توشك النهاية لأن تقترب ..وتتصاعد التيترات في مقدمة الشتاء ..ربما بشغف أقل ..أنتظر نهاية الأشياء ... الوقت يأكل بعضه..لسنوات عدة ..فلا يتركك ولا يترك لك المزيد منه ..لاشئ جديد سوي أن مضي الوقت في انتظار بدايات ونهايات ... ربما بدايات أجمل من النهايات ... بينما النهاية أصدق من كل بداية ... إلا نهاية الشتاء ..فهي نهاية محببة إلي .. انتظرك يا شتاء لأن تنتهي ..انتظر كما انتظر انتهاء كل شئ... لقد أخفقت لأن أحب الشتاء كما أخفقت في أشياء كثيرة .. ولكني أجدت رثاء نفسي به..وكانت الكتابة شئ أقرب إلي الرثاء .. فكانت قصائد الصيف أجمل.. ولأجيد الانتظار و التخطي.. حينما يبلغنا الوقت بانقضاء الوقت .. الوقت... ذلك الشئ العجيب ...حينما نتمهل عقارب ساعاتنا لأن تسير أبطأ ..وكأنما الموت ينتظرنا..فلا يجيب فيمضي بكل سرعته.. وحينما نتمناه لأن يسير سريعا كملحة بصر..فلا يسير .. . فيتقن الانسان فن التجاوز وفن الصبر ... وينسي كل ما سبب له ألما ...وكأنما لم يحدث ... وحينما منحت الوقت وسلبت العمر ..فلا كان الوقت وقتك ولا كان العمر عمرك .. إنما منحة قصيرة وإن طالت ...وكم من الأوقات كانت ثقيلة وبقي العمر عليها شاهدا ..والوقت يقف في منتصف الصعاب باسما ساخرا يهزأ بك .. تبحث عن المزيد منه.. فلا مزيد ولا قليل .. كل شئ قد انتهي ..فلاعودة ولا رجوع ... ولأن ما يمضي لن يعود.. حينها ستتعلم أن تتأقلم مع الأيام بحلوها ومرها .... أنا مدينا لكل الليال السوداء دون غيرها ..ومدينا للظلام أكثر من النور.. كل الأشياء المظلمة أنارت بداخلي ظلاما ..والليل رفيق أبدي.... فكان الظلام أصدق من الضياء ... من دون عنوان ... أنتظر نهايةً لكل الفوضي..فوضي الزحام..وزحام الأشخاص ..وظلال الأشخاص ..وأشباه الظل.... من دون عنوان... أفقد كل عناويني القديمة وأفتقدها.....في انتظار أخري ..وعتبات نحو بدايات جديدة..... فلا أريد من الشتاء سوي رحيله من داخلي بسلام..دونما أن يترك عنوان واحد قد يدلني إليه ........ بقلمي: إيمان فايد الإثنين 9 ديسمبر 2019