التكفير مرض نفسي يجعل صاحبه يقرأ النصوص قراءة معوجة خارج جميع المعايير والأسس الصحيحة التي جاءت بها جميع الرسالات السماوية في جوهرها ومبادئها السليمة من رب الأرض والسموات سبحانه وتعالي ولذلك نقول لبعض دعاة التكفير المرضي عند كل أهل الرسالات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية الذين لا يخافون الله تعالي من عقابه وغضبه عليهم في الدنيا والآخرة والذين لا يرحمون الخلق أحياء وأمواتا أنكم لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا بل الواحد منكم لا يملك منع المرض عن نفسه حتى قطرة البول لا تقدرون علي منعها أو نزولها من أجسامكم إلا بإذن الله تعالي وأيضا ألم المغص لا تقدرون علي منعه من أجسامكم القوية أو الضعيفة إلا بإذن الله تعالي وتناول العلاج لمنعه وأيضا لا تملكون دخول الهواء للتنفس لأجسامكم أو خروجه إلا بإذن الله فكيف تتجرءون علي الله تعالي خالقكم وخالق كل شيء وتجعلون لأنفسكم الحكم بتملك الجنة والنار فتدخلون فلان أو فلانة الجنة وتدخلون فلان أو فلانة النار هذا من حق الله تعالي خالص وانتم عبيد وعباد له لا تملكون صنع عضو واحد في أجسامكم فكيف تحكمون علي هذا بالكفر وعلي هذا بالإيمان هل امتلكتم الحقيقة الكاملة وتحولتم إلي إله تتحكمون في هذا وذاك لمجرد أنك سمعت واعظا تكفيريا هنا أو هناك وأخذت كلامه الذي سوف يوصله إلي غضب الله عليه في الدنيا والآخرة إلا إذا تاب واخلص العمل لله تعالي الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وقمت أنت بنشره علي الناس واعتبرت أن هذا من حقك أقول لك لقد كذبت علي الله تعالي وعلي الأنبياء والمرسلين وعلي نفسك الأمارة بالسوء والقول الفاحش فالغيب والجنة والنار من خصوصية الله تعالي حتى الأنبياء والمرسلين أحباب الله تعالي لا يملكون لأنفسهم الجنة ولا النار رغم أنهم من أهل الجنة ولذلك يقول الله تعالي علي لسان سيدنا محمد وحتى تقوم القيامة في القرآن الكريم [ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] سورة الأعراف الآية 188 وقال تعالي أيضا في كتابه الكريم في سورة الأحقاف الآية التاسعة :::- [ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ] ونقول لدعاة التكفير الجهلاء معدومي الضمير والأخلاق الذين ينتسبون لأهل الرسالات السماوية الثلاث كيف تكفرون الأحياء والأموات وأنتم لا تملكون شيء لأنفسكم ولا يقدر الواحد أن يمنع عن نقسه الطعام والشراب لمدة أسبوع فلو امتنعتم عن تناولهما تدهورت صحتكم وتوفكم الله تعالي إذا كيف تحكمون بهذا كافر وهذا مؤمن هل شققتم علي قلوبهم وأصبحتم لكم حق مكان الرب تعالي كلا والله انتم علي خطر عظيم فقد تحولت قلوبكم وعقولكم إلي أقفال من حديد أو إلي حجارة وصخور فتعيشون في الحياة مغيبون لا وزاع ولا دين ولا ضمير لكم فعندما يتوفي شخص مسلم أو غير مسلم وينشر له نعي علي موقع الكتروني أو علي صفحة من صفحات الفيس بوك ويكتب احد المحبين له كلمة [ الله يرحمه ] أو [ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ] سواء كان رجل أو امرأة تنزل السكاكين عليه من كل دعاة التكفير في كل مكان ويرسلون للموقع الذي ينشر كلماتهم القبيحة تحت أسماء حقيقية أو مستعارة منها الآتي ::- هذا يقول [ الله لا يرحمه ] وأخر يقول[ انه من أهل الجنة ] وغيره يقول [ أنه من أهل النار] وهذا أيضا يقول [ انه مات كافر وهو غير مؤمن] وأخر يقول [ الله أرحم موتنا وموتي المسلمين ] وأيضا أخر يقول [ اللهم أدخل المسلمين النار] وهذا يقول [ انه أو وإنهما كانوا زناة ] وأخر أيضا يقول [ إنهم ماتوا مشركون بالله ] أو يقول أخر أيضا [ أنه مات مسلما ولا يؤمن باليهودية أو بالمسيحية أو بالبوذية وغير من ألفاظ أخري لا تعد ولا تحصي تنشر علي مواقع الفيس بوك وعلي مواقع بعض الصحف الالكترونية أو الفضائيات المشبوهة والتي تغضب الله تعالي عليهم في الدنيا والآخرة. ولذلك نقول لكل لدعاة التكفير علي الكرة الأرضية سواء كانوا رجال أو نساء شبابا أو فتيات عند أهل الرسالات السماوية الثلاث وأصحاب العقائد الأرضية أيضا اتقوا الله تعالي وكف ألسنتكم عن السب واللعن والتكفير عن خلق الله أمواتا وأحياءا فالكلمة الطيبة صدقة وكلمة الرحمة جائزة لكل إنسان في الدنيا والله تعالي ارحم الراحمين وهو الذي يتولي الحساب لكل الخلائق في الآخرة وهو الذي يحاسب المؤمن والكافر وهو الذي يقرر لكل إنسان ما عمله من حسنات وسيئات وإيمان وكفر وجنة ونار وعفوا في الآخرة فهذا من خصوصية الله تعالي فقط لأنه هو الخالق والرزاق والمحيي والمميت والقادر والحليم والعفو والودود وهذا ليس من اختصاصكم أنتم أيها البشر ولذلك نقول لكم حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ وتوبوا وأرجعوا إلي الله تعالي قبل يوم الحساب. ولذلك نقول لكم لقتل احد المسلمين رجل غير مسلم في معركة حربية في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم فعندما وصل خبر موت الرجل الذي قال لا اله إلا الله إلي سيدنا محمد قال للذي قتله وهو أسامة بن زيد ما نصه هلا شققت عن قلبه ؟؟؟ فقال أسامة بن زيد للرسول عليه السلام [ استغفر لي يا رسول الله ] فرد عليه النبي بقوله لقد [ قتلت رجلًا يقول لا إله إلا الله ] كيف [ إذا خاصمك [ هذا الإنسان ] يوم القيامة [ بلا إله إلا الله] فقال أسامة: يا رسول الله إنما تعوذ من القتل فقال عليه الصلاة والسلام [ هلاّ شققت عن قلبه لتعلم أقالها خوفًا أم لا ] وهنا ندم أشد الندم علي قتله ] ولذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام [ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه] رواه الإمام أحمد في كتاب المسند مجلد2ص224و7086 وغيره عن الصحابي عبد الله بن عمرو قال الألباني في سند الحديث انه حديث صحيح. ولذلك فقد أمر الله سبحانه تعالى كل عباده في الأرض أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ، ومن الكلمات أجملها عند حديث بعضهم لبعض حتى تشيع الألفة والمودة ، وتندفع أسباب الهجر والقطيعة والعداوة ، فقال الله تعالى في كتابه الكريم [ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِينا] سورة الإسراء الآية رقم 53 يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية السابقة في كتابه [ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان] ما نصه ::- وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم الله تعالي بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال عن الآية [ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يؤمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما. والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره. وقوله:( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ) أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم] ----------------------- ويقول الله تعالي أيضا في كتابه الكريم [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ] سورة قّ الآية رقم 18 فكل كلمة طيبة أو سيئة تسجل للإنسان في كتابه في الدنيا ويسأل عنه يوم القيامة أمام الخالق سبحانه تعالي ولذلك يأمرنا الله تعالي بالكلمة الحسنة الجميلة قال تعالي [ وقولوا للناس حسنا ] سورة البقرة الاية 83 فالحسن من القول أيها الناس أن يكون الإنسان حليما مع غيره ويعفو ويصفح ويرحم ويقول للناس الكلمة الطيبة ولذلك قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام [ الكلمة الطيّبة صدقة ] رواه الطبراني والسيوطي وغيره وقال أيضا [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] وهذا هو ما أمرنا الله تعالي به ألا نقول إلا حسنا وبرفق ولين وحسن خطاب، مع المسلمين غير المسلمين [ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن] وحكي عن قصة موسى عليه السلام وفرعون الذي ادّعى الألوهية فيأمره الله عزَّ وجلَّ- [ فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا] والرّفق في الكلام مدعاة للقبول وتأليف القلوب، بل وربما التنازل عن بعض الحقوق ويكون سبباً في زوال ما في النفوس من ترسّبات وعلى عكس ذلك الكلام الغليظ القاسي الذي يسبب العناد والمكابرة والإصرار على الخطأ والباطل والتمادي فيه. ولذلك سوف يندم كل إنسان مسيء لنفسه ولغيره ويموت علي ذلك ويندم أشد الندم يوم القيامة في يوم لا ينفع فيه الندم ولذلك يقول الله تعالي في سورة الفجر الآيات من 21 وحتى 30 بسم الله الرحمن الرحيم [ كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا & وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا & وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى & يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي & فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ & وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ & يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ &ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً & فَادْخُلِي فِي عِبَادِي & وَادْخُلِي جَنَّتِي] ولذلك نقول لهؤلاء التكفيريون الذين يتلفظون بالاثم والعدوان علي الخلق ويكفرون الناس ويقتلونهم في كل مكان نقول لهم رب السماوات والأرض غضبان عليكم لما تفعلوه من شر وتعتقدون كذبا بأعمالكم التكفيرية البغيضة أنكم تعملون هذا خدمة لدينكم فنقول لكم الرسالات السماوية تتبرأ من كل أعملكم العدوانية سواء بالقول أو بالفتل لكل من يخالفكم في أقوالكم الشريرة في الدنيا والآخرة ونقول لكم قال تعالي [ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ] سورة الشعراء الآية 227 والذي يحزن القلب أننا نجد هذه الخصال الذميمة من الفحش في الكلام والبذاءة وسلاطة اللسان والسب واللعن قد امتدت من التكفيريون الجهلة لكثير من الناس ممن لا يتوقع منهم ذلك لما يحملوه من علم وثقافة ولكنهم جاروا السفهاء التكفيريون في هذه الخصال الذميمة والتي تغضب الله عليهم في الدنيا والآخرة نسأل الله العفو العافية والسلامة. --------- بقلم / عبد العزيز فرج عزو كاتب وباحث مصري