لقد اجتاز الرئيس المصري المنتخب السيد محمد مرسي كل الاختبارات بامتياز وكان ذاك الرئيس الذي يتمتع بحكمة سياسية منقطعة النظير وقد استطاع أن يقنع العدو قبل الصديق انه يمتع بصفات القائد بكل ما تحمل الكلمة من معنى, واستطاع أن يبعث الطمأنينة الحقيقية في نفوس كل شرائح المجتمع المصري من خلال خطاباته المتكررة والتي أكد من خلالها انه سيكون رئيس للشعب المصري بكل أطيافه ومن خلال الحديث عن عهد جديد يكون عنوانه التسامح والتآخي بين أبناء الوطن الواحد ومن خلال التأكيد على نزاهة القضاء المصري واحتكامه الأكيد له ولكل ما صدر عنه وهو الأمر الذي أكد عليه عمليا بعد أن قرر أن يحلف اليمين الدستوري أمام الجمعية العامة للقضاء الدستوري, إضافة لحذف مصطلحات التخوين والتكفير من قاموس العلاقات الوطنية والشعبية بين أبناء الوطن الواحد, وهنا نرى الفرق الواضح بين نهج الرجل وحكمته العالية وما بين نهج حركة حماس عندما فازت بغالبية المقاعد التشريعية عام 2006م وفي اليوم التالي شاهد الجميع كيف كانت الرايات الحزبية لحركة حماس ترفرف فوق المجلس التشريعي الفلسطيني على حساب العلم الجامع لكل الفلسطينيين وهو العلم الفلسطيني رغم أن حركة حماس فازت بغالبية المقاعد للسلطة التشريعية ونسيت أن هناك رئيس للسلطة التنفيذية منتخب من الشعب قبل اقل من عام وهو الرئيس محمود عباس ورافق ذلك كل المظاهر التي تأجج الوضع الداخلي الفلسطيني وأخطرها على الإطلاق كان إنشاء القوة التنفيذية التي كانت تعمل وفق نظرة حزبية لصالح حركة حماس, وهتا نرى وبشكل واضح أن الرجل إما انه تعلم من أخطاء الحركة التي انبثقت عن الجماعة التي ينتمي لها وهي جماعة الإخوان المسلمين أو أن الموضوع هو نهج مميز للرجل بشكل منفرد يحسب له ولا يحسب عليه, وهنا نقول لحركة حماس وقادتها يجب عليكم أن تتعلموا من هذا الرجل ومن السلوك الجيد لتداول السلطة وكيف شاهد الجميع أن ميدان التحرير كان خاليا من رايات جماعة الإخوان المسلمين الحزبية لحظة إعلان فوز الرئيس محمد مرسي وكانت تقتصر على الأعلام المصرية في الوقت التي خرجت وللأسف الرايات الحزبية في قطاع غزة بشكل هستيري وخرج على رأسهم السيد إسماعيل هنية الذي يعرف على نفسه بأنه رئيس وزراء الشعب الفلسطيني للاحتفال بفوز حزب العدالة والحرية في سابقة لا تجوز لأي شخص يتقلد منصب رسمي في مكانه ولا يحق له أن يتدخل في شؤون الشعب المصري ويناصر فريق مصري على فريق آخر ويجاهر بذلك. وأخيرا نتمنى من الرئيس المصري الجديد محمد مرسي أن يكون على سلم أولوياته قضية المصالحة الفلسطينية وان يعطي من عقله السياسي الراجح وحكمته القيادية الكثير من الدروس لحركة حماس وقدتها كيف يجب أن تكون العلاقات بين أبناء الوطن الواحد وكيف يجب أن تختفي الشعارات والرايات الحزبية فور إعلان أي نتيجة انتخابية وان يكون المنتخب وفور فوزه خادم لكل الشعب مهما كان معارض أو موالي له ويا رضا الله ورضا الوالدين.