من خطابه يشير بالتنويه بالإلغاء للاعلان الدستورى بما من شأنه يخلق حالة من الكارثية الدستورية الخالقة لفوضى عارمة وترنح إستقرار الرئيس السياسى ذاته وكذلك تضعه فى صورة غير المحترم للقانون والدستور والشرعية التى أتت به أصلاً للرئاسة فى أول لحظة من عهده الرئاسى الجديد وكذا الحيلولة دون وقوع الرئيس فى صورة غير المحترم لأحكام القضاء اذا ما قرر اعادة البرلمان المنحل قضائيا وفى أول خطاب له يبدأ به تاريخه الرئاسى أمام العالم أجمع ..
لكن الرجل وأمام المشهد الاخوانى العظيم وقد جمعت صورة جانبية بين مفتى الربيع العربى الاخوانى الفذ القرضاوى وسيادة المرشد العام محمد بديع بينما فى الصورة الأخرى يتقدم الكتاتنى الصفوف وقد جلس محل فضيلة الامام الأكبر شيخ الجامع الأزهر بالمخالفة للأعراف البروتوكولية فغادر الرجل المحفل الى مشيخته مستنكرا هذا الاحتلال الاخوانى المُبكر للمشهد السياسى من بعد فوز الرئيس بلا مراعاة لجلال المنصب فى نفوس المسلمين عامة والمصريين على وجه الخصوص..
لقد وقع المحظور واستطاع الاخوان وقد نجحوا فى اشعال حمية الرجل والذى يمكن استنفاره وعن كسب وبلا مشقة وحسب ما بدى جلياً وواضحاً فى يمين التحرير وقد قرر بأنه سيعيد المؤسسات المنتخبة لأداء دورها ..
وهذا التصريح لا يقبل الا تفسيرا واحدا ألا وهو اعادة مجلس الشعب المنحل قضاء وقد رأيت الجنزورى ذالك السياسى المخضرم وقد انحنى من فوق كرسيه ووضع رأسه بين كفيه وكأنه يستنكر أن يقع الرئيس وفى أول عهده فى المحظور قبالة أحكام القضاء وبقرارات سياسية منفردة وهو الشئ ذاته الذى لم يستطيع فعله كل حكام مصر السابقين حتى مبارك المُثار عليه ذاته ..
وقد خلق البعض للرجل مبررات من بينها أن كلمته فضفاضة لا تشير بالتصريح للمجلس المنحل بل لأى مجلس قد يكون من بينهم القادم وهنا نرُدُ عليهم أن اللفظ لا يفيد هذا التبرير بالدلالة لأن القادم لُغةً لا يُستعاد اذ لم يقدم بعد هذا من جانب ومن جانب آخر فان ما يؤكده هو قول الرئيس الذى أردف قوله السابق وهو أن المجلس الأعلى قد انتهى دوره وهذا ما يؤكد استنتاجى حيث أن الأخير يملك سلطة التشريع ولا يمكن القول بانتهاء دوره الا باستقدام البرلمان المنحل الذى يملك سلطة التشريع وهنا لا يملك التصريح الا تفسيرا واحدا ألا وهو اعادة المجلس المنحل كما يعنى انتهاء دور المجلس العسكرى وعودته لدوره الوطنى وحسب تعبير الرئيس فى حماية حدود البلاد هو الغاء ضمنى لدوره الوارد بالاعلان المكمل وكأنه قد صرح باعادته هو الآخر لسكناته والغاء الاعلان الدستورى محل هتافات جماهير التحرير أهل استحقاق اليمين الأول للرئيس وجماعته الأثيرة لديه ..
وقد انتبه الرئيس بذكاءه لمدلول اللفظ وقد انفلت فإستقدم ما استدبر ثانية بقوله ( لن يترك الجيش الميادين والشوارع الآن حتى استقرار الأوضاع) وقد فهم الأذكياء أن الرئيس لازال غير قادر على تنفيذ ما ذكر وصرَّح لتوه وهنا تتبادر مجموعة من الأسئلة قد وضع الرئيس ذاته بها على المحك فى صورة هى أقرب للانتحار السياسى منها الى إثبات قوة الذات والتى توَّجها بكلمته بمنطقة -الهايك ستب – العسكريَّة وأمام رجال الجيش فى إحتفالية القوات المسلحة بتنصيبه رئيسا حيث قد استعجل قبضته للجيش دون اعتبار لرجال المجلس العسكرى شركاءه طبقاً للاعلان الدستورى مستغلاً تحية المشير وتحيتهم له كرئيس فصرَّح فى كلمته وبجرأة إستعجال السلطة قبل اكتمال قدومها الأمر الذى أشار لدى الأذكياء الى هواجس لازالت تنتاب شخص الرئيس من المؤسسة العسكرية أراد فرض أمر واقعى عليها وإستلاب إعترافاً ضمنياً منها وأمام الشعب كله القابع أمام شاشات التلفاز بأنه قد أصبح الرئيس الماسك بقبضته وبإحكام على مقاليد الأمور..
وبالعودة للأسئلة المُلِحَّة لم يطلب منه أحد أن يضع نفسه أسيراً لجملة وعود لا يقدر عليها هو الآن كما وقد سبق وألزم نفسه بالتزامه بحزمة وعود المئة يوم ..
وقديماً قال المثل الروسى العسكرى (ان لم تصدر لك تعليمات فلا تطلبها أنت ) بما يعنى لا تلزم نفسك بشئ حتى لا تقع فى هوة الاتهام بعدم القدرة على تنفيذه وانكشاف ضعف الأدوات السياسية اللاعبة لديك ..
وهذا ما وقع فيه السيد الرئيس وقد دفعه مُجبراً إليه غير مختاراً جماعة الاخوان المسلمين والذين فى نظرى قد إفتقروا الى الحنكة السياسية ففقدوا بإستعجال نتاج ما زرعوا طوال عقود كفاحهم كصورة فقدان مكتسبات المغالبة البرلمانية وهم الآن فى طريقهم لفقدان منصب الرئيس الفائز نفسه ان لم يتركوه يمارس اللعب بكروته السياسية بِحريَّتِه ودهائه اللذينن أراهما متوافران وبامتيازٍ لديه ..
مُغالبة الأمس قد أفقدت الإخوان البرلمان ومُغالبة اليوم بالاستحواذ على المشهد الرئاسى برِمَّتِه قد تُفقدهم الأخير كذلك..
لقد وعد الرئيس صراحةً وضمناً بثلاثة وعود هى متوجهة بالأساس لرفقاء الدرب وشركاء الكفاح والنضال الحاضرين فى المشهد أمامه وعلى رأسهم القرضاوى وبديع ومن أمامهما الكتاتنى وأعضاء المجلس المنحل فى وسط المشهد أولها عودة البرلمان وثانى الوعود عودة قيادة الجيش لدورهم الطبيعى وعلى حد تعبير الرئيس- دورهم المُقدَّس- فى الدفاع عن حدود الوطن .. أى محو دورهم الدستورى المشارك له .. وثالثها استمرار الثورة وقد وعد بها بل طالب بها هو نفسه مُحتشدى الميدان من الاخوان أصحاب الشرعية التى تعلو فى نظرى وكما صرَّح سيادته كل شرعية مهما كانت وان كنت أرى أن الوعد الأخير ليس بجدية الأول والثانى لكونه قد سبق أداء اليمين الدستورية ..
فهل يستطيع الرئيس تنفيذ أيَّاً من هذه الوعود وهو الطامح فى استقرار دعائم حكمه الوليد والذى قد يوشك بوجودهما على الانتحار السياسى اذا ما حاول تنفيذهما وقد اصطدم بأعلى مؤسسة قضائية وبالمؤسسة العسكرية ذاتها بل وقد وصم نفسه اذا ما حاول التدخل لدى القضاء مُستترا لعودة المجلس اذا ما عاد فقد باتت عودته أمام الرأى العام راجعةً الى تدخل الرئيس شخصيَّاً لدى مؤسسة القضاء ولا يمكنه التنصل ساعتها أمام العالم أجمع أو أمام الشعب ذاته من هذا الاتهام المُشين والذى لم يجرؤ على قيامه مبارك المُثار عليه ذاته ..
انها تحديات خطيرة تهدد وجود الرئيس وقد أوقعه فى حبالها عدم ذكاء الاخوان السياسى وسماتهم التصادمية غير المرنة والتى تؤدى فى الغالب الى فقدانهم مكتسباتهم السياسية فور تمكنهم منها ..
تلك هى جزء من المخاوف على رئاسة مرسى كمنصب دستورى رفيع لكن يبقى تخوفٌ أخير يمس شخص الرئيس نفسه ألا وهو إستقواء الرئيس بجماعته وقد ظهر هذا جلياً وهو فى أوسطهم مفتخراً بعدم إرتدائه القميص الواقى لأنه بينهم لا يخاف ناسياً أن هناك آخرون بمدينة نصر لا يزالون يحملون صورة منافسه الانتخابى ويهتفون للمجلس العسكرى وللإعلان الدستورى وضد البرلمان المنحل قضاءاً بينما فجماعة التحرير تتشابك أياديهم جميعها وتتوحد هتافاتهم وبلسان واحد جمعى لا يقل تنظيماً عن قواعد التنظيم التى تلقُّوها على أيدى مشايخ الاخوان فى صورةٍ وعلى حسب تعبير أحد الأصدقاء لا تفرق كثيرا عن خطابات نصر الله فى حزب الله اللبنانى وقد أبدا لي مخاوفه من تكرار تلك الصورة بمصر ..
بل وفى ظل وعود السيد رئيس نفسه لجماعة الإخوان والتى إن خابت من باب محاولته إظهار الدهاء السياسى والبراعة فى فن المواءمات السياسية مع كافة القوى الفاعلة سياسياً وعسكريَّاً وهنا سيكون مكمن الخطر عليه شخصيَّاً من قلب جماعته ذاتها..
بل وفى ظل تنامى الظهور الاعلامى المُستفذ لرجالات ورموز الإخوان فى المشهد السياسى وبدون صفة سياسية قد نالوها بعد وفى ظل شائعات بدأت تنتشر باستحقاق شفيق للفوز الرئاسى بيد أن المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات الوطنى وبموافقة شفيق ذاته بتقديم أمن الوطن الذى بات يهدده الاخوان بوعيدهم من بعد فوز شفيق وحسب ما نشرته جريدة الدستور من سيناريو مُعدُّ سلفاً لديها لنشر الفوضى فى ربوع البلاد واقتحام السجون والمعتقلات وتصفية أكثر من ثلاثة مائة شخصيَّةٍ عامة ومحاولة السيطرة على مؤسسات الوطن وأوصاله لإعلان دولتهم من بعدها ..
وقد راحت احدى القنوات الفضائية تُذكِّى تلك الشائعات بمستند قد إدَّعت أنه قرار اللجنة الرئاسية ومُمهراً بتوقيع أعضائها ورئيسها ذاته يفيد فوز شفيق بفارق كبير على الرئيس حالف اليمين الدستورى واليمينين الآخرين..
كل تلك المخاوف والتى قد بدت ظاهرة واضحة فى أيمان الرئيس الثلاثة والتى قد عكست حالة القلق التى انتابت الرئيس لا ريب هى مخاوف حقيقية وفى محلها تجعل من منصب الرئاسة المصرى من بعد نجاح الثورة وفوز مرسى فى حالة تستدعى الترقب للقادم القريب بإمعانٍ واهتمامٍ شديدين ..
تلك كانت قراءتى فى واقع ودستورية أيمان الرئيس الثلاثة وقد ترجَمَت بداخلى مخاوفاً مؤكَّدةً على شخصه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.