منذ أن تبنت الصهيونية في مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 بزعامة هيرتزل تعزيز الاستيطان في فلسطين والتي هي تحت سيادة الدولة العثمانية مع ان الصهيونية بدأت في انشاء المستوطنات قبل ذلك بكثير فأنشئوا مستوطنة الزهرة الأولى بتاح تكفا عام 1878، وبالمناسبة اختيار الصهيونية أرض فلسطين لتكن هي من يوحد كافة يهود العالم افضل من الدول التي كانت مطروحة لليهود كوطن بديل مثل الارجنتين واوغندا، و لأن فلسطين أرض تاريخية شهدت ظهور الحضارات و مهد الديانات السماوية ، على أي حال ما يهمنا هنا هو الاستيطان في اراضينا الفلسطينية ، لقد كان عدد اليهود في الولاياتالمتحدةالأمريكية ما بين العام 1881 وحتى العام 1918 حوالي أربعة ملايين يهودي بينما في فلسطين قدروا بثمانون ألفا وتقلصت أعدادهم الى خمسة وستون الفا مع نهاية الحرب العالمية الأولى ،واليوم بعد مئة وأربعة وثلاثون عاما من الاستيطان سواء في ما يعرف بأرض فلسطين التاريخية ( اراضي 48) أو الضفة الغربية ، فاليهود سيطروا على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية ، ويقيم أكثر من 340 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وحوالي 200 ألف في أحياء استيطانية في القدسالشرقية التي إحتلتها إسرائيل في العام 1967 ، وبلغ عدد المستوطنات في الضفة اكثر 180 مستوطنة تخنق أراضي المواطنين ، وتقطع أوصال المناطق الفلسطينية ، ناهيك عن سرقة المياه الجوفية ، وعربدة المستوطنين ، وحتى حرق الأراضي الفلسطينية وقلع أشجار الزيتون فإعتداءات المستوطنين تكاد تكون يومية وبلا أي سبب حتى أصبح ذلك روتينا ً يوميا في حياة المستوطنين ،لكن التساؤل الحقيقي بعد هذه النبذة عن المستوطنات عن ماهية أنجع الوسائل لمحاربة الإستيطان ؟ منذ قيام السلطة منذ سبعة عشر عاما وحكوماتنا المتعاقبة وحكومات الدول العربية من خلال مناشدتهم في المحافل الدولية وأمريكا لإيقاف الإستيطان أو تحجيمه لم تنجح ، واليوم قد ينادي البعض بالحراك السلمي كما يحصل في بلعين و بورين لمواجهة الإستيطان مع تعزيزهم بالمتطوعين الأجانب ولكن لا اعتقد بالجدوى الفعلية لهذا الإسلوب ، كم ان الذي يدفع للقول بأن المستوطنات ليست خطاً أحمر بالنسبة للحكومات الإسرائيلية فالذي دفع إسرائيل من سحب مستوطنيها من قطاع غزة هي المقاومة الديموغرافية في غزة فالمستوطنات أصبحت محاصرة من الكتل البشرية الفلسطينية بالإضافة الى المقاومة ، إن افضل الطرق لمواجهة الإستيطان هي مزيج من مجموعة وسائل وآليات يجب ان تتبع منها توفير الدعم العربي والإسلامي وإنشاء صندوق قومي لمواجهة الإستيطان سواء بتدعيم الفلسطينيين القاطنين بجوار المستوطنات بإعتبارهم الخط الدفاعي الاول ، او بتقديم الحوافز للفلسطينيين للسكن في بجوار هذه المستوطنات لتكوين غلاف ديموغرافي مقاوم للاستيطان ، كما الإستعانة من بالجهود الدولية والعربية ولو بإرفاد المتضامنين ، وأخيرا المقاومة المدروسة قد تشكل جزءا من التركيبة العلاجية لإنهاء الاستيطان ، او على الأقل تحجيمه.