ساهم الإعلام الإلكتروني بشكل ملحوظ في بناء جسور من التواصل بين القائم بالاتصال ومستقبل الرسالة مما كان له بالغ الأثر في تفاعل كل من الجانبين مع الأخر ونتطرق الآن إلى أهمية التواصل بين المادة المقروءة وبين القارئ ، حيث أتاحت التكنولوجيا الرقمية أداة تمكن القارئ من التعبير عن رأيه حول المادة المقدمة ، فمنذ نشأة الإعلام التقليدي لم تتاح أمام القارئ أداة تساعده في التفاعل مع المادة المقدمة سواء كانت إذاعة أو تليفزيون مما كان يحول بين التفاعلية ، والتي استعانت مؤخرا كل من الإذاعة والتليفزيون بالسماح لمتلقي الرسالة بالتعقيب عن أراه من خلال المداخلات التليفونية والتي لم تكن مجدية في بعض الأحيان نظرا لضيق وقت البرنامج المقدم كما يطلق القائم بالاتصال أو لقطع خط الاتصال بدعوي انه قد انقطع الاتصال نظرا لعطل ما في شبكة الإرسال أو لعدم اتفاق سياسة البرنامج مع وجهة نظر المتلقي أو لمهاجمة بعض الشخصيات العامة للضيوف الخصوم أو لاستخدام البعض ألفاظ تخدش الحياء أو التعقيب بعبارات سب وقذف مما يعرض القناة للملاحقة القضائية والعديد من الأسباب الي أن جاء الإعلام الإلكتروني بمختلف أشكاله ليفسح المجال أمام متلقي الرسالة بمساحة حرية واسعة ، نظراً للأدوات التي توفرها تكنولوجيا الإعلام الرقمي بإمكانيات لا محدودة ، والتي توفر للمتلقي التعبير عن رأيه بالصوت والصورة والكلمة المكتوبة مما يؤكد أن الإعلام الرقمي حرر متلقي الرسالة من كل القيود التي يفرضها الإعلام التقليدي فبات في متناول متلقي الرسالة أن يعبر عن المحتوي المقدم له عبر كتابة تعليق يصل حجمه أحياناً إلى ضعف المساحة المقدمة من القائم بالاتصال مما يؤكد وجهة النظر أو معارضتها في بعض الأوقات ، ولكن هناك بعض المؤاخذات التي تؤخذ علي بعض القراء في استخدامهم عبارات خارجة أو مشينة للموضوع المطروح أو للقائم بالاتصال وهذا يرجع إلى ثقافة بعض القراء وعدم درايتهم بقواعد وأخلاقيات استخدام تلك التقنية الذهبية والتي أفسحت المجال أمامه في التعبير عن أراه بمساحة اكبر ، فمن حق القارئ الاختلاف في الرأي مع الكاتب أو وسيلة الاتصال ولكن لا يليق أن نستخدم عبارات مشينة يقراها العالم اجمع ، فقبل أن يختلف القارئ مع الكاتب أو موضوعه لابد ان يعي جيدا ثقافة الحوار اللائق والذي يظهر مباشرة مجرد الضغط علي مفتاح الإدخال والذي من خلاله يخترق تعليقه كل الحواجز الجغرافية والتي قضي عليها بفضل ظهور العولمة في كل المجالات ولاسيما الإعلام الإلكتروني والتي أصبحت رصاصته تخترق كل الحواجز لتصل الي بلايين المشاهدين مما يضعنا أمام مسئولية كبيرة الآن في اختيار تعبيراتنا وتعليقاتنا حتي يحترمها الآخر قبل أن يحترمها الكاتب أو الوسيلة الإعلامية ، و أخيرا عزيزي القارئ عليك ان تتخلي عن العادات الخاطئة التي يرتكبها بعضنا في استخدام أداة التعليق عبر الإعلام الرقمي حتي يتقبل كل منا الآراء المطروحة والتي قد يرجع عنها الكاتب من جراء أسلوب راقي من متلقي الرسالة .