أعلن وزير الثقافة فاروق حسني أنه سيتم إتخاذ العديد من الاجراءات لزيادة فعالية تأمين المنشأت الثقافية المصرية عبر إنشاء غرفة تحكم مركزية لكافة المتاحف المصرية، يكون مقرها المقترح، قلعة صلاح الدين ويديرها الأمن القومي، وتكون تحت الأشراف المباشر لمكتب الوزير، على أن يكون لدى هذه الغرفة القدرة على التحكم ومراقبة كافة المتاحف الفنية في مصر عبر منظومة حديثة من الكاميرات واجهزة الاستشعار للتحكم بشكل متكامل وضمان كامل لتأمين هذه المنشأت . جاء ذلك على خلفية الاجراءات التى أقرها وزير الثقافة لمراجعة كامل المنظومة الأمنية للمتاحف المصرية، لتحديد أوجه القصور لتلافيها وتشكيل لجان خاصة تقوم بالتفتيش ومراجعة المنظومة الأمنية لمتاحف، وتقديم تقارير دورية تعرض على مكتبه مباشرة أول بأول، فيما لا يزال الغموض يكتنف مصير سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" التي أبدعها الفنان العالمي فان جوخ والتى كانت تعرض بمتحف محمد محمود خليل بالدقي، حيث تتواصل التحقيقات مع كافة العاملين، إلى جانب الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية. وكان فاروق حسني قد أصدر قراره بإيقاف جميع المسئولين عن العمل وإغلاق المتحف لحين انتهاء التحقيقات أمام النيابة العامة والنيابة الإدارية ̅، ̅ مؤكدا أنه ستتم معاقبة المتسبب والمتقاعس في عمله ̅، مشكلا لجنة على اعلى مستوى لمراجعة المنظومة الأمنية بالكامل للمتاحف .. موضحا أنه كان سيأمر بإغلاق المتحف لو علم أن جهاز الإنذار لا يعمل أو كاميرات معطلة ̅، ̅ مؤكدا أن جميع المتاحف بها أجهزة إنذار وكاميرات وغرف تحكم مركزي ذات تقنيات عالية . وقد طالب وزير الثقافة الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار بالاتصال بالأمن القومي لمراجعة كل نظم الأمن والإنذار بمتاحف الآثار في مصر كلها ̅، ̅ فيما يقوم صندوق التنمية الثقافية بتغطية جميع نفقات تطوير وترميم المتاحف واللوحة المسروقة "زهرة الخشخاش" تعد من واحدة من أهم المقتنيات الفنية العالمية بالمتاحف المصرية، وهي مرسومة بالألوان الزيتية على القماش في عام 1886، والتي تحمل توقيع الفنان، يقدرها البعض بأكثر من 55 مليون دولار ولكن آخرين يؤكدون أنها تنتمي للإبداع العالمي الذي لا يقدر بثمن، وهي بحجم 64 سنتيمتر في 53 سنتيمتر. وقد وضعت في متحف محمد محمود خليل وحرمه في غرفة منفصلة، وأمامها صفان من المقاعد كي يجلس الزائرين لتأملها، وهي اللوحة الوحيدة مع لوحة "المستحمات" لبول جوجان والتى يصفها البعض من المختصين بأنها أشهر وأغلى من لوحة "الخشخاش"، وهاتان اللوحتان خصص لهما المتحف قاعة خاصة للعرض لتميزهما وقيمتهما الفنية والمادية والتاريخية . والمتحف في الأصل قصر لمحمد محمود خليل الذي اشتهر بعشقه للفنون، واقتنائه لوحات أشهر فناني العالم، وكان راعيا للحركة التشكيلية، فضلا عن تأسيسه جمعية محبي الفنون الجميلة مع الأمير يوسف كمال عام 1924، ثم تولى رئاستها عام 1925. ويرجع بناء القصر إلى عام 1915، تطل واجهته الشرقية على النيل في حين يعلو مدخل القصر من تلك الواجهة هيكل معدني زجاجي اعتبر تحفة معمارية، وتخصص الأدوار من الأرضي والأول حتي الثاني لعرض مقتنيات المتحف، أما الدور تحت الأرضي فتشغله الإدارة والمكتبة ومركز المعلومات وقاعة كبيرة لمناقشة البحوث، وظل القصر منذ إنشائه مسكنا لأسرة خليل ومقرا لمجموعته الفنية الثمينة، إلا أنه تنفيذا لوصية زوجته الفرنسية املين هكتور لوس تحول القصر في يوليو 1962 إلى متحف يحمل اسمه. ومن أشهر الأعمال في متحف محمد محمود خليل تمثال نداء السلاح للفنان رودان ولوحة "الحياة والموت" لغوغان وهما أهم لوحتان عالميتان في مصر، إضافة إلى تسع لوحات لجان باتيست كامي، إلا أن لوحة "زهرة الخشخاش" رغم أنها ليست الأشهر بين اللوحات لكن الضجة التي أثيرت حولها، كانت السبب فى الجدل حولها دائما ففي عام 1988 أعلن الكاتب الراحل يوسف إدريس في مقال له أن اللوحة الموجودة في المتحف نسخة مزيفة وأن الأصلية بيعت في إحدى صالات المزادات في لندن بمبلغ 43 مليون دولار. وكانت اللوحة نفسها قد تعرضت لعملية سرقة غامضة عام 1978 وأعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة أكثر غموضا، وهو ما أعطى انطباعا أن غرض السرقة كان نسخ اللوحة وتهريب الأصلية للخارج، إلا أنه بعد الكشف على اللوحة من جانب متخصصين فرنسيين ثبت أنها أصلية وليست كم ادعى أنها مزيفة . ويبلغ عدد اللوحات الزيتية والمائية والباستيل والرسوم الموجودة بالقصر حوالي 403 لوحات من بينها 30 لوحة لفنانين مصريين، كما يبلغ عدد التماثيل البرونزية والرخامية والجبسية حوالي 50 تمثالا من صنع 41 مثالا من بينها تمثالان لمحمد حسن وتمثال لسعيد الصدر وتضم المجموعة الفرنسية اعمالا لاعظم فناني القرن التاسع عشر من بينهم رينوار ولوحة الخشخاش للفنان فان جوخ التي تعرضت للسرقة . ومن اللوحات الموجودة في المتحف أيضا لوحة ذات الرباط الابيض لرينوار، والتي رسمها فتاة مجهوله لم يذكر اسمها وهي احدي خمس لوحات ضمتها مجموعة قليلة لنفس الفنان، ومنها لوحتان لطبيعة صامتة احداهما لزهور الداليا والاخري فنجان شاي وبعض ثمار اليوسفة واللوحة الثالثة لمنظر طبيعي في الربيع بينما تمثل اللوحة الرابعة طفلة ترتدي قبعة هي /كلود رينوار/ ابنة الفنان رينوار .