أراد صاحبنا أن يلعب الرفة مع الأراجوز، ولمن لا يعلم لعبة الرفة تتكون من لاهيان أو لاعبان وقرش تعريفة، واللاعب الخاسر عليه أن يراهن بفلوس أو نواة مشمش أو غطاء كازوزة إلى يتمكن من الفوز ويصبح التعريفة ملك يمينه ويسير اللعب بحركة تبادلية، والتعريفة لها وجهان ملك – سبحان من له الدوام – وكتابة، وفي بعض اللغات تسمى رأس و رقم، والأرجواز هذا عبارة عن عروسة خشبية ذو ملابس زاهية احتار الجل في أصله وتسميته، كان يدور في الحواري والأزقة لبعث البهجة في نفوس الأطفال مقابل تعريفة للفرجة، وكنا نسعد دائماً من سخريته اللاذعة من العمدة وشيخ الخفر وشاويش الدرك، وهذا الأرجوز نال دائماً إعجابنا وتعاطفنا معه دون باقي العرائس الخشبية من شاويش أو زوجة خائنة أو عمدة. أطفال لا نعرف لماذا كنا نتعاطف مع الأرجوز...! هل هي خفة ظله أم لأنه يقول ما عجز اللسان عن نطقه، مر الزمن بنا وودعنا حياة الشباب وسرنا على مشارف الكهولة، واستحضرنا الماضي بحلاوته ومرارته وعرفنا لماذا نحن نحب الأرجوز كما أحببنا أرسين لوبين و روبن هود وأدهم الشرقاوي والناصر صلاح الدين. اختلست النظر إلى صاحبي ولم الق السعادة على وجهه، كما كان ممنياً نفسه، لم افهم ماذا دهاه.! وهو من كان مُتيماً بالأرجوز، اقتربت منهما عسى أن أفهم بعض الحوار، وكان الحوار بين شد وجذب، تارة يعلو صوت صاحبي وأخرى صفعة على وجهه ذكرتني بالعصا التي كان يحلو له تأديب زوجته بها عندما تعود متأخرة فلنسمع الحوار الذي ازداد سخونة من الطرفين ولا يعرف المرء ا حوار هذا أم عراك...! اقتربت أكثر وكان هذا الحوار الذي بدأه صاحبي: - كم أحببت خفة ظلك ولسانك الذي نطق بما عجزت أنا به، واليوم أراك أداة تفعل ما تؤمر به، أبدا لم تكن بطلاً، أنت مسخ... أنت أداة في أيد الآخرين... كم ندمت لتصديقي إياك. - أنت نصاب كبير،وأنا البهلول، أنا بهلول الملك على كل الموائد أكلت وبكل المياه اغتسلت، أنا لست مسخاً، أنا بطلاً أنا من كانت اليد في دبري تحركني كما تحرك أنت الوسطى، أبداً لم أنطق كذباً، فدائماً ما أردد ما يريده سيدي، وأنت اليوم غشاش ونصاب، تلاعبني ملك ولا كتابة وأخسر ثم أخسر دون داعي، أنت لست أذكى مني ولكنك نصاب وغشاش، تلاعبني بتعريفة لها وجه واحد، الخسارة لي ولكن أين المكسب...؟ مصر يوم انتخاب الرئيس