خمسة وأربعين عاما مرت علي انتصارات العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر أتذكرها كان عمري في ذلك الحين السابعة من عمري أي في بداية الصف الثاني الابتدائي شريط يمر أمامي كنت وقت الظهيرة ذهبت إلي الغيط مايطلق عليه الحقل لكي اذهب لمساعدة لمن هو في الأرض يزرع ويقلع نعم أتذكر اليوم وكأنني أراه أمامي وبصحبتي ابن عمي وابن خالتي في نفس الوقت الأب والأم والأخ والأخت والعم والخال والخالة والعمة كنا في صف واحد علي اي حال ذهبنا لمساعدة من كان في الغيط أمي وخالتي أتذكرهم بعد ما أتممنا المدرسة وذهبنا إلي الغيط وفجأة نجد الطيران المصري وكأنه فوق رؤؤسنا ونجد جريد النخيل يهتز ويحدث الأصوات وصوت الطيران في الحقيقة مرعب وكأنه يطلق صيحات الله اكبر كان أبي في هذا الوقت في سيناء يحارب ويحمل السلاح ليشارك الجنود المصريين في انتصارات أكتوبر وخاصة وان مصر عانت سبع سنوات من ذل الهزيمة والنكسة كما يطلق عليها ولأننا لانحب الهزيمة انتصرنا علي إسرائيل في ملحمة عسكرية الطيران المصري دك حصون إسرائيل في ست ساعات والدبابات المصرية عبرت إلي ا لبر الشرقي لتحرر سيناء من العدوان الإسرائيلي كان أيضا عمي رحمة الله عليه في المخابرات المصرية مجند استقبل العديد من الأسري ومنهم عساف ياغوري وكان عمي رحمة الله عليه يحكي لنا روعات الرئيس السادات في تعامله من أولاد الكلاب اليهود أدركت أن مصر بتحارب عندما وجدت كل من حولي بالدعاء بالنصر وعندما سمع الملايين البيان الخاص للقوات المسلحة بالعبور نعم كنت لااعي ماذا يحدث ولكن وجدت في عيون اقاربي الدهشة وعدم الثقة خوفا ليكون مثل ماحدث في سبعة وستون ولكن ساعات وعند غروب الشمس وفي ساعة الإفطار وجدت وكأن مصر كلها انتفضت ومن الفر حة نعم بلدتنا قرية بيوتها من الطوب اللبني ولايوجد بيت من المسلح إلا عندنا والراديو نسمعه ومعنا أهالي البلدة نعم كنا صغار ولكن كنا فارحين وكأنك صعيدي اخذ تاره من القاتل لا اعلم حلاوة الانتصار ومدي التضحية إلا عندما رأيت قطار السويس الذي يمر وسط أرضنا والجنود وهم عائدون بعد الحرب وإعلان الانتصار وعلي جنبات شريط القطار السيدات يطلقون زغاريد الانتصار ومن بعدها عاد ابي الينا بعد الانتصار ويحكي لنا الملحمة البطولية للجنود المصريين وهم صائمون ويحاربون العدو ويؤكد ان الملائكة كانوا يحاربون معنا لاننا كنا مخلصين لله نعم عزيزي القاري ملحمة أكتوبر تدعونا إلي أن نهب مانقدمه بإخلاص لله ونبتعد عن الرياء تعالوا نأخذ من انتصارات أكتوبر روحانياتها وشهامة ابن البلد الذي يكره الذل والمهانة ولايحب الانكسار تعالوا ننتصر علي الجهل في مدارسنا وننتصر علي الفساد في مؤسساتنا وننبذ اي مداهن متصلق فاسد تعالوا نبني وطنا جميعا تعالوا نكمل بعضنا البعض لانميز لون ولا مله ولا وظيفة كلنا أصحاب وطن ومن لايحب الوطن عليه التجنب ..تحيا مصر ايوه تحيا برجالها وتحية لأبطال العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر من قدموا حياتهم وروا الأرض بدمائهم الطاهرة الزكية. ------------ بقلم/ حماد حلمي مسلم كاتب وباحث ومحرر وكبير معلمين مصري