إنني أعجب واستغرب من مقال للقيادي في حركة حماس الدكتور يوسف رزقة والذي كان بعنوان " هل تسقط السلطة" وهو المقال الذي شبه فيه السلطة الوطنية بالأنظمة العربية المتهاوية أمام شعوبها ونسي هذا القائد او هذا الكاتب الهمام أن السر وراء سقوط العديد من الأنظمة العربية هو بعدها عن أصوات الشعوب وعدم قدرتها على إجراء أي انتخابات من شانها أن تتيح لهذه الشعوب أن تحكم أنفسها عن طريق قيادة منتخبة من قبلها وليس بطريقة القوة الأمنية أو الاستقراء بالعوامل الخارجية, وهو بذلك اغفل أن هذه المواصفات تقترب من الحكم الذي اختارته حركة حماس في قطاع غزة والذي تمثل بإجراء انتخابات على طريقة عود الكبريت لمرة واحدة وبعدها نفذت الانقلاب على الشرعية وعلى القوانين الديمقراطية التي أوصلتها للمجلس التشريعي وهي حاليا تحكم بنفس الطريقة التي تحكم بها الغالبية العظمى من الأنظمة العربية حيث لا حريات ولا حقوق إنسان ولا مشاركة في صنع القرار ولا أمل ولا حتى الحق بمقاومة الاحتلال إلا عبر المفهوم الحمساوي الذي بات يعشق الهدن المجانية مع الاحتلال في أصعب الظروف إضافة إلى الفقر والجوع الذي بات يعانيه كل أبناء القطاع باستثناء أمراء الأنفاق من قادة حماس وحكومتها الرشيدة. سيدي الدكتور يوسف إن السلطة الوطنية بعيدة كل البعد عن المنهج الذي تحكم من خلاله الأنظمة العربية وهي التي قامت باجرا الانتخابات في الوقت الذي لم تفعله العديد من هذه الأنظمة وقد كانت انتخابات نزيهة وشفافة بشهادة كل المؤسسات الدولية رغم وجود الاحتلال وهي التي أوصلتك لتكون من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وهي التي أوصلت السيد إسماعيل هنية ليكون رئيس الحكومة العاشرة, ولكن وللأسف نرى انك تعمدت إغفال العديد من الحقائق من اجل غايات حزبية ضيقة لا تليق بك ككاتب أو مثقف أو ممثل لأبناء الشعب الفلسطيني, إن الذي يتشابه حكمه مع حكم الأنظمة العربية إلى حد التطابق الكامل هو الحكم الحمساوي الأسود الذي يقمع الشعب وأوسع الناس فقرا واعتمد بحكمه على التمويل الخارجي الفارسي والسوري وكلاهما من أهم الأنظمة المستبدة والمرشحة للسقوط على يد شعوبها إلا يكفي هذا الحكم الحمساوي انه الحليف الاستراتيجي لأكبر نظام قمعي موجود على وجه المنطقة العربية وهو النظام السوري وهو لغاية الآن يتمتع برعايته والإقامة على أراضيه في الوقت الذي ملأ هذا النظام ساحات دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية بدماء أبنائه الذين ينتمي غالبتهم لجماعة الإخوان التي تنتمي لها حركة حماس. سيدي الدكتور يوسف إن حل السلطة هو بيد القيادة الفلسطينية وهو قرارها الذاتي الذي من الممكن أن تقدم عليه بشكل مدروس ومحسوب من اجل المصلحة الوطنية والمشروع الوطني, ولكن هل قرار حل سلطة حماس على قطاع غزة بالنار والحديد هو بيد حركة حماس وحدها أم أنها باتت تنفذ كل ما يطلب منها من النظام القطري الذي لم يمارس الديمقراطية أبدا وهو الوكيل الحصري للإدارة الأمريكية التي بات من الواضح أنها تعشق الأخوان المسلمين وتعمل من اجل تسليمهم مقاليد الحكم في المنطقة العربية ويا رضا الله ورضا الوالدين.