إنه محمد صلاح .. يا أستاذ صلاح !

الحسين عبدالرازق

واحد شايل دقنه ، التاني تعبان ليه ؟
مثل قديم يُقال عادة حين يتدخل أحدهم في شئون الآخرين ، ولست أنا من المؤمنين أو المصدقين لأغلب ما تركه لنا القدماء من حكم وأقوال وأمثال ، بيد أني وجدت في هذا المثل دون غيره الرد الأمثل والنموذجي علي مقال الكاتب الكبير صلاح منتصر الذي نشرته مؤخراً جريدة الأهرام وكان عنوانه رسالة إلي محمد صلاح ، وطالب من خلاله الكاتب نجم منتخب مصر الوطني ولاعب ليفربول الإنجليزي محمد صلاح بأن يحلق لحيته الكثيفة التي لا تتناسب مع سنه أو نجوميته ،والتي تكاد تضعه من حيث الشكل علي الأقل في سلة واحدة مع المتطرفين المتزمتين إن لم تضعه مع الإرهابيين أو المتعاطفين معهم !
ثم أردف قائلاً .. وبعد هذا فإن عليه أن يعيد النظر تماماً في تسريحة شعره الكثيف الذي يبدو مهوشاً ومنفوشاً وكأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات …
بداية ، أري أنه ومن باب الأمانة .. وجب علي الإعتراف بجهلي الكامل بلعبة كرة القدم ، فلا تربطني بها علاقة من أي نوع .. لا لعباً ولا تشجيعاً ولا مشاهدة ، وحديثي هنا ليس دفاعاً عن صلاح اللاعب وإنما عن صلاح الرمز المصري الذي باتت تتغني بإسمه جماهير أوروبا ، ويدعو له جموع المصريين بالمزيد من التألق .
علي أية حال …
سنحاول هنا بعد الإتكال علي الله تفنيد ما جاء في مقال الأستاذ صلاح والرد عليه بما يسر الله لنا فهمه ..
قال الكاتب إن لحية اللاعب الكثيفة لا تتناسب مع سنه أو نجوميته ، حسناً ياسيدي هي كما ذكرت لحيته هو ، أنبتها الله في وجهه هو ، ويحمل ثقل وزنها “إن كانت ثقيلة” رأسه هو أيضاً ، فماذا يضيرك أنت في لحيته ؟
ثم ما علاقة اللحية بالسن أو النجومية؟ ومايدريك لعل الله قد رزقه النجومية جزاء امتثاله لحديث نبينا الكريم” ص” ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحي خالفوا المشركين ) .
أما عن كون اللحية ستضعه من حيث الشكل في سلة واحدة مع المتطرفين المتزمتين إن لم تضعه مع الإرهابيين .. فهل وضعت لحية المغني العالمي إبن الإسكندرية .. لا ليس سمير الإسكندراني ، ولكن ديميس روسوس صاحبها في مصاف الإرهابيين ؟؟
خلصنا من موضوع اللحية ؟ ، ننتقل إذاً إلي الشعر …
والذي وصفته حضرتك أو صديقك الأستاذ محمد ، ونقلت أنت عنه بأنه مهوشاً ومنفوشاً وكأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات ، لا تعليق لدي علي لهجة السخرية إن كانت هنالك سخرية .. ولكن أيضاً ماعلاقة الشعر بالموهبة ؟؟
وهل كان لشعر شطة أو الخطيب وغيرهم من النجوم في سبعينيات القرن الماضي تأثير علي موهبتهم ؟ وفيما يخص النيولوك الذي تطالب به أو يطالب به الأستاذ محمد وتؤيده حضرتك في أن علي اللاعب عمل نيولوك يظهر الوجه البرئ الوسيم لمحمد صلاح الفلاح المصري الأصيل الذي يؤكد للعالم أنه فعلاً إبن النيل !!
اللهم لاحول ولاقوة إلا بالله ، ياسيديً ماعلاقة النيولوك بالفلاح ؟؟ ومن قال لكم أن العالم يتشكك في إنتماء صلاح للنيل ، ومن ثم تطوعتم ودعوتموه إلي الإسراع بعمل هذا النيولوك لكي يثبت للعالم صحة إنتماءه إلي النيل !!
أظن أن مايهم العالم هو موهبة صلاح وليس شكله أو نيو لوكَهُ ، وأظن أن العالم قد شهد لصلاح بما هو أكثر من الموهبة .
أما عن استشهادك بمقال الدكتور يوسف إدريس أيضاً في الأهرام والذي طلب فيه من مبارك تغيير تسريحة شعره ، فمع الاحترام الكامل لحضرتك .. التشبيه هنا في غير محله فلا مبارك لاعب ولا صلاح رئيس ولم يكن مبارك حين نصحه إدريس في نفس عمر صلاح وقت أن وجهت له نصيحتك اليوم !
وبما إن حضرتك قد ختمت مقالك بأن كأس العالم في موسكو قد يكون هو المناسبة التي يظهر خلالها صلاح في الصورة الجميلة التي تتمناها له ..
فأود أن أختم مقالي أيضاً بتذكير حضرتك بأن الدكتور سقراط أسطورة كرة القدم البرازيلية الذي قاد منتخب السامبا في بطولتي كأس عالم عامي 1982 و1986 كان ذو لحية وشعر كثيف ، ولم يقل له أحد في حينه تلت التلاتة كام
،ولن نذهب بعيداً، سنبقي في المونديال .. فصاحب هدف مصر الوحيد في كأس العالم عام 1990 كان ذو لحية كثيفة ، هوالكابتن مجدي عبدالغني ، الذي بالمناسبة أيضاً كان أول لاعب مصري محترف في أوروبا .
وأخيراً نقول ..
كان هذا ردنا علي الكبير صلاح منتصر ، أما الكبير الآخر الذي قال أن مصر لا تقاس بلاعب كرة .. فلن نرد عليه ، نعم نحترمه و نقدره ولكن كلامه بالنسبة لنا … غير مفيد .