تحل اليوم الأحد، غرة شهر «محرم» وبداية العام الهجري الجديد 1438، وقد ثبت في السُنة النبوية، أن الرسول الكريم أوصى بالصيام في هذا الشهر، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ». ويعد «مُحَرَّم» الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجري، وكان اسمه في الجاهلية مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر، في حين كان يطلق اسم المُحَرَّم في الجاهلية على شهر رَجَب. سمي «محرّم» بذلك لكونه شهرًا محرّمًا، فهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة، وهي التي لا يستحلّ فيها المسلمون القتال، قال الله تعالى فيها: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ». سورة التوبة 36. وجاء في كتاب "المفصل في تاريخ العرب"، لجواد علي، أن محرم سمى قديمًا بصفر الأول، واقترنت به لفظة محرم لأنه شهر حُرم القتال فيه، وعندما جاء الإسلام أطلق عليه اسم "المحرم"، وأصبح شهر "صفر الثاني" هو شهر "صفر" فقط. ويرجع تاريخ تسمية الشهور الهجرية إلى العصر الجاهلي قبل الإسلام، وتحديدًا قبل البعثة النبوية ب150 عامًا، حيث جمع العرب، كلاب بن مرة، جد النبي صل الله عليه وآله وسلم، في موسم الحج، وطلب من رؤساء القبائل والوفود أن يتفقوا على مسميات للشهور، بعدما كانت بأسماء تختلف من قبيلة إلى أخرى. وقد اتفق العرب على تسمية الشهور الهجرية بناءًا على ارتباطها إما بفصول السنة، أو طبيعة المناخ على مدار العام، وكذلك بطبيعة الحياة البدوية والحروب القبلية. ونقل ابن الجوزي أن الشهور كلَّها لها أسماء في الجاهلية غير هذه الأسماء الإسلامية، قال: فاسم المُحرم بائق، وصفر نفيل، وربيع الأول طليق، وربيع الآخر ناجز، وجمادى الأولى أسلح، وجمادى الآخر أفتح، ورجب أحلك، وشعبان كسع، ورمضان زاهر، وشوال بط، وذو القعدة حق، وذو الحجة نعيش.