اكتب وقلبى يقطر حزنا على ماوصلنا اليه ولا أدرى لماذا دفعنى فكرى ان اتذكر هذا المسلسل الذى كان يشد الناس فى مصر فى نهاية السبعينات او فى بداية الثمانينات لا أتذكر بالضبط والذى كان اسمه( فيه حاجه غلط) ...... وأرى انه من اول وهله فإن هذا الاسم يترك انطباعا انه كان هناك أمور كثيره نراها (صح) واننا فجعنا عندما رأينا شىء (غلط )....... لقد توافق هذا المسلسل تقريبا مع بدايات حكم الرئيس السابق مبارك والذى انطلقت فيه عجلة التخريب للاخلاق والقيم بأقصى سرعتها ولا أدرى ان كان هذا صدفه أم قتل لكيان الشعب المصرى مع سابق الاصرار والترصد ....... لقد بدأ الهدم الاخلاقى لضمير الشعب المصرى من قبل ذلك بكثير ربما لمئات السنين ولكنه كان يسير على استحياء تحت ضغط مقاومه كبيره من مخزون الثقافه المصريه مرتكزة بشكل اساسى على قوة التدين عند الشعب المصرى ولكن فى الفتره الاخيره كانت معاول الهدم تطال كل شىء وتسفه كل قيمه وبدأت الامراض الاخلاقيه تستشرى فى جسد المجتمع حتى تم الخلط بين الحق والباطل وسرت فى النفوس فوضى اخلاقيه كانت التمهيد لما نحن فيه الآن من فوضى فى كل شىء . دار فى ذهنى فكره شارده وهى ...هل لو تم اعادة انتاج هذا المسلسل هل يكون من المناسب ان يكون بنفس الاسم ؟ ..... انه سيكون نوع من الهراء أو كنكته سخيفه تعرى ضمائرنا بمنتهى القسوة والسخريه ..... لذا فإننى لم أجد عنوان يصلح اليوم سوى (فيه حاجه صح) ...... ولكننى فكرت كثيرا للبحث عن هذا (الصح) فى حياتنا ولاأخفى اننى قد اعيانى التفكير ان اجده ولكننى وأنا اكتب هذه السطور باغتتنى الفكره لأجد نفسى أمام (صح ) وحيد وهو اننا ندرك أن كل شىء اصبح غلط وأننا لابد ان نعيد بناء حياتنا وقيمنا وأخلاقنا مره أخرى .