مضحكات مبكيات من زمن الثورات بقلم عزالدين القوطالي كتب بعضهم قائلا : تضع سمكة القدّ عشرة آلاف بيضة يوميا ، وهي صامتة ، وتضع الدجاجة بيضة واحدة وهي تقاقي ... ولا أحد يأكل بيض سمك القدّ رغم منفعته الغذائية ، وكل الناس تقريبا يأكلون بيض الدجاج ... وهذه المقاربة تشبه كثيرا الواقع السياسي الأليم الذي نعيشه ونحياه حيث ينجذب الناس بطبعهم الى الضّوضاء حتى ولو كانت خواءا في خواء وزوبعة في فنجان الشّقاء ... الناس في بلادنا يتجمّعون حول الضجيج والدويّ والفرقعة والقعقعة والخشخشة والطنين والجلجلة والجعجعة الصادرة عن بعض السياسيين في المنابر والميادين رغم أن ما يصدر عن أولائك السياسيين في العادة هو مجرّد رنين ليس فيه منفعة ولا فائدة للمساكين ... يضع السياسيون بيضهم كلّ حسب طاقته ، ومن وضع منهم بيضة يعتبر نفسه سيّد عصره ولا أحد قبله أو بعده ، ولذلك تراه يقاقي آلاف المرّات وفي كلّ الزوايا والممرّات ليجلب إنتباه الناس الى البيضة التي وضعها وكأنه جلب الأسد من ذيله ... وفي أغلب الأحيان ورغم القعقعة والجعجعة تكون البيضة فاسدة كصاحبها ... المهمّ أنّ الناس يعشقون الضّجيج بصرف النّظر عن فساد البيضة وخراب البيت الحرام وهلاك الحجيج ... والمهمّ أنّ الناس يقبلون على التهريج وحصص التخدير والتّبنيج التي يشرف عليها السياسيّون بالقأقأة كالدّجاج حينا وأحيانا أخرى بالأناشيد الغبيّة ، والثّقيل من الأهازيج ... في بلادنا ... من لا يعمل ولا ينتج ، هو الذي يُصدر كثيرا من الضّجيج دون أن يكون لديه حلّ أو تصوّر أو منهج ... وهو الذي يتربّع في وسائل الإعلام ويصنعون له البهرج ، ويعامل بدلال من طرف المخرج والمنتج... أمّا الذي يعمل وينتج ، فلا يتحدّث عن نفسه ولا يتحدّث عنه الناس ولا يتجمّعون حوله لأنه ببساطة لا يُصدِر ضجيجا عند دخوله وعند خروجه وعند وضعه للبيض النافع والحلول الكفيلة بتمكين الضعفاء والمساكين من صعود المدرج ... وصدق الشاعر أحمد مطر حينما قال : (أيها الشعب المجيد) ربع قرن ودجاج الفتح - في الخارج - من خن لخن يطرح البيض بفنّ بيضة: حزب وليد . بيضة: حزب أكيد . بيضة: كتلة ضغط بيضة: لجنة شفط بيضة: مؤتمر من أجل تفقيس المزيد !