يا له من نبأ فاجع وقع على افئدتنا كالصاعقة وأنا اتصفح على مواقع التواصل الاجتماعي ولا نقول إلا ما يرضي الله، سبحانه وتعالى "إنّا لله وإنّا اليه راجعون" بوفاة زوجة أخي وصديقي ورفيق السجون وزميل العمل في جهاز الشرطة الفلسطينية المناضل العقيد شرطة/ عبد المنعم جاد الله "أبو طارق" المرحومة الأخت الموقرة بثينة عمر شاكر جاد الله " الجمل"أم طارق رحمها الله رحمة واسعه واسكنها فسيح جناته وحشرها مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. تعرضت الأخت الموقرة أم طارق إلى وعكة صحية يوم الأحد وعلى أثرها نقلت إلى مستشفى الشفاء وتلقت العلاج اللازم واستقر واضعها الصحي حتى وافتها المنية يوم الاثنين وسيتم الصلاة على جثمانها الطاهر اليوم الثلاثاء في مسجد النصر والدفنة في مقبرة السلاطين وسيقيم زوجها العقيد "أبو طارق" بيت عزاء في العمارة التي يسكن فيها عمارة موسى عرفات الباب الشمالي في شارع النصر. ولد المناضل الأسير المحرر العقيد متقاعد في الشرطة الفلسطينية / عبد المنعم محمد علي جاد الله "أبو طارق" في مدنية قطاع غزة بتاريخ 5/8/1960م وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة يبنا في فلسطينالمحتلة عام 1948م التي هاجروا منها قسراً بقوة السلاح إلي قطاع غزة, فهو متزوج وله من الأبناء سبعه وخمس بنات وجميعهم متزوجين وهو ينعم بأحفاده. تعرض للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال فترات طويلة أعمامه وخاصة عمه يوسف جاد الله "أبو صلاح" وحكم مدى الحياة ووالده اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني عدة مرات والذي كان يعمل بالإدارة المصرية قبل الاحتلال وهدمت قوات الاحتلال الصهيوني بيت العائلة. منذ ريعان شبابة انخرط في العمل الثوري وواصل مسيرة العطاء دون كلل أو ملل، عنيداً في مواقفه، صلباً متمسكاً بمبائه، جريئاً في الحق، مؤمناً بالنصر، مثابراً بالصبر والجلد، في كل المواقع التي تقدم صفوفها، وقد برهن خلال عمله على أعلى درجات العطاء والعمل .وقد عاشرته عن قرب في سجون الاحتلال وفي مؤسسات السلطة الوطنية وخاصة في جهاز الشرطة الفلسطينية فكان نعم الأخ والصديق والقائد المتميز في أداء عمله على أكمل وجه. اعتقل على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني عام 1975 بتهمة مقاومة الاحتلال الصهيوني والانتماء لحركة فتح وخرج من المعتقل وعمل في مهنة الخياطة وافتتح مصنع خاص به وكان نشيط في العمل الجماهيري في صفوف أبناء الفتح.. تعرض للاعتقال عدة مرات على أيدي قوات الاحتلال في سنوات 1988 و 1989 و1990و1993 وتم الإفراج عنه يوم أن وقع الأخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات اتفاق القاهرة يوم 4/5/1994 م وتم الإفراج عن كل الأسرى في سجن غزه المركزي قبل ان يتم تسليم قطاع غزه. التحق بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في صفوف الأجهزة الأمنية وعمل في مواقع مختلفة في دوائر الشرطة وكان خلالها مثال الضابط الفتحاوي الملتزم. أحيل إلى التقاعد المبكر مع آلاف من منتسبي الأجهزة الأمنية والمدنية وهم في قمة عطائهم ورغم ذلك بقي أخي وصديقي أبو طارق يعمل بجد ونشاط ودون كلل او ملل يشارك في كل الفعاليات والانشطة والمناسبات الوطنية. في ظل سيطرة حكومة الأمر الواقع في غزة ثم استدعائية أكثر من مرة إلى مقرات الأجهزة الأمنية التابعة لحماس. قام أكثر من عشر مسلحين ملثمين مدججين بالسلاح والعصي الغليظة قبل عامين عند الساعة 17:15 من مساء اليوم الاثنين الموافق 18/مارس /2019م بالاعتداء المبرح عليه أثناء وجود صديقة عاطف أبو سيف "أبو طلال" معه في أرضة شمال قطاع غزة وأوقعوا فيه إصابات بليغة وجري نقله إلى مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة وقد رفض أبو طارق يومها الخروج من قطاع غزه للعلاج في رام الله وأصر على البقاء في قطاع غزه وبقي يعاني من أثار الاعتداء الهمجي عليه حتى هذه الساعة من كتابة مقالي وأنا اقدم التعزية له في وفاة زوجته المرحومة المغفورة لها "أم طارق" بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم باحر التعازي للأخ أبو طارق جاد الله وأبنائه وكريماته وانسبائه وال الجمل أهل المرحومة جميعا سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويلهم أهلها و ذويها جميل الصبر و السلوان.. انا لله وانا اليه راجعون. يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي