كنت فى إحدى المصالح الحكومية لإنهاء بعض الأوراق الشخصية وإعتمادها من المدير قبل ان تختم بشعار الجمهورية ودخلت مكتب المدير لإعتمادها ... ولكن انتظرت قليلاًَ لأن من الواضح أنه كان مشغول جداًَ فى سماع حديث هام لإحدى السيدات التى تعمل فى نفس المصلحة وأثناء الحديث كانت تؤكد له على مدى حرصها على العمل وبذل المجهود من أجل رفع مستوى الخدمة للعميل فقلت فى سري ربنا يكثرمن أمثالها يا ريت كل واحد يشتغل زيها ... ثم أكملت حديثها بصوتها القوي بأنها أكثر كفاءه من غيرها لأي منصب إداري وكيف أن يفضل عنها موظفة أخرى أقل خبرة منها لهذا المنصب ولكن المدير حاول إقناعها بأن زميلتها الأخرى حاصلة على شهادات ودورات تدريبية فى هذا المجال منحتها خبرة جيدة ومع الممارسة العملية سوف تكتسب خبرة أكثر فلا بد من منح فرص جديدة للشباب لإثبات كفاءتهم... ولكن إستمرت فى حديثها بأنها لا توافق عليها وحينما فشلت محاولتها فى إقناع المدير بذلك لجأت هذه السيدة إلى شئ كنت لا أتوقعه على الإطلاق ...! لقد أخرجت الهاتف المحمول من حقيبتها وهى تقول للمدير أسمع ما قالته عنك هذه الموظفة التى تفضلها عنى لهذا المنصب... لقد سجلت حديث لها دون أن تدري مع احدى الزميلات بالمكتب وهى تنتقد المدير فى بعض الأوضاع فى العمل ولا سيما أن الإنتقاد لا يخلو من بعض الألفاظ السيئة والجارحة لشخصية المدير... وما أن سمع الحديث المسجل فى الهاتف إلا وتغير180 درجة نحو الموظفة التى كان متحمس لها كثيراًَ لنشاطها وذكائها وأصبح مستاء جداًَ منها وسريعاًَ قام بإلغاء القرار وترشيح هذه السيدة لهذا المنصب .... كان زمان المثل بيقول ( ما شتمك إلا إللي بلغك ) الآن الوضع أختلف كثيراًََ فأصبح فى ظل تكنولوجيا المعلومات وإمتلاك كل فرد فى المجتمع أخطر وسيلة معلومات وهي ( الهاتف المحمول ) وبدون الحصول على إذن من النيابة بالتسجيل أوالتصوير فى أن يأتي المبلغ بالشتيمة للشخص الآخر ومعه الدليل الكامل بالصوت وبالصورة والتى تؤكد مصداقية هذا المثل الذى كان يردده أجدادنا قديماًَ وعجبي... !