يشهد العالم اليوم تقدمًا علميًا ومعرفيًا ملحوظًا في شتي مجالات الحياة، نتيجة للتطور المعرفي والمعلوماتي، وقد أصبح من المُتعذَّر على التلميذ الإلمام بهذه التطورات المتلاحقة؛ لذا تعمل المؤسسات التربوية والتعليمية علي الاهتمام بتيسير استخدام جميع الوسائل الممكنة، من أجل إعداد الأبناء للمستقبل؛ ليكونوا قادرين علي حل مشكلاتهم بأنفسهم ومواكبة عصر التطور والمعرفة، من أجل ذلك اتجهت أنظار الباحثين والتربويين للبحث عن مداخل واستراتيجيات تدريسية متنوعة يكون فيها المعلم مرشدًا وموجهًا، مع إتاحة الفرصة للتلميذ للمشاركة بفاعلية في عملية تعلمه من خلال المناهج والاستراتيجيات والأنشطة الدراسية المختلفة. وفي ظل هذه التطورات، لم يعد دور التلميذ هو تحصيل المعلومات فقط، بل تغير دوره وأصبح مشاركًا في الحصول عليها، وأيضًا فاعلًا، فيكون أكثر اعتمادًا على نفسه، وكذلك تغير دور المعلم، فعليه اختيار واستخدام المداخل والاستراتيجيات التي تجذب الانتباه وتثير الخيال وتنقل التلميذ من خانة المتلقي السلبي إلى خانة المشاركة الفاعلة والإيجابية. وبالنظر إلى المداخل والاستراتيجيات المستخدمة في تدريس مادة الدراسات الاجتماعية نجد أنها لا تساعد على المشاركة الفاعلة من جانب التلميذ في العملية التعليمية، أو تعمل على تنمية مهاراته المختلفة، ومنها مهارات التخيل التاريخي، مما نتج عنه ضعف شديد بل انعدام في خيال التلاميذ الذي يعتبر المسلك الطبيعي لتنمية الإبداع، الأمر الذي يبرز أهمية البحث عن مداخل واستراتيجيات تدريسية تعمل على تنمية مهارات التخيل التاريخي والقيم الاجتماعية من خلال الدراسات الاجتماعية؛ ومن هذه المداخل التربوية المدخل القصصي، ومن ثمَّ كانت فكرة البحث الحالي.