مستشار/ أحمد عبده ماهر يقول السادة الفقهاء الذين يرتوون بفقه السنة أن طاعة المرأة لزوجها أسبق من برها لأبويها استنادا إلى حديث ان امرأة أطاعت أمر زوجها ولم تعود أباها المريض حتى توفاه الله فلما وصل خبرها لرسول الله قال لها بأن طاعتها لزوجها أدخلت أباها الجنة. وذلك الحديث وما انلثق عنه من تخريج فقهي إنما ينضمان لمحفل معاداة النصوص القرءانية الذي دأبت عليه جماعة الفقهاء، فنصوص القرءان إنما هي قطعية الثبوت ...كما انها قطعية الدلالة في كثير من مدوناتها وبالذات ما ورد في شأن الإحسان الوالدين وبر الأبوين. وعناصر البر كما وردت بكتاب الله هي: [الإنفاق والتوريث.....حسن المعاشرة والتودد...الائتناس بزيارتهما] أما عناصر الإحسان فهي: التذلل والخضوع لهما وخاصة حين أن يكبرا في العمر وان تقل لهما قولا كريما مهما تأذيت منهما فهما من أزالا عنك القذى وأنت طفل رضيع ولم يتأففا من بولك ولا برازك وأن تقول لهما قولا كريما كما كانا يستحسنان منك كل كلامك وأن تنذلل لهما وأن تدعو الله لهما والوصية لهما قبل اأن تموت أنت.. ويهمني أن أذكر بالبداية أن الوالدين هما صاحبا النطفة والبويضة التي تم تخليقك منهما..... أما الأبوين [الأب والأم] فهما اللذان تعهدا بتربيتك وتنشئتك وتعليمك.... فالوالدين لهما شرعا حق الإحسان وليس البر وذلك وفق نص قرءاني ثابت لكن السادة الفقهاء يتعمدون دوما مخالفة القرءان لأنهم تعهدوا رعاية فقه إبليس، لذلك فهم دوما يقولون عبارة [بر الوالدين]....مع أن الوالدين لهما حق الإحسا وهو أعلا شأنا من حق البر... وما عليك إلا أن تتدبر قوله تعالى في شأن الإحسان للوالدين: 1. {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ...}البقرة83. 2. {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ......ً }النساء36. 3. {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ....}الأنعام151. 4. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً .. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }الإسراء24&23. من خلال تلك الآيات نعلم بأن الإحسان يكون للوالدين وليس البر...وهو إنما يلي مباشرة حق الله في الوحدانية وعبادته وحده بلا شريك.....فكيف بالله عليكم يتم إقحام الزوج في تلك المعادلة بين الله والوالدين.....لا شك بأنه الإفساد الفقهي المتعمد الذي وضعه إبليس فينا لنجحد آيات ربنا عز وجل. وأما عن الأبوين....وفي الغالب تجتمع صفة الوالدين مع الأبوين.. لكن على فريضة حدوث انقطاع بين الوظيفتين [الوالدية الأبوية والأمومة] فمثلا رجل قامت عمته بتربيته...أو زوجة أبيه ...الخ...أو تولى أحد أعمامه واجب الأبوّة نظرا لوفاة الوالد......فهنا تكون الأبوية غير الوالدية، وبالتالي فحق البر مكفول شرعا للأبوين..... أو للوالدين إذا ما قاما بواجب التربية. [الإنفاق والتوريث وفق الأنصبة الشرعية .....حسن المعاشرة والتودد...الائتناس بزيارتهما] وفي ذلك يقول تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً }النساء11. وفي شأن مودتهما والإكثار من زيارتهما والحديث معهمما يقول تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ }البقرة200. وفي شأن اتخاذهما أولياء للمشورة والطاعة يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }التوبة23. ومن جماع ذلك نستنتج أن الإحسان يكون للوالدين وإن كانا كافرين....اما البر فهو يكون للأبوين المؤمنين.... وعناصر البر هي: [الإنفاق والتوريث.....حسن المعاشرة والتودد...الائتناس بزيارتهما] أما عناصر الإحسان فهي: التذلل والخضوع لهما وخاصة حين أن يكبرا في العمر وان تقل لهما قولا كريما مهما تأذيت منهما فهما من أزالا عنك القذى وأنت طفل رضيع ولم يتأففا من بولك ولا برازك وأن تقول لهما قولا كريما كما كانا يستحسنان منك كل كلامك وأن تنذلل لهما وأن تدعو الله لهما والوصية لهما قبل وفاتك أنت. والوصية للوالدين تكون في حال وجود انفصال بين حق الأبوين في ميراث الإبن المتوفى وبين الإحسانن الواجب للوالدين.....فقد يكون الوالد قذف ابنه شهوة ولم يرعاه لذلك فإن حق الإرث ينتقل لأبيه الذي قام على تربيته ...وهنا يمكن أن يوصي الإبن المولود لوالده من ماله الموروث....لكننا في عصرنا هذا نقوم بتوريث الوالدين لأننا لا نفلاق بين الوالد والأب ولا بين الوالدة والأم. وأين حق الزوج من التذلل الواجب للوالدين....وأوصى الله بالرحمة بالوالدين ولم يوصي للزوج إلا بالمعروف بينهه وبين زوجته.....وأين الزوج من حق الإحسان الواجب للوالدين....واين حق الزوج من مناداة الإبن باسم أبييه.....وليس باسم الزوج....لذلك فحق الوالدين أسبق من حق الزوج...وإن أقرب الرجال إلى المراة هو والدها وليس زوجها... فهل من المعروف ألا تعود المرأة والدها حال مرضه حتى يتوفاه الله....ما كل هذا الجحود الذي يتم تدريبنا عليه نكاية في القرءان ورب القرءان.... ------ مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي