كنت امشي بتؤدة في ذالك الصباح أعوم بفكري بالليلة لأمس التي فارقنا فيها "عمي حمودة" الى دار الحق،شعرت حينها بتفاهة الحياة،كانت ترن كلماته في إذني " الحياة لا تساوي جناح بعوضة ،لا اعرف لماذا الناس تأكل بعضها او يخيل لك ذلك" في ذلك الصباح داهمتني ذكريات الماضي "الحياة لا تساوي جناح بعوضة " كنت أشاهد الكل يسارع للوصول الى اين؟ الى العمل ، الى المدرسة،،الى المشفى ،الى الدائرة الحكومية ،الى القصر العدلي وما أدراك ما لقصر العدلي. المرأة تركض ،والرجل يركض ،والشيخ يركض ،والعجوز تركض، الغني يركض والفقير يركض،المريض يركض،والمعافى يركض،ا ،الحاكم يركض،والمحكوم يركض، القاضي يركض،وصاحب القضية يركض التاجر يركض ،والزبون يركض.الكل يريد الوصول والكل يصل ،واصلت بالتؤدة نفسها.ووصلت كما وصل غيري ،انتحيت جانب انتظر حاجتي متمعن في من حولي .الكل يصرخ الشرطي يضع الحق على المواطن ،والمواطن يضع الحق على الشرطي،الطبيب يضع الحق على المريض،والمريض يضع الحق على الطبيب،المدرس يضع الحق على الطالب والطالب يضع الحق على المدرس،القاضي يضع الحق على المتهم والمتهم يضع الحق على القاضي،صاحب القضية يضع الحق على المحامي والمحامي يضع الحق على القضية ،والقضية تضع الحق على صاحبها لتقل له من الذي اخذ بك الى المحامي.صاحب التاكسي يضع الحق على الزبون،والزبون يضع الحق على صاحب التاكسي.الولد يضع الحق لأب والأب يضع الحق على الولد،الكاتب يضع الحق على الناشر ،الناشر يضع الحق على الكاتب ،السيناريست يضع الحق المخرج ‘والمخرج يضع الحق على الشركة المنتجة والشركة المنتجة تضع الحق على التمويل،والممثل يضع الحق على النص،والمشاهد يضع الحق على الزمن،آه يازمن انا وين؟ ماحدا سأل عني . القارئ يضع الحق على الصحفي ،والصحفي يضع الحق على القارئ ،تنشط ذاكرتي"الحياة لا تساوي جناح بعوضة" الراشي يضع الحق على المرتشي ،والمرتشي يضع الحق على الراشي ،والدولة تضع الحق على الشعب الشعب يضع الحق على الدولة،أخي هذي الدولة واش عملت ماتغلطش،الله يرض عنك متعاودهاش. [email protected]