اشتبك نشطاء من المعارضة مع الشرطة في فنزويلا صباح اليوم السبت قبل مسيرة تستهدف مواصلة الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو لدفعه للتنحي مع استمرار انقطاع التيار الكهربي في أنحاء البلاد وهو الأسوأ من نوعه منذ عشرات السنين. وحاول عشرات المتظاهرين السير وسط شارع رئيسي بالعاصمة كراكاس لكن شرطة مكافحة الشغب قصرت تحركهم على الأرصفة الجانبية مما أدى لحدوث مناوشات مع الضباط. وغرقت فنزويلا في ظلام دامس مساء يوم الخميس فيما وصفه الحزب الاشتراكي الحاكم بأنه عمل تخريبي بإيعاز من الولاياتالمتحدة فيما قال عنه منتقدون من المعارضة إنه نتاج عقدين من الفساد وسوء الإدارة. وقالت ليليا تروسيل (58 عامًا) وهي صاحبة متجر "الشرطة أساءت معاملتنا رغم أن أفرادها يعانون مثلنا من ذات المحنة... ما زال التيار الكهربائي مقطوعًا في منزلي مما أدى إلى تلف بعض الطعام". وقال نواب من المعارضة عبر "تويتر" إن الشرطة منعت منظمي المظاهرات خلال الليل من إقامة منصة في موقع التجمع. ودعا الحزب الاشتراكي إلى خروج مسيرة مضادة اليوم السبت للاحتجاج على ما يصفه بأنه أسلوب استعماري من الولاياتالمتحدة التي فرضت عقوبات صارمة على قطاع النفط في محاولة لقطع مصادر التمويل لحكومة مادورو. وما زال التيار الكهربائي يصل بشكل متقطع في بعض مناطق العاصمة حتى صباح السبت أما في أغلب مناطق البلاد فقد استمر الانقطاع منذ يوم الخميس. وقالت جماعتان معنيتان بالدفاع عن حقوق الإنسان وتركزان على المجال الصحي إن انقطاع التيار ساهم في وفاة رضيع وصبي يوم الجمعة بسبب عدم قدرة المستشفيات على توفير طاقة كهربائية احتياطية كافية. ولم تعلق السلطات على الأمر. وانزلقت فنزويلا إلى أتون أزمة سياسية حادة منذ أن فعّل جوايدو بندًا في الدستور لإعلان نفسه رئيسًا مؤقتًا في يناير (كانون الثاني) رافضًا نتيجة الانتخابات التي جرت في 2018 فاز فيها مادورو واعتبرها مزورة. وتعاني فنزويلا بالفعل من تضخم هائل ونقص شديد في السلع الأساسية. وكتب جوايدو، الذي اعترفت به أغلب الدول الغربية رئيسًا شرعيًا مؤقتًا للبلاد، في تغريدة على "تويتر" اليوم السبت "يعتزمون إرهاقنا لكن لم تعد لديهم وسيلة لاحتواء الناس الذين قرروا وضع حد لاغتصاب السلطة". ويقول مادورو إن جوايدو دمية في يد واشنطن ورفض إعلانه لنفسه رئيسًا ووصف الخطوة بأنها محاولة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على ثروة فنزويلا النفطية.