حل رمضان وقد أصبحنا داخل دائرة السكينة ننعم بالرحمات الإلهية بإذنه تعالى .. متطلعين إلى ليلة خير من ألف شهر قد بذل العلماء جهودا ضخمة في سبيل معرفتها .. وقدموا أكثر من أربعين قولا أو كما قال ابن حجر رحمة الله عليه : ( اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافا كثيرا وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولا ) .. وقد مَنَ الله على أهل مصر وأكرمهم بمعرفة ليلة القدر وبات معروفا أن ليلة القدر ليلة الاثنين في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .. وذلك من خلال البحث العلمي المودع دار الكتب والوثائق القومية مصر رقم لإيداع 10370 لسنة 2017 باسم ( الاكتشاف العلمي لليلة القدر ثبوتها في ليلة الاثنين في وتر العشر الأواخر من رمضان ) فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن القرآن أُنزِل في ليلة القدر .. قال تعالى: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) .. وأخبرنا خير خلق الله النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن القرآن أُنزِل عليه يوم الاثنين .. وذلك عندما سُئل عن صيام يوم الاثنين قال كما في صحيح مسلم: ( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ) لنعلم من الخبرالإلهي ومن الخبر النبوي أن ليلة القدر هي ليلة الاثنين .. وليلة الاثنين ليلة القدر هي في الوتر من العشر الأواخر من رمضان كما أخبر النبي في قوله الشريف بصحيح البخارى: ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) .. ومن خلال الاجتهاد في تحري ليلة القدر ثبت لدينا أيضا في البحث المشار إليه أن ليلة القدر ليست مرتبطة بتاريخ ثابت إنما مرتبطة بليلة ثابتة هي ليلة الاثنين .. وقد تأتى ليلة الاثنين ليلة القدر موافقة لتاريخ 21 رمضان أو 23 رمضان أو 25 رمضان أو 27 رمضان أو 29 رمضان .. وذلك يؤكد عدم تضارب تواريخ ليلة القدر في النصوص النبوية الشريفة أو في أقوال الصحابة أو التابعين أو العلماء .. وحسب اجتهادنا .. فالدول التى بدأت صيام رمضان هذا العام 1439 يوم الأربعاء الموافق 16 مايو 2018 تكون فيها ليلة القدر ليلة الاثنين الموافق 27 رمضان .. والدول التى بدأت صيام رمضان هذا العام 1439 يوم الخميس 17 مايو 2018 تكون فيها ليلة القدر ليلة الاثنين الموافق 26 رمضان .. وهي ليلة شفع .. وهنا أشير إلى تصريح فضيلة الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتى الجمهورية : ( بأن ليلة القدر قد تكون في بلد ما يوم 23 رمضان وعندنا في مصر 22 رمضان مثلا ) .. والذي أفهم منه أن ليلة القدر ثابتة مع اختلاف التواريخ .. لكن .. اختلاف التواريخ كما أرى قد أدى إلى بلبلة الناس بين من قال كما نشر ظهور البدر مكتملا قبل منتصف شهر رمضان .. وبين من قال حدوث خلل فلكي في نظام القمر .. وبين من قال بأن الأيام القمرية باتت من قبل رمضان أيام الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بدلا من الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .. وبين من ذكر حديث انتفاخ الأهلة .. ذلك دون حدوث خلل في نظام القمر ولا تغير في الأيام القمرية كما أرى .. وكما أفخر بأن دار الإفتاء تعتمد على العلم وتأخذ بالإبحاث العلمية الصحيحة فأتمنى أن تنظر إلى هذا البحث الخاص بليلة القدر .. متمنيا ضبط التاريخ الهجري وبداية شهر رمضان الكريم والشهور الهجرية انطلاقا من التحرى العلمي في أن ليلة القدر ليلة الاثنين الوتر من العشر الأواخر من رمضان .. بجانب التحرى بالعين والذي تعلم دار الإفتاء أنه قد يغم علينا رؤية الهلال بالعين ومنها هلال الشهر الكريم كما حدث في هذا العام وأيضا في أعوام سابقة .. ولدار الافتاء المصرية كل الشكر على سعة صدرها في قبول ما يقدم إليها من اجنهاد .. دامت لنا دارنا دار عز وعلم وفخر .. دامت مصر في مجد وتقدم .. وكل عام وأنتم بخير.. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..