خرجت منصة القراءة لموقع Goodreads الشهيرة بعدة روايات كانت الأكثر تقييما لسنة 2018 ، تنوعت بين الرواية الدرامية ، التراجيدية، الواقعية و الرواية الإجتماعية، كاتبوا هذه الروايات من جنسيات مختلفة ، و الغريب ان معظمهم نساء، و كل رواية تختلف عن الأخرى من حيث الأحداث، إلا أنها كتبت بأسلوب شيق و راق جدا و بمستوى عالمي، و كانت رواية تارال ويستوفر و رواية الكاتب المصري محمزد نصر الله من الروايات ألأكثر شهرة و مبيعا في عالم الكتب لسنة 2018 ، تبقى الرواية الجزائرية التي ما تزال تبحث عن قارئ يخرجها من العتمة إلى النور تحدثت الكاتبة Tara Westoverفي روايتها عن طفولتها و الجو الذي عاشت فيه وسط أسرة متشددة لدرجة أنه منع عليها الذهاب إلى الطبيب، و الإكتفاء بالأعشاب الطبية، الرواية تدخل في قالب السير الذاتية حيث وصفت الروائية تارا ويستوفر نضالها من أجل بناء ذاتها، تحكي فيها قصة عائلتها والحزن الذي واكبها لسنين مع قطع أقرب العلاقات لها، و لعل سر تعلقها بهذا النوع من الإبداع ( الرواية) راجع لإطلاعها على الأحداث العالمية مثل الهولوكوست وحركة الحقوق المدنية، ومن ذلك الحين انغمست بالمعرفة والعلم، و الرواية الثانية هي للكاتبة الأمريكية النيجيرية طومي أديييمي Tomi Adeyemiو هي قصة ترسم للقارئ تعدد السلطات (الحكم ) ، اتسمت بالقوة و اللاعدالة، إلى حد منع القيام بأي طقوس دينية، القصة تحكي عن وجود أرض تدعى أريشّا يحكمها سلطتين متنافستين ماجي و كوسيدان، و كانت هذه الأخيرة تمارس سياسة القمع في حق الشعب ماجي، الذي كان ينشد السلام، و هي بلا شك ترسم الخير و الشر، و كيف يتصارع الحق مع الباطل في أوقات الحرب، و من سيكون له النصر السلام أم العنف؟. و الرواية الثالثة هي عودة الغائب، للروائية كريستين حنّا Kristin Hannah the great alone، و هي تحكي قصة شاب كان أسيرا خلال الحرب الفيتنامية، عاد لوطنه الأم، لكنه يصطدم بواقع مأساوي فيقرر التنقل و عائلته للعيش في مكان آخر معزولين عن العالم، أما رواية الكاتب الأمريكي ريشارد باورس فهي غريبة نوعا ما إذ تحكي العودة إلى الحياة من جديد عن طريق مخلوقات أخرى تأتي من عالم آخر، ثم رواية الكاتبة ميشال مكنمارا Michelle McNamara وهي صحفية حقيقية تعمل بالجريمة ، ماتت أثناء التحقيق في قضايا تتعلق بالإعتداءات الجنسية كان يقوم بها مجرم في شمال كاليفورنيا، يقول التقرير أن كتاب ميشال من التحف الفريدة الخالدة للكاتبة التي لم تتمكن من إكماله، لتصف به فترة الرعب التي مرت بالتاريخ الأميركي، الرواية السادسة و الأخيرة في الروايات الغربية تعود للكاتبة Emily X.R. Pan حول العثور على الذات عن طريق التنقل بين الحاضر والماضي، الصداقة والحب، الأمل واليأس. و بالعودة إلى الروايات العربية التي صدرت في 2018 وفق تقييمات موقع good readsفأحسن رواية عربية تعود للكاتب الأردني ايمن العتوم و التي حملت عنوان: تسعة عشر ( 19) ، و هي تحكي عن عالم ما بعد الموت ، حيث جاءت في قالب نوسطالجي، حين يشتد بالكاتب الحنين للماضي الذي ترك في نفسه اثرا كبيرا، رافقه إلى قبره، و من حديث القبور نتساءل هل هي البداية أم هي النهاية؟، طبعا هي "النهاية" عنوان رواية للكاتب المصري ممدوح نصر الله ، التي يعرض فيها تجربة بشرية كاملة، و قد أخذت رواية النهاية مكانها في الروايات الأكثر مبيعًا لعام 2018 ، كما اثارت رواية "موسم صيد الغزلان" للكاتب المصري أحمد مراد جدلا كبيرا تناول فيها الجدل بين العلم و الدين، ليدفع القارئ إلى النظر لما يحيط به، و يقف فيها على رأي علم النفس التطوري من فكرة الإلحاد والزندقة والترويج للمثلية الجنسية. كما حظيت روايات عربية أخرى بأعلى القراءات و منها رواية "مدينة الحب لا يسكنها العقلاء للكاتب أحمد آل حمدان، و "مقطوعة الموت" للكاتبة مريم المير، ما كتب عن مريم المير أنها تعزف "مقطوعة الموت"، فمن أجواء الرواية نقرأ: "الأوتار قاتلة مثل صاحبها لا يجبرها على البوح ولكنها تنصاع له .. كان يراقبه بخفية يحضنه توتره، تسيطر على رأسه صورة الورقة التي تبعثرت عليها نوطات الدم، ذاك الغريب يخفي سرا بالتأكيد ،ربما هو قاتل متسلسل.. أو لعله ساحر يستخلص دماء ضحاياه لتحضير الأرواح، تمتم محدثا نفسه وهو يتطلع لانعكاس صورة الشخص الغامض في المرآة الصغيرة، كان مع ابنة صديقه.. يخشى عليها منه، قد يقتلها ويستخلص دمائها ليكمل معزوفته، فكر مرارا أن يخبرها بما اكتشفه، بيد أنه كان يشك أنها ستصدقه. و إن تمكنت الرواية الغربية و العربية بأن تحظى معا بمكانة خاصة في موقع "غودريدس" تبقى الرواية المغاربية بصفة عامة و الرواية الجزائرية بصفة خاصة تبحث لها عن قارئ، رغم المستوى الذي بلغه الروائيون المغاربة في سرد الأحداث، و الروائيون الجزائريون بالخصوص بأفكارهم و أقلامهم صورة لواقع الأمة العربية و ما لحقها من خراب و دمار في ظل الحراك السياسي و ما تعانيه الشعوب من قهر و قمع على كل المستويات، و "الحقيقة تنتظر الفجر " la verite attendra l'aurore، هي رواية باللغة الفرنسية للكاتب الجزائري المغترب آكلي طاجير صدرت في 2018 عن دار القصبة، يعرض فيها الصراع بين التطرف و التحرر، بين الماضي و الحاضر، كما نقرأ رواية "زمن الغربان للكاتب الجزائري جيلالي خلاص صدرت سنة 2018 عن نفس الدار بالجزائر، و هي رواية خيالية تلخص الأزمات، والمساوئ التي قد يمر بها مجتمع ما، و روايات أخرى لم يسلط عنها الضوء بعد، و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن الحظيرة الإبداعية في الجزائر ثرية جدا، و تحتاج إلى دراسات معمقة شكلا و مضمونا. علجية عيش