كثرة الروايات حول مقتل عصفورين الجنة " ريان ومحمد " ورغم اعتراف الأب بقتل أبنائه إلا أن الروايات لم تتوقف ولن تتوقف إلا بانتهاء المسرحية الهزلية التي أجبر الأب المكلوم على القيام فيها بدور البطل رغم أنه عاش كومبارس ، الروايات التي تخرج من أبناء ميت سلسيل لا تتطابق مع رواية محمود نظمي الأب المعترف أو بمعنى أدق المجبر على الاعتراف ، رواية الأب نفسه لا تتطابق مع الطب الشرعي الذي أثبت أن وفاة الطفلان كانت في الثانية عشره من منتصف الليل وليس بعد المغرب كما ذكر ، ولا تتطابق مع شهادة الشهود ولا حتى مع الترامادول والحشيش والبانجو ، الأغرب والأهم أنها يستحيل تطابقها مع حتى الإستروكس ملك الأوهام والهلوسة لأنه لو متعاطي الإستروكس لن يستطع العودة من فارسكور . الفيديو المتداول الآن على السوشيال ميديا من داخل غرفة التحقيق ، فيه ألف دليل على براءة محمود نظمي ، في عُجالة سريعة تحليل الفيديو من الناحية النفسية ومن قبل متخصصين يؤكد مهزلة الاعتراف ، رعشة جسد وأصابع محمود دليل على الخوف من مجهول ، رعشة النطق عنده دليل على تركيزه في ما يجب أن يقال فحسب ، فالحقيقة لا تحتاج إلى كل هذا التركيز إن أراد سردها ، نظرات عينيه الحائرة التي تغرق في رحلة بحث عن أجوبة ، وجود شفرة الأمواس التي أخرجها من جيبه بعد كل هذه الفترة بكل سهوله كما لو كان جالس في وقر بلطجية ، عدم بكاءه أثناء سرد القصة المؤلمة ، اعترافه في أول الفيديو بتعاطيه مخدر الحشيش فقط .. ثم سأله المحقق .. بس ؟ تذكر محمود وقال .. وبانجو وهو يتلعثم ، وأكد أنه لا يتعاطى عقاقير منذ فترة طويلة ، وبما أن الحشيش والبانجو صديق لنسبه كبيره من شباب مصر بكل أسف إلا أنهما براء من الأوهام والتخيل والهلوسة لذى رأى محمود نظمي أن سؤال المحقق عن العقاقير لابد وأنه مفيد في القضية ، وبما أن محمود يصعب عليه نطق اسم الإستروكس فقال على سبيل الاستسهال أخذت تامول يوم الحادثة وهو لا يعلم أن التامول أيضاً لا يسبب الهلوسة على الأقل لشخص مقلع عنه منذ فتره ، اعترف محمود أنه قام بجريمته من ربع الكوبري وأكد الصياد الذي وجدا الطفلان استحالة وصول الأطفال لهذا المكان إلا إذا تم إلقائهم من نصف الكوبري بالتمام ، لأن في الربع الأول حواجز أسمنتية تحول بينهم وبين المكان الذي وجدوا فيه ، أكد محمود أن هذا الحدث كان بعد المغرب على كوبري ضخم مثل كوبري فارسكور ولم يتواجد على هذا الكوبري العملاق إلا عربية واحده وشباب واقفين وغير منتبهين !! وهذا ما لا يمكن حدوثه على كوبري مثل هذا في توقيت مثل هذا وبالأخص في يوم كهذا " يوم العيد " بالإضافة إلى شهادة وليد مسعد صقر صديق محمود الذي ينفي فيها كل ذلك بالتفصيل لأنه كان متواجد معه من المغرب حتى فجر أو صباح اليوم الثاني ولم يخرج من ميت سلسيل وأضاف وليد أن طفلة صغيره قالت أنها رأت الطفلان ذاهبان مع رجل مسن من اتجاه أشارة إليه جوار الملاهي ، ولكن ما يجعلني أقتنع بأن محمود هو القاتل السبب الخطير والكبير الذي ذكره في التحقيق ومعه طبعا كل العذر .. أبنائه كانوا عاملين له إزعاج في البيت وهو مريض بجرثومة المعدة وتُسبب له الإرهاق وتشعره بأنه لديه ستين سنه ولم يستطع حملهم ويطلب دائماً من زوجته أن تحملهما بدلاً منه وأنهم أصبحوا مصدر تعب له .. رغم شهادة وليد صديقة وشهادة أهله ومعظم أبناء ميت سلسيل تأكد مدى تعلقه بالأبناء وحبه لهم ولأطفال القرية أيضاً . لا نشكك في نزاهة التحقيقات ولا في قضاء مصر الشامخ ، وإنما نؤكد بأن محمود تحت تأثير ما هو أخطر من العقاقير وهو التهديد من خفافيش الظلام وهذا ما أشار إليه محامي محمود وما قاله أيضا حسام الدين زهران رئيس لجنة حقوق الإنسان بميت سلسيل الذي أكد بأن محمود قال له " أنا لو خرجت سيحدث أكثر من ذلك " وأشار أن من أبطال الجريمة لواء ونائب في مجلس النواب ، وأيضاً قالت أم محمود هو متهدد بينا كلنا وأنا عايزه ابني يعترف عليهم لو هنموت كلنا ، كما طالب أيضاً أحد الجيران بالحفاظ على محمود فهو ربما يقتل في أي لحظه كما لو كنا نعيش في غابة يحكمها قانون القوة والبلطجة ، محمود يخشى التهديد برغم كل ما حدث برغم فقدانه أعز ما يملك فإذا كان محمود يخشى التهديد على أهله وعلى زوجته وأمه ونفسه وثروته ومازال باقي على الحياة فلا يجب أبداً أن يقف القانون عاجز والسلطة عاجزة والنيابة عاجزة ولا يجب أبداً أن تطول يد الإهمال القضية فهذه قضية مجتمعية هزت الرأي العام العربي وربما العالمي قضية هزت الأسرة المصرية فمنا الآن من يشعر بالخوف على أبنائه من نفسه ، ومن أبنائنا من يسأل كلا والديه .. هو ممكن حد فيكم يقتلني ؟ المشاعر تتصدع والخوف يهزنا جميعاً والخروج من هذا الكابوس يتطلب إظهار الحقيقة بأقصى سرعة والقصاص من الجناة مهما كان شأنهم يجب أن يكونوا عبره لأمثالهم ، أعز الولد ولد الولد وأم محمود خسرت أحفادها ولا يجب أن تخسر باسم الفساد والظلم ابنها أيضاً لمجرد أنه يخشى قول الحقيقة فالمباحث والنيابة والقضاء وكل أجهزة الدولة وحتى رئيس الجمهورية عليهم أن ينصفوا القانون والعدالة قبل إنصاف محمود ، أظن يا ساده " نظمي لم يقتل ويحتاج لعدالة إلهية " والعدالة الإلهية أظنها تجلت في شهادة الشهود وحب الجيران لمحمود وتقرير الطب الشرعي وتردُد محمود أثناء التحقيق وتخبطه في الأقوال . يا ساده علينا جميعاً أن نقتلع عن تأليف الروايات الجديدة وأن ننتظر رواية العدالة وأن نساعد العدالة والمباحث بشكل يخدم القضية ، وأن نثق بأن الأجهزة الأمنية في مصر قادرة على الإيقاع بالجناة بألف طريقة ، ويجب أن نعلم بأن ليس كل ما يعرف من قبل النيابة لابد أن يقال ، ولا كل من يحدث من المباحث يجب أن نكون على علم به ، يجب أن نثق في النيابة والمباحث والقضاء فأنا أشم في كلام بعض الأشخاص رائحة تشكيك في تحقيق النيابة المصور فهم يحللون أكثر منا ويعلمون ما لم ولن نعلمه ولا نستبعد أن التحقيق المصور طُعم لاصطياد الحيتان .