إدراك الحقيقة يعني قطع الشك .. وقد قُطع الشك وظهرت حقيقة ليلة القدر من خفاها .. لذا ودون أدني شك فقد تبين خطأ علماء الفلك في التقويم الهجري لهذا العام 1438بمقدار قدره يوم واحد .. أضحت به بداية شهر رمضان المعظم توافق السبت 27 مايو 2017 كما صرح الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومي للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية التابع لوزارة البحث العلمي المصرية طبقا للحسابات الفلكية .. و قد أُعلن ذلك في بعض الصحف والمواقع المصرية وغير المصرية .. .. بينما الأرجح الذي نراه أن أول أيام شهر رمضان المعظم 1438هو يوم الأحد الموافق 28من شهر مايو 2017 .. وبذلك تكون ليلة القدر هي ليلة الاثنين 23 الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم .. وهذه هي الحقيقة التي نوجهها إلى دار الإفتاء المصرية وعلماء الفلك .. فلم يعد من المقبول أن تتوالى أخطاء علماء الفلك في ضبط الأشهر الهجرية ونحن في هذا العصر المتقدم .. والذي أثبتنا فيه أن سرعة الضوء أضحت السرعة صفر ليضبط بها الزمان كله ماضيا وحاضرا ومستقبلا .. و بذلك أضحت ليالي القدر كلها ظاهرة في الماضي معروفة في المستقبل تضبطه حال نسبية الزمن ووجود اختلاف الليل والنهار بين الدول في بقاع الأرض .. فقد دُحض الشك وتجلت حقيقة ليلة القدر من خفاها .. وأضحت ثابتة في ليلة الاثنين في الوِتْرِ منَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ .. ماضيا وحاضرا ومستقبلا كما ثبت من اجتهادنا في أحد الأبحاث الموثقة.. فقد اجتهد علماؤنا الأعلام في ذلك .. إلا أن اجتهادهم المشكور طوال القرون السابقة قد تبع بعضه بعضا في اتجاه واحد هو اتجاه تاريخ ليلة القدر .. وهو التاريخ المتعدد في النصوص الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم .. لذا فقد انتهت أقوال علماؤنا إلى أكثر من أربعين قول في ليلة القدر .. وقول واحد .. قد ثبت علميا أن ليلة القدر ليست مرتبطة بتاريخ إنما التاريخ هو المرتبط بالليلة .. سواء جاءت ليلة القدر موافقة لتاريخ 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 من شهر رمضان المعظم .. فجميع هذه التواريخ تأتي موافقة لليلة الاثنين على مر السنين تدور معها في قوله تعالي : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) كما وضح جليا من إخبار الشارح والمفصل والمبين لسورة القدر صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. بأنه قد أُنزل عليه القرآن الكريم يوم الاثنين كما في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن صوم يوم الاثنين .. فقال: ( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ) .. فقد أُنزل القرآن الكريم في ليلة القدر ليلة الاثنين .. و قد خرج النبي يخبرنا بها كليلة محددة ثابتة .. و بقَدَر الله تلاحي رجلان فرُفع الإخبار .. فطلب منا المصطفي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن نتحرى ليلة القدر.. أي نبحث وننقب عن ليلة النزول في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صحيح البخاري : ( تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في الوِتْرِ منَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ ) .. و بالتحري والبحث ثبت بقدرة الله أن ليلة القدر هي ليلة الاثنين في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم بأكثر من مائة دليل .. جميعها برهن على ذلك حتى حال وجود يوم الاثنين مرتين في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم ليكون أحدهما ليلة اليوم الوتر .. واليوم الآخر ليلة اليوم الشفع .. ذلك مع وجود استحالة أن يبدأ الشهر الكريم بيوم خميس أو بيوم سبت .. فإذا ما بدأ الشهر الكريم بأحدهما فلابد وأن تأتي ليلة الاثنين ليلة شفع وهذا يخالف النصوص الشريفة الصحيحة .. كما حدث سابقا .. وسجلنا ذلك الخطأ والذي كان قدره يوم واحد ظهر في التقويم الهجري عام 1436هجرية .. وقد نوهنا عنه .. و بفضل الله قد تم استدراك الأمر وتصحيح الخطأ .. لكنه للأسف صُحح في شهر ذي الحجة قبل أيام من وقفة عرفة .. ففي ذلك العام قد أعُلن يوم الخميس الموافق 18 يونيو 2015 أول أيام شهر رمضان المعظم .. ولما كانت هناك استحالة في بدء الشهر الكريم يوم خميس لذا وافقت ليلة القدر في ذلك العام ليلة الاثنين 26 رمضان وهي ليلة شفع .. وأتمنى أن يتم تصحيح خطأ التقويم الهجري قبل شهر رمضان القادم .. وأسأل الله العظيم أن تقود مصر الأمة الإسلامية بعلم أبناءها و تحتفل مصر بليلة القدر في ليلتها الثابتة ليلة الاثنين .. وأدعو ربي أن لا يُغم علي أهل مصر أمر بعد اليوم .. فقد فككنا جميع المعضلات التي وجدناها قد وقفت أمام علماءنا الأعلام طوال أربعة عشر قرنا.. وصححنا غيرها .. وأظهرنا وسنظهر ما خفي تباعا بقدرة الله تعالى .. لنقول بإذنه تعالى أن .. أول رمضان يوم الأحد .. وليلة القدر ليلة 23رمضان المعظم .. وتلك هي .. الحقيقة. باحث إسلامي علاء أبوحقه