«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرجعية الفارسية بين تعظيم النار وتحقير من أطفأها
نشر في شباب مصر يوم 23 - 04 - 2012


( الجزء الاول )
علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي
قال رسول الله ( ص ) " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه".
وقال المجلسي في البحار" وأن كل لفظة شيطان في القرآن المراد بها عمر بن الخطاب"
تمهيد ضروري
ربما يعتبر البعض عنوان المبحث إستفزازيا! لأنه يتعلق بدولة تجمعنا بها رابطة الدين والتأريخ المشترك رغم إنه دين يخالف جوهر الإسلام في الأصول والفروع، في العبادات والمعاملات وليس مذهب كما سيتبين! وتأريخ أكثر سوادا من الفحم مبني على التآمر والغدر والفتن والطعن! وربما تثار حفيظة البعض فيتهمنا بالتكفير وإثارة نقاط جانبية لانعنيها قطعا. فحديثنا يقتصر على التشيع الصفوي وليس التشيع العلوي ورحم الله شاعرنا الرصافي بقوله" إذا كان المقصود في التشيع هو محبة آل البيت كما يوهمون العوام فأني لا أعقد إن عربيا يجري بعروقه الدم العربي لا يحب النبي و آله"! تلك هي الحقيقة فكلنا شيعة إذا كان مقياس التشيع هو حب آل البيت.
ولكن قبل ان تصدر حكمك أخي القاريء الفاضل ارجو ان تمضي معي خطوة بخطوة وتتحملني لغاية نهاية المبحث. لتحكم بعدها بنفسك على هذه المسألة وأنت حرً في رأيك. وموقفك موضع أحترامي حتى لو كان الإختلاف بيننا 180 درجة. فلا حق لنا بفرض آرائنا عليك، ولا حق لك بفرض آرائك علينا وهذه قاعدة ثابتة في الجدل والمناظرة! فلكل منا قناعاته ومبرراته. وكما قيل بأن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، بل إن اختلاف الرأي يحيي الحقيقة وينضجها. فنحن لا نضع أفكارا ثابته أو مقدسة إنما هي رؤية موضوعية قد تصح أو تخطأ. وذات بعد نسبي وغير مطلق! وقد وجدنا أن إثارتها أفضل من السكوت عنها، لأن ذلك من شأنه أن يزيل اللبس عندي وغيري. ورحم الله امرءا نبه وأهدى إلي عيوبي.
لست بالطبع بصدد تكفير الشعب الإيراني ومعاذ الله أن أجرأ أو غيري على ذلك. لكن هناك نوع من الرؤية المشوشة نتيجة المواقف الرسمية الإيرانية والمراجع الدينية -أي الحديث عن الدين الرسمي والمرجعي المتناغم مع سياسة الدولة- فهي تثير الشكوك والشبهات حول حقيقة اسلامهم وتشيعهم! وتضعنا في دوامة معقدة فيما إذا النظام الحاكم والمراجع الدينية وهما أقوى سلطتان في البلد لديهم فعلا توجهات إسلامية حقيقية أم شعوبية؟ وكيف يمكن تبرير الإنحراف الخطير والسكوت المريب عن التوجهات المخالفة أو المشوهة للدين الإسلامي القويم والتشييع العربي النقي؟ أهي القناعة بالحضارة الفارسية والمعتقدات القديمة والتعصب لهما؟ أم هو التخلف الثقافي والتشويش المعرفي الذي يمارسه مراجع الدين بنفوذهم القوي والتسلطي؟ أم هي جبروت السلطة التي تقمع كل من يخالفها الرأي؟ بلاشك إن الأوضاع المزرية للأقليات القومية والأحزاب العلمانية الإيرانية المعارضة أبرز الدلائل على ذلك؟ إن النيه الصادقه لسبر أغوار هذه التوجهات ومدى توافقها مع الرؤية الإسلامية العامة وإدراك درجة إنحرافها عنه ومناقشتها بصراحة تامة دون أي نوع من المهادنه والمجاملة تترتب على حساب الحقيقة هي الهدف من وراء هذا المبحث المتواضع.
بلاشك إيران دولة كبيرة ولها ثقلها في المنطقة ويفضل أن تكون علاقتنا بها مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية وإحترام السيادة والهوية الوطنية. ويمكن تطوير العلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية معها على اساس المصالح المشتركة. ولكن ليس على أساس الدين أو المذهب. فقد أثبتت التجارب على مدى الحقب السابقة بأن الدين عامل تفريق وليس توفيق بينها وبين الدول العربية. وليس السبب في الدين نفسه. معاذ الله! ولكن الأختلاف هو في الرؤيا، فهي تنظر للإسلام من زاوية مختلفة كليا عن زاويتنا.
فالمذهب عند الفرس الصفويين يسمو على الدين نفسه ويتجاوز فرائضه وأركانه ومبادئه إلى نواحي احيانا مناقضة لها! وهذه حقيقة لايمكن إنكارها. فالدين عندنا تسامح وتواضع وعندهم تعصب وغطرسة. عندنا فرائض ثابتة وعندهم فرائض مطاطية. الدين عندنا قناعة ورضا وعندهم أطماع وتوسع. الدين عندنا إلتزام ووفاء وعندهم تآمر وغدر. الدين عندنا جمع وأخاء وعندهم تفرقة وعداء. الدين عندنا القرآن والسنة وعندهم علماء و مراجع. الدين عندنا وسيلة وغاية وعندهم وسيلة فقط.
فشتان بيننا وبينهم! بيننا مفترق طرق وليس طريقا واحدا. وكلما توغلنا فيه بعدت بيننا المسافة كذراعي فرجال. وهذه حقيقة مريرة لكنها مثبته تأريخيا. ويكذب كل من يزعم بوجود مساعي للتقارب أو تقريب وجهات النظر! وإن وجدت فمصيرها الفشل المحقق لأن هذا الأمر يتناقض مع رغبتهم ومطامحهم المعلنة فما بالك بالمخفية؟ والحقيقة إن حوار الأديان يبدو لنا أسهل بكثير من حوار المذاهب كما سيتبين فيما بعد. سنحاول مناقشة المسألة من عدة جوانب ونبدأها:
الموقف من الفتح الإسلامي لبلاد فارس !
من الأمور التي تثير الدهشة هو موقف النظام الفارسي والمراجع الدينية الصفوية من الفتح الإسلامي للبلاد والقضاء على المجوسية وهي الدين السابق للأسلام! فمن الأقوال الشائعة "من علمني حرفا صرت له عبدا" ورغم أن المعنى الحرفي للمثل لا يبدو منطقيا لأن التعليم هو ألف باء المعرفة والغرض منه التحرر وليس الإستعباد، فعندما تعلمني حرفا يفترض أنك ترخي القيد كمحاولة لرفعه بشكل نهائي وليس بإضافة قيد جديد تقيدني به. لكن لنأخذ بالمعنى المجازي فهو أسلم.
من الطبيعي أن من يفتح ليً باب المساعدة فأنه يتفضل ليً بمعروف لا يمكن إغفاله أو تجاهله مطلقا. أما من يهديني إلى الحق فأنه كمن يمد يده لينقذني من الغرق، فيبعث الحياة مجددا في أوصالي فأكون مدينا له بحياتي. أما من يفتح لي باب السماء ويهديني إلى الصراط المستقيم فكأنه يفتح ليً بيده باب الجنة ويقول ليً تفضل أدخلها بسلام وأمان.
قريش من ثم مكة والمدينة والحجاز والبصرة والكوفة والشام وبغداد والبحرين ومصر وبلاد فارس واسبانيا وحدود الصين وبقية أرجاء المعمورة وكل من يدين بالإسلام يفترض بأنه مدين للرسول الكريم والخلفاء والصحابة والأمراء والقادة المسلمين الأوائل وسلفهم الذين نشروا الإسلام في الأرض قاطبة. إنهم سفراء الرسالة السماوية والوسيلة الفاعلة لهداية البشرية، حيث أوصلوا لهم رسالة الإسلام وفتحوا لهم آفاقه الواسعة الرحبة. ويفترض بتلك الشعوب ان تعبر عن تقديرها وإمتنانها لأولئك الأبطال الغرً الميامين الذين تحدوا الجبابرة والطغاة لنصرة الإسلام وتحملوا المشاق والأهوال لكي يوصلوه لمشارق الأرض ومغاربها كما ورد في الذكر الحكيم" إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك وإستغفره إنه كان توابا". أنهم الأمجاد الصناديد الذين تتشرف بهم الأمم التي تكرمت بالفتح الإسلامي المبين.
من المؤكد أن الشعوب الوثنية التي لم تعتنق النصرانية واليهودية ( كالبوذية والكونفشيوسية والهندوسية والمجوسية والزرادشة والمانوية والشنتوية وغيرها من المجتمعات الجاهلية الغارقة في بحر السذاجة والكهانة وعبادة الأصنام والسحر والتعاويذ والجنس المبتذل ) تكون أكثر إمتنانا من غيرها للفاتحين الأوائل لأنهم أنقذوهم من ظلالهم ووثنيتهم ليعبدوا الله ويتشرفوا بدين الإسلام الحنيف. فالقرآن الكريم هو دين هداية ومثل عليا وقيم ومبادئ سامية لتنظيم علاقة الناس بالرب وعلاقة الناس بالناس. ومن هناك كان أثره العميق في الشعوب التي أعتنقته. في الوقت الذي كانت فيه الزرداشتية تبيح زواج المحارم من الأم والأخت. والمانوية تبيح الرهبانية والزهد معتبرة البشر مصدر جميع الشرور وتخلص لحتمية إنقراضهم للتخلص من الشر.
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رض ) هو الذي أطفأ نار المجوس في بلاد فارس. وأحدث نقلة نوعية في تأريخهم. غير بوصلة عقيدتهم من الظلمات والشرك إلى النور والتوحيد. ورغم أن الحضارة الفارسية من الحضارات القديمة والكبيرة لكنها كانت متخلفة في جانبها الديني. إذن الخليفة الثاني هو صاحب الفضل الكبير في هدايتهم للإسلام ويفترض بالفرس أن يعتبروه رمزا خالدا في تأريخهم الإسلامي ويحتفوا به خير إحتفاء؟ لكن الوقائع تشير إلى خلاف ذلك! فهم يقدسون قاتله! ويكفروه ويلعنوه ويعادوه بطريقة لا يمكن أن يتصورها أو يتقبلها العقل سواء في تأريخهم الإسلامي القديم أو الحديث! فلماذا هذا التجني ونكران المعروف والإساءة المقصودة والتشويه المقزز؟ في حين أن الإمام علي ( رض ) والحسين ( ع ) لم يقدما لهم شيئا. ومع هذا فأن يقدسونهما أكثر من الرسول نفسه كما يظهر في كتبهم وطقوسهم؟ فكيف يفسر هذا التناقض؟
عمر أبن الخطاب ( رض ) بدلا من أن يحظى بلقب المحرر والفاتح والمنقذ والبطل أو الفاروق على أقل تقدير كلقب عرف به، فهو يسمى من قبل الفرس ( الجبت والطاغوت ) وقد ذكرالكليني والمجلسي والعياشي وغيرهم بأن مخالفي آل البيت من الصحابة والتابعين وسائر الأمة هم"الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير".
اللقب المشهورالثاني للفاروق ( صنم قريش ) يشاطره فيه أبو بكر ( رض ) ! وهناك أوصاف أخرى يستخدمها كبار كتاب الفرس مثل محمد بن يعقوب الكليني والمجلسي ونعمة الله الجزائري وأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه والتبريزي والحائري وغيرهم يمكن مراجعتها في عدة كتب. وتسمية صنمي قريش تترد في دعاء مشهور نقتطف منه " بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل على محمد وآل محمد. اللهم إلعن صنمي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك وقلبا دينك، وحرفا كتابك، وأحبا أعداءك، وجحدا آلاءك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك، وواليا أعداءك. وخربا بلادك، وأفسدا عبادك.. اللهم العنهما واتباعهما.. وأولياءهما. وأشياعهما، ومحبيهما، فقد خربا بيت النبوة، وردما بابه، ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه يقصد الإمام علي وجحدا إمامته، وأشركا بربهما فعظم ذنبهما، وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر"! يدعي المجلسي بأن هذا الدعاء من غوامض الأسرار, وكرائم الإذكار, وكان أمير المؤمنين ( ع ) يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات سحره! فأي إفتراء هذا؟ المصيبة إنهم لم يكتفوا بإهانة الشيخين الجليلين ( رض ) فحسب وإنما شملوا 90% من المسليمن في العالم بفشارهم ولعنهم الفاحش البذيء بقولهم " اللهم العنهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين إليهم. والناهقين باحتجاجهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم. ( تردد 4 مرات ) اللهم عذبهم عذابا أليما، يستغيث منه أهل النار، آمين يا رب العالمين".
ثواب لعن الصحابة
جاء في ( بصائر الدرجات و تفسيرالصافي ومرآة الأنوار والبرهان وتفسير نور ) بأن المراد بقوله تعالى" وكان الكافر على ربه ظهيراً" أي كان عمر ( رض ) على علي ( رض ) ظهيراً. هكذا ينظر الفرس بحقد وكراهية لمن أنقذهم من الظلال وأرشدهم إلى طريق الهداية؟ ضاربين عرض الحائط قوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم". وكذلك الحديث النبوي الشريف "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً أو فضة ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه".!
ذكر شيخهم المجلسي في كتابه ( الاعتقادات ) ومما "يعد من ضروريات دين الإمامية استحلال المتعة، وحج التمتع، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية". ويزيد الخميني بثواب لعنهمم! أي أن الثواب ليس في العمل الصالح أو فعل الخير والإحسان وتأدية الفرائض والإبتعاد عن ما يغضب الله، بل لعن الخلفاء والصحابة! فأي هراء هذا؟ في بحار الأنوار يروي المجلسي بأن" أبا عبدالله جعفر الصادق قال في قوله تعالى ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) بأن خطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان" ثم وضحها بعد ذلك بقوله " المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر"! ويشير صاحب بحار ( الظلمات ) بأن" كل لفظة ( شيطان ) في القرآن المراد بها عمر بن الخطاب". وذكر الكليني في كتابه روضة الكافي بأن" الشيخين أبو بكر وعمر فارقا الدنيا ولم يتوبا، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
الخليفة والصهر المأبون – معاذ الله -
لم تتوقف الإساءة عند هذا الحد! لنستمع إلى أدنى مراتب البذاءة والفحشاء والنذالة في وصف الفاروق من قبل كبار علمائهم. يذكر نعمة الله الجزائري في كتابه الظلمات النعمانية" بأن عمر بن الخطاب كان مصابا بداء في دبره لا يشفيه إلا ماء الرجال"! تصوروا!!! خليفة المسلمين مصاب بهذا الداء! فأي عار يلحق بالمسلمين الذين إرتضوا بهكذا خليفة! وكيف كان الإمام علي وبقية الصحابه يسمحون بإمامته للمسلمين ويصلون خلفه وينفذون أوامره؟ بل كيف يسمح الله تبارك إسمه بأن يتسلم راية الإسلام هكذا خليفة؟ حاشاه الله وإنتقم من جميع المسيئين إليه ماتوا أو مازالوا على قيد الحياة حتى ألد أعداء الإسلام من بقية الديانات والوثنيين والملحدين لم يجرؤا على الإساءة بمثل هذا المستوى الخسيس لإعدائهم! فمابالك بمن يدعي الإسلام والإسلام منه بريء.
أما الشيخ المحدث ياسر الحبيب فيقول أن " أبوبكر وعمر أسوء مخلوقات الله في هذا الكون. وأعدا أعداء الله"! وبلسان المأبونين وربما بعضهن تعاف أنفسهن من هذا الهراء يضيف " لو لم يحرم عمر المتعه لما زنا مسلم". ولكن عمر حرم المتعه لسببين: أولاً لأنه سمع رسول الله يقول: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا إبن زنا. فأراد عمر أن يُكثر أبناء الزنا عداوه منه لعلي بن أبي طالب. فلذلك حرم المتعه. والسبب الثاني: إن عمر عندما يحرم المتعه. فإن الناس يتجهون الى اللواط وفي هذا منفعه شخصيه لعمر. لإنه كان يحب اللواط. أي أن يلاط به، وكان به داء في دبره، لا يُشفى إلا بماء الرجال". أليس هذا الخنزير البري أضل من أبي جهل وأبي لهب؟
الإمام علي يختار لإبنته زوجا مأبونا !
لكن من هو عمر بن الخطاب ليناله كل هذا الحقد والقدح؟ إنه زوج أم كلثوم وهي الأخت الحبيبة للحسين والحسين وأمها فاطمة رضوان الله عليهم جميعا؟ إذن كيف يهينون بكل صفاقة زوج أخت الحسين! ولو كان لدى عمر مثالب هل كان الأمام علي ( رض ) يزوجها من كريمته الغالية؟ وهل كان الحسن والحسين يوافقان على هذا الزواج أو إستمراره؟ وكيف يصفون الخليفة الراشد بأنه مأبون يحب اللواط وهو زوج أم كلثوم التي جدها الرسول ( ص ) ؟ اليس تلك إهانة بالغة للرسول والأمام علي وفاطمة والحسن والحسين لفشلهم في أختيار زوج صالح لأم كلثوم؟ وهذا يعني إنهم أما هم غير معصومين بسبب سوء الإختيار وفيمن؟ في أقرب الناس إليهم! أو إنهم قبلوا بعيبه لأنه لا يعتبرونه عيبا!
هل يرضي أي من الناس ممن لهم ذرة من الشرف والغيرة بأن يزوج أبنته من مأبون إن لم يكن على شاكلته؟ فما بالك بالإمام علي؟ هل نسى الإمام بأن الله يريد أن يبعد عنهم الرجس أهل البيت ويطهرهم تطهيرا فإذا به يأتي بالرجس لعقر داره؟ هل كان يجهل تلك الصفة الذميمة عن عمر فزوجه إبنته؟ أن صح جهله فكيف نفسر الكلام المنسوب إليه" إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام"؟ وأن علم وسكت بسبب الخوف من حرمانه السقاية فأي سلوك شائن هذا؟ وكيف يرتضية ويبرره الإمام المفترى عليه؟ وإذا إكتشف هذه الصفة الذميمة عند عمر بن الخطاب- حاشاه- قبل أن يزوجه من إبنته فرضا! فلماذا لم يطلقها منه ويحفظ ما تبقى له من شرف مهان؟ لقد أهانوا ليس الخليفة الفاروق فحسب! بل الإمام علي نفسه إهانة من المهد إلى اللحد. من جهة ثانية أليست الإساءة للفاروق هي إساءة للنبي ( ص ) نفسه الذي أختار لوطيا اللهم غفرانك ليرافقة في درب الجهاد والدعوة للإسلام؟ كيف يسأل النبي الأعظم ربه بأن يهدي أما أبو جهل أو عمر بن الخطاب للإسلام؟ فأهدى لله جل جلاله عمر وترك أبي جهل في ظلاله؟ كيف قبل المسلمون بأن يتولى الخلافة لوطي! ألا بئس ما تدعون يا معشر الفجار وأراذل الكفار.
التأريخ يشهد خلاف ذلك فالإمام علي ( رض ) كان يحترم الفاروق وكرمه بتزويجه كريمته إعتزازا به وليس خوفا منه كما يشيع البعض! وهل يخاف الإمام علي إلا من ربه عزً وجلً؟ ورد عن عبد الله بن سلمة قال: سمعت علياً يقول: "خير الناس بعد رسول الله، أبو بكر. وخيّر الناس بعد أبي بكر عمر". وروى البخاري: عن محمد بن الحنفية ( ع ) قال" قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله ؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين". كما قال الإمام علي ( رض ) مترحما على الفاروق" ما خلفت أحدا أحب إليً أن القى الله بمثل عمله منك. وأيم الله. إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت كثيرا أسمع النبي يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر". هذا هو الأمام علي الحكيم الفيلسوف، وهذا هو منطقه السليم الرائع. وهذه هي شخصيته الحقيقية التي تشع كرما وحبا وتضحية وإيثارا وشموخا. فإنظروا كيف شوه الصفويون صورته الرائعة!
للحديث بقية بإذن الله
علي الكاش
المرجعية الفارسية بين تعظيم النار وتحقير من أطفأها
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.