عرف التاريخ المصريون بأنهم شعب طيب شديد التسامح , يُقدر حكامه و يمجدهم بطريقة تجعل الحكام يطمعون فى تسامح ذلك الشعب الطيب , و شهد التاريخ صبر المصريين على ابتلاءات عديدة آخرها كان ثلاثون عام من الظلم و الفساد و الفقر . حتى نفذ الصبر و ثار الشعب ليخلع مبارك , ثم تُجرى انتخابات وُصفت بانها نزيهة و كان الطريق إليها شائك و شاق , و تأتي المفارقة العجيبة بأن ينتخب الشعب رئيس وزراء مبارك . شئ يدعو للعجب يعكس طيبتنا نحن أهل مصر . لم يكن النظام السابق بسذاجة القذافي . فلم يُحارب شعبه بنفس السلاح و إنما استخدم سلاحاً أشد قسوة و هو التجويع و الترهيب . لأسباب استراتيجية و هي ليترسخ بالأذهان أن مصر تحتاج من يعبر بها إلى بر الأمان و هى العبارة التى ترددت على فضائيات النظام السابق و على ألسنة منتخبي الفريق شفيق . و أظهر النظام السابق ذكاءه الشديد حين قام بتشويه كل الأطياف و كل الأحزاب و الفرق السياسية حتى نزع الثقة من قلوب المواطنين . فلم يبرأ حزب أو إئتلاف من التشويه و الشائعات و التخوين . كما أعطى الفرصة لمرشحي الثورة بأن يعلنوا عن برامجهم كيفما شاءوا ليُشتت عقول الناس و لتتوزع أصوات الثوار على أكثر من شخص . و يبقى الخيار الوحيد للمواطن الذي يبحث عن الاستقرار هو مرشح النظام السابق . فلا تلوموا الشعب البسيط إن كان قد انتخب رئيس وزراء مبارك , و لكن لوموا من أجبروه على هذا الخيار . و يبقى أن نقول أن النظام السابق لو استخدم تخطيطه هذا للارتقاء باقتصاد الوطن لكان خيراً من تفتيت و تشتيت العقول . و لكن الصراع إلى الكرسي أهم عندهم من مصلحة مصرنا . نسال الله أن يحفظها .