ما أكثر ما صح المثل ، فهو لا يخرج إلا ممن حنكته الليالى والأيام وذاق من ويلات الطغاة وظلمهم ما لا يرى مثيلا له حتى فى الأحلام وخيال الروائيين والأفلام . قالوا فى المثل : ( القط ميحبش إلا خناقه 00 ! ) وأتركك أيها القارئ الكريم لتسأل نيابة عنا من يطلبون الملك والرئاسة والسلطان فى مصر وبلادنا العربية والإسلامية على أنقاض عروش وكروش قد سقطت : ماذا أنتم فاعلون بقضايانا ومقدساتنا وحقوقنا المسلوبة والمنهوبة ومطالب الثورة وأهدافها من عيش وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية ؟ وقبل أن تتلقى الإجابة من أحد أريد أن أزودك بما يحدث الآن فى الشارع المصري ، فالعزف على أرغول الفلول والطبول والدراويش بات لا يمل من ترديد اسم سيدهم ، فالمهم أن يكون خصما للثورة والثوار ، وأن يكون آخر رئيس وزارة فى النظام الفاسد المفسد الساقط المنحل، وأن يكون قد فشل ، فأسقطه الثوار بالضربة القاضية فى أقل من أسبوعين ، وأن تكون موقعه الحمير والجمل شاهدة عليه ، وأن يكون الفرار الأمني والانفلات الأمني شاهدا أيضا عليه 00 ! لقد بدأت الخصومات فى الشارع المصري ، فكادت تفرق بين الأخ وأخيه والصاحب وصاحبه والجار وجاره والتاجر وزبائنه ، بل إن بعض المرتزقة وتجار الأزمات بدأوا يثيرون شغبا ويقفون فى طريق الناس يتهجمون على العقلاء وأصحب الفضائل والخلق الحسن ، فيجادلونهم ، بل يفرضون عليهم ويهاجمونهم بشراسة ؛ كل ذلك رغبة فتات يعدهم به أنصار المرشح من الفلول . لقد قلت لبعض الغيورين من شباب الثورة لا تصطدموا ولا تجادلوا هؤلاء ، بل لا تدعوهم لما تحبون ولا تعارضوهم فيما يسترزقون حلالا وحراما ، فلن يفيدكم جدالهم إلا خصومة وتفرق الناس وتهديد المجتمع 00 كونوا عونا للعقلاء ، فالناس فى انتخابات الرئاسة اليوم اثنان : 1- واحد يحب من يذله ويستعبده ويدوس على أم رأسه ، فذلك لا كلام لكم معهم ، فإنهم أسوأ من الرقيق. 2- وآخر شريف عاقل عفيف النفس كأمثالكم ممن يحب الحرية والكرامة ويدافع عنها بماله ونفسه ، فهؤلاء يميلون مع من يحافظ لهم على كرامتهم ، فلو نجح سيعينونه ويساعدونه بالغالى والرخيص. فلا تعلقوا الجواهر فى أعناق الخنازير ، فهل يعقل أن تطالب الخنزير بأن يخرج من بركة المجارى التى يتمرغ فيها وترشده لماء البحر الطهور يستحم فيه00 ؟! ( والله غالب على أمره ) [email protected]