لقد حباني الله عز وجل بأشرف منهة كانت للرسل والأنبياء رسالة العلماء ، والحمدلله منذ أن توليت مهمامي كمعلم منذ اكثر من ثلاثين ربيعا وأنا أؤدي عملي المنوط لي بكل همة ونشاط واقتدار بدون ملل ولا كلل لدرجة التفاني في العمل ، وكل من عمل معي وعملت معه من السادة الزملاء الاجلاء في أي مدرسة كانت يشهد لي بذلك ، وكانت بداية تعييني بإدارة الشيخ زويد ثم ادارة الحسنة ، واخيرا استقر بي المقام والترحال بإدارة العريش ، تنقلت من مدرسة إلى أخرى للتعرف على وجوه جديدة ومعاملات جديدة وهيكل لهيئة تدريس جديد ، وطرق ومداخل دراسية جديدة ، اطول فترة قضيتها بالمدارس كانت بمدرسة أحمد عرابي الابتدائية المشتركة الدامجة ، ىتلك المدرسة التي خرجت اجيال منهم الأطباء والمهندسين والضباط والمحامين والاعلاميين ، كانت بالنسبة لي قلعة من قلاع العلم الحصين واكاديمية لكل من يعمل بها من انضباط والتزام ودقة في العمل ، ثم بعد سنين طوال انتقلت إلى مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز التي لا تقل عن مدرسة أحمد عرابي في شئ ، وتوالت انتقالاتي لعدة مدارس بالعريش يشهد الله ومن معي كيف كنت أعمل بكل تفاني وإخلاص في داخل الفصل بمادة اللغة العربية وخارج الفصل بالأنشطة المختلفة التي تمثل المدرسة على مستوى الادارة والمديرية والمحافظة وقد حصدت العديد من جوائز لكل مدرسة أعمل بها ، دون أن آبه ولا التفت لصغارات وتفاهات الغيرمن الحاقدين والتافهين وما أكثرهم ، بل وتعرضت للعديد من الأذى والضرر من اعداء النجاح لكل من يعمل بجد واجتهاد ونشاط ، وبالرغم من ذلك كنت أسلم وأفوض أمري لله ولم أشكو أحد ولم أقدم في أي أحد مذكرة ضده مع إنه كل الأدلة معي ولكن أشكو وأفوض أمري لله وحده بعكس ما يشيع عني الكارهين والحاقدين أصحاب القيل والقال الذين لا يملكون سوى أداة اللغط والانحطاط . ثم استقر بي المقام بمدرسة آل ذكري للتعليم الأساسي عدة سنوات إلى أن جاء الأستاذ توفيق أحمد الحجاوي مدير عام التعليم الابتدائي بادارة العريش التعليمية المدرسة وكان يبحث عن مدراء لبعض المدارس وعن القيادات الشابة ووقتها أقنعني أن أتولى مديرا لمدرسة محمود عبيد ودون تردد وافقت ، فذهبت للمدرسة فوجدت الاستاذة نبيهه العزازي مديرة بالمدرسة وقتذاك فقابلتني ورحبت بي واسندت لي اعمالي كمدير للابتدائي ومكثت سنتين إلى أن جاء الاستاذ منتصر مجدي رحمه الله وعملت معه عدة سنوات وكان يسند لي العمل في الكثير بالمرحلة الاعدادية ، إلى أن جاءت لي ظروفا قاهرة أضطررت للانتقال لمدرسة أحمد صفوت الدامجة بالريسة بسبب انتقال سكني هناك ، وبعد عدة سنوات من عملي بالمدرسة التي حصلت على الجودة والاعتماد في زمن الأستاذ القائد صلاح محمد السيد( رحمه الله ) مدير المدرسة وقتها ، ثم تولى بعده مديرا اختلفت معه في اسنادي اللغة العربية لصف لم أدرسه من قبل ، بل ووقف ولي أمر ومسك ميكرفون المدرسة في طابور الصباح وقال كلاما كله كذبا وافتراء ووقتها سخط وغضب منه كل الزملاء ، ولم يتخذ المدير وقتها أي اجراء ، ضد ولي الأمر الذي تطاول علي وعلى الزملاء فما كان مني ومن زملاء كثر إلا بتقديم طلبات نقل جماعية فكان وقتها لايوجد مكانا شاغرا لي ولغيري سوى مدرسة الكرامة للتعليم الأساسي فتم نقلنا إليها ، إلى أن أتيحت لي فرصة السكن والاقامة في مدينة العريش ، فقررت كتابة طلب نقل إلى ثلاث مدارس قريبة إلى حد ما من مكان إقامتي وهي كالآتي : مدرسة مصطفى كامل ومدرسة ابن سينا ومدرسة مصطفى حقي ، وأرفقت مع طلب النقل التقرير الطبي بإصابتي في قدمي اليسرى ويدي اليسري ومفاده ألا أسير لمسافات بعيدة وأكلف بعمل مخفف ، ولكن بكل أسف لم ينظر لأي مدرسة من المدارس التي كتبتها في طلب النقل ، بل المصيبة والطامة أنني وجدت اسمي في نشرة النقل لمدرسة السيدة عائشة أم المؤمنين للتعليم الأساسي ، وقبل أن انفذ النشرة توجهت لمدير التعليم الابتدائي بادارة العريش وشرحت له الموضوع والظروف بكامله ؛ فوعدني بأن أعطيه مهلة اسبوعين لأنه لا يمكن أن تطلع نشرة ندب قبل ذلك فاحترمت رأيه ووجهة نظرة ، وحضرت إلى مدرسة السيدة عائشة وكلفت بجدول اللغة العربية والإشراف يوم الاحد وريادة الفصل عن طيب خاطر وأريد أن أقول كلمة حق وصراحة بأنني التقيت مع الأستاذ محمود سلامة مدير مدرسة السيدة عائشة الرجل الموقر الخلوق النبيل المتفاني في عمله وباقي هيئة التدريس الذين هم على أعلى مستوى من الخلق والعلم والدقة والانضباط والذوق الرفيع الراقي وتمنيت أن تكون المدرسة قريبة من سكني لأبقى بها سنوات خدمتي ، كل هذا وافقت عليه على أمل أن يفي مدير التعليم الابتدائي بما وعدني به بنقلي إلى مدرسة قريبة مني ، وكان هذا أمام كل متابعي المرحلة الابتدائية في مكتبة يوم الخميس ، وقد مضي أكثر من شهر ودخلنا على شهر نوفمبر ولا يوجد خبر ولا مخبر ولا أي بارقة أمل في ندبي أو نقلي ، وأنا أعاني الأمرين في الذهاب والعودة من المدرسة جسديا وماديا فالمصاريف التي أتكبدها من سيارات مخصوصة وسيارات عادية لا تقل يوميا عن 18 جنيها وأنا أمر بظروف مادية صعبة وعلاج وأدوية أشتريها لقدمي لا توجد منها في التأمين الصحي . فقررت الذهاب لمدير عام إدارة العريش التعليمية في مكتبه الأستاذ المبجل القدير / يسري جاسر ، وعرضت على سيادته مشكلتي برمتها ، ومن المفارقات العجيبة أنه كان وقتئذ مدير المرحلة الابتدائية موجودا بمكتبه ، واستمع لذات الكلام ، وبعدها قال له الأستاذ يسري ((وفر له مكان به متابعه أو جهة قيادية أو مديرا لإحدى المدارس ))، ووقتها قال له مدير التعليم الابتدائي (حاضر سينفذ فورا ) ، وحتى وقتنا هذا لم ينفذ نقلي إلى إحدى المدارس القريبة من منزلي ولا ما أملاه مدير عام الإدارة لمدير التعليم الابتدائي من تعليمات ، ولا أعلم ما سبب كل هذا التسويف والتأجيل والتنصل والتملص من الوعود التي قطعها على نفسه أمامي مرة وأمام مدير الادارة مرة أخرى . أنا لم أطلب أن أكون مديرا ولم أسعى إليها ، ويكفيني النقل لمدرسة قريبة من بيتي ، وقضاء بضعة سنوات تكاد تعد على أصابع الكف الواحد ، وأحيل بعدها على المعاش ، فهل أنا طلبت أكثر من حقي ؟لا بل أقل ممن يطلبه غيري بكثير . وفي نهاية صرختي هذه أفوض أمري لله وحده فهو الغالب والمستعان في كل شئ فله الأمر من قبل ومن بعد .