بشفاه يابسة مرتجفة تمارس بعض الشخصيات الحزبية وغير الحزبية الشائخة الفتنة الاجتماعية بحجة أن ثورة الشباب قد أُخْتُطِفتْ، يقولون كلماتهم البائسة ويتخفون خلف يأسهم وعجزهم السياسي بين الشباب مطمئنين إلى أن فتنتهم سوف تؤتي أُكُلها في الشارع المصري. وآخر دعواهم الإضراب العام ... فسأة الغربان العجائز أو هي دعوة البائسين الفاشلين الذين لم يفلحوا في الحصول على كرسي واحد في البرلمان المصري أو أولئك الذين ثبت ضحالة قدراتهم السياسية على التأثير السياسي في الشارع المصري من خلال تدني عدد مقاعدهم إلى الحضيض، وقد عافتهم الجماهير على مدى عقود عديدة من العمل السياسي ككومبارس للحزب الوطني الذي كان يمن عليهم بمقعد في البرلمان على سبيل التعيين في مقابل أن يوظفهم فكرياً في الهجوم على التيارات الإسلامية أو مقابل صمتهم على خيانة الشعب، أولئك الذين انتهجوا المهادنة السياسية الرخيصة للحزب الوطني، أجل الحصول على الدعم المالي الذي يكفل لأحزابهم استمراراً شكلياً بلا مضمون .. مثل هذه الكيانات الهشة الشكلية البوقية الدعائية التي فقدت قيمتها في الشارع المصري وفقدت قيمتها في المضمار السياسي ، ماذا أمامها أن تفعل وقد أذهلها النجاح الباهر للبرلمان المصري وبدايته القوية وتنظيمه الرائع وتوجهاته الوطنية النبيلة غير أن تنطلق من قاعدة حقدها وشعورها بالعجز إلى دعوة الناس إلى الإضراب العام ؟ ولقد أحسن الشعب المصري الواعي صنعاً عندما لم يلتفت إلى هذه الدعوات ومضي في مسيرة ترسيخ الديمقراطية والإنتاج .. جدير بأصحاب هذه أن يرموا بأنفسهم في النيل خجلا من الفشل ، لكن فيما يبدو أنهم لا يخجلون ، وأي خجل ننتظره ممن عاشوا طوال أعمارهم يقتاتون من فتات الحزب الوطني الفاسد، ولي نعمتهم الذي ولىَّ ، وهم يتفرجون بعيون شامتة على عسف السلطة السياسية ضد التيار الإسلامي وبطشها بهم دون أن يحرك ذلك حساسيتهم الإنسانية أو السياسية وظلوا يستمرئون انتهاك حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والممارسة السياسية وحقوق المواطنة، بل كانوا فوق ذلك يستعدون النظام السياسي على هذه التيارات الإسلامية. آن الأوان لهذه الشفاه اليابسة أن تنزوي إلى الأبد وأن تصمت طويلاً كصمت من ماتوا .. لقد تجاوزكم الزمن ، وكل ما ترفعونه من شعارات :الثورة مستمرة ، أو الثورة سُرقت ، أو تحقيق أهداف الثورة كل هذه الشعارات التي تخلط لغوياً بين مادة ( ثَوَرَ ) و مادة ( خَوَرَ ) لن تجد أذناً صاغية في المجتمع المصري الذي يعرف ماذا يريد. لم يعد يجدِي النفخ في آذان الشباب بدعوى أن ثورتهم سُرقت ، فالثورة هي ثورة الشعب المصري بكل طوائفه ، وما بذله الشباب المصري من جهد متميز في هذه الثورة إنما فعلوه من أجل مصر وهم يهدون نجاحهم لمصر كلها، غير أن النتائج التي تحصلت من الثورة حتى الآن مُرضية بكل المقاييس وأن مصر في طريقها للتعافي من عطب 30 عام تحت حكم نظام مبارك بأحزابه الفاشلة التي عاشت عمرها تهادن النظام الحاكم وتتلقى منه ثمن موتها... لم يسرق أحد الثورة فالثورة ليست عقاراً أو أموالاً كي تُسرق، هي رغبة الجماهير في التغيير ولعل التغيير هو ما حدث وما سوف يحدث في عملية ديمقراطية مطردة على مدى التاريخ القادم كله. نفس هذه الشفاه اليابسة المرتعشة هي من كانت ترفع عقيرتها عالياً بعدما تولي المجلس العسكري الحكم منادية أن يبقى المجلس العسكري في الحكم لأطول فترة ممكنة حتى يتمكنوا من ترتيب صفوفهم ، للأسف هم أنفسهم الآن من يرفعون عقيرتهم مطالبين بضرورة سرعة رحيل العسكري.. إن مثل هذه المواقف المتناقضة المتذبذبة ترجع إلى ارتجاف وضعية هذه الكيانات الشائخة وعدم ثقتها في نفسها ومحاولاتها الفرفطة قبل الموت الأبدي... أما القوى الشبابية الأخرى المنجذبة لهذه الأصوات الشائخة الفاشلة فإني أدعوهم إلى الاستقلال بفكرهم عن الفاشلين السياسيين السابقين وكافة المرضى النفسيين الذين ينتمون إلى المورستان السياسي .. هي دعوة للشباب أن يستقل برأيه وفكره وإرادته ويلتفت إلى مصلحة الوطن وحاجة مصر إلى الاستقرار وترسيم الخطى الديمقراطية نحو تغيير سياسي حقيقي لأول مرة في تاريخ مصر عماده إرادة الجماهير وحاجة المواطن ودعم الاستقرار واحترام حقوق الإنسان والرأي وحقوق المواطنة بصرف النظر عن العكعكة السياسية التي يتنافس عليها المتنافسون .. علينا أن نتعفف كثيرا عن صراع العكعة في مقابل استقرار الوطن. وعلينا أن تحترم إرادة الجماهير ونتائج الانتخابات كيفما كانت ما دامت تمت في أجواء قضائية نزيهة، وعلينا أيضاً أن نحترم ونشجع ونغبط ونثمن البداية القوية التي بدأها مجلس شعب الثورة . عبدالجواد خفاجى [email protected]