بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 ومعاهدة مماثلة مع الأردن عام 1994، أصبحت الإمارات الدولة العربية الثالثة التي تطبعالعلاقات مع إسرائيل. وهي أيضا الدولة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي. وكانت هناك اتصالات سرية بين الإمارات وإسرائيل منذ أعوام، لكن ظلت تفاصيل وتوقيت هذا التطبيع سرا حتى اللحظة الأخيرة. ولم تكن هناك مشاورات بين وزير خارجية الإمارات ونظرائه في دول الجوار. وكان الأمر برمته مفاجأة للجميع تقريبا، وكانت المفاجأة الأكبرللفلسطينيين الذين وصفوا الاتفاق بأنه "طعنة في الظهر"، إذ لا يزالون بعيدا عن الحصول على دولة خاصة بهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيليلأراضيهم. السؤال هنا ما السبب في هذا الاتفاق الآن ؟!! مما لا شك فيه ان ايران في الاونه الاخيرة اصبحت هي الشغل الشاغل في المنطقه العربيه وغدت اكبر المخاوف لدول الخليج بعد وضعهالميليشيات في العراق وسوريا ولبنان وتوسع نفوذها في الشرق الاوسط وتشترك اسرائيل مع دول الخليج في هذه المخاوف من ايرانخصوصا بعد برنامج الاخيرة النووي السري الذي تعمل عليه إيران . ومن هنا جاءت فكرة المصلحة العامة او التطبيع او الاتفاق بين الامارات واسرائيل . فهناك نظرية قديمة تقول عدو عدوي .. صديق وربما تنطبق هذه النظرية علي هذه الاتفاقيه .. فالمصلحه العامة اهم بكثير من النظر اليمشكلة ظلت مطروحة منذ سنوات وهي القضية الفلسطينية .. بالطبع هذا الاتفاق لم يكن له تاثير ايجابي علي هذه القضيه .. ولكن حتي من قبل هذا الاتفاق اين التأثير الإيجابي الذي وقع لحل هذه القضية ؟! كما أن هناك جانب التكنولوجيا، ومن بين ذلك التكنولوجيا الحيوية، والرعاية الصحية، والدفاع، والمراقبة الإلكترونية. وهنا تُعد الإمارات خيرمثال على ذلك، إذ اشترت من إسرائيل منذ عدة سنوات برامج تجسس لمراقبة مواطنيها. ولدى أبو ظبي أموال طائلة، إذ تمتلك احتياطياتنفطية هائلة مع وصول نصيب الفرد من الدخل الوطني هناك حوالي 40 ألف دولار. كما أن لهذه الدولة الخليجية تطلعات دولية، وما هو أبعدمن ذلك، إذ أنها أول دولة عربية ترسل بعثة إلى المريخ. الشرق الاوسط ودول الخليج دوما ينظرون لصالح تطويرهم ووضع العدو الحقيقي والاكبر للمنطقه امام الأعين بعيداً عن الشعارات المنشودةمنذ زمن .