السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جالستنا الحكاية تخبرنا بأنه إنسان، يجيد محاورة الألوان، بين أفراح و أحزان، يعطى اللوحة عميق الوجدان، لنسافر معه لدواخل الجنان، موطن الابتهاج و الأشجان. نتشارك معه خلجات المكنون، بما تطرحه من جميل الفنون، إحساسه بالجمال مفتون، روحه في بوح و في سكون، توشوشنا بأن التشكيل حرية النفس المسجون، و بأن للون لحظات جنون، نقطف من خلالها إبداعا تسعد به الآذان و العيون، هو الفنان التشكيلي العراقي "عبد الواحد كاظم". مرحبا بك سيدي س"ورقة..وقلم جاف.. و رغبة بالرسم..تكفي"، ما حدود العطاء الذي تكتفي به اللوحة لتعلن طاعتها لأنامل من الأعماق وهبت؟ ج إشباع رغبة المتلقي ..نصب عيني ..وهو غايتي القصوى..ولهذا ابذل ما استطعت لتكتفي اللوحة به. س ما مدى ثقتك في قدرة المتلقي على فهم أبجدية اللوحة؟ ج بلا أدنى شك..طالما أني لا ارسم لفئة محددة سلفا..فانا على ثقة تامة من اهتمام المتلقي وفهمه..خصوصا ومواضيعي ليست معقدة الأفكار. س عندما يستفهم اللون عن خلجاتك، كيف ينتبه له شعور الأعماق؟ ج أحيانا تأتي مسترسلة متوائمة، وفي أحيان أخرى أترك لوحتي لصراع الأفكار..وأعود بعد فترة ..لأجد كل شيء مهيأ. س متى يسافر لون الفنان التشكيلي "عبد الواحد كاظم" عبر المجهول، لتقطف اللوحة دهشة بطعم الإصغاء؟ ج ما بدأت بلوحة واستسهلت انجازها مطلقا..و عندما تشارف اللوحة على نهايتها، أنا والواني نسافر عبر المجهول، و ما إن أضع توقيعي على لوحتي حتى تقطف هذه الدهشة. س عندما يحتسي اللون من دواخل الفنان التشكيلي "عبد الواحد كاظم" إلى كم من إحساس تنتشي اللوحة؟ ج لحد الإشباع والاكتفاء ..لا ابخل بدواخلي على لوحتي..و لا أخفيك سرا..كم من عمل شاركتني مدامعي بانجازه. س يقول الفنان التشكيلي الفلسطيني "خالد نصار" "الفنان عندما يتألم يسقط ما في داخله على المساحات التي يشكلها، فتعبر بقوة عن هذا الألم ويتحول إلى إبداع إن أحسن تشكيله"، ما مدى توافقك مع هذا المعتقد؟ ج مؤكد تماما أتوافق معه..إن أحسن التشكيل، وان لم يحسنه، فقد ظلم لوحته بظلمه لحقيقة مشاعره. س عندما نركض مع اللوحة، كيف نستنشق المسافات؟ ج ما إن يستوعب احدنا فكرة لوحة ما..حتى يختزل كل المسافات ليعيش مع مكنونها..يحيطهما نفس الإطار. س إذا ما نزفت اللوحة، كيف تضمد جرحها؟ ج حقيقة..أصعب حالة أن تجد نفسك بحاجة لان تعالج ما جرحت يدك دون قصد.. س سأخرج من الأنا، لأتبضّع من نبضك، ريشة، لوّنت شراييني، إلى أين مع هذا الإحساس؟ ج إلى عالم النقاء..و الإنسانية..إلى ما أجده بهذه الآية القرآنية الشريفة "و لا تبخسوا الناس أشيائهم" س ترجّلت من على ظهر العبر، لتقطف من الحياة ما ظهر و ما استتر، معاني، من عبقها نتعطّر، برأيك، إلى أي مدى تعبرنا هذه الصور؟ ج رسمتها بحرق الخشب، و رسمتيها بالشعر..فاختزلتي المدى بما أبدعتي. س يرى الرسام الفرنسي "هنري ماتيس" أنه "ليس هناك أصعب على الفنان المبدع والحقيقي من رسم وردة حيث لا بد له من أن ينسى كل ما رآه من ورد"، كيف تجادل هذه الرؤية؟ ج ماراه من ورد في الطبيعة..والطبيعة فن الله كما يقول دانتي وما يرسمه مستنبط من دواخله..فعليه سيكون صعبا حتما. س متى يقول الإنسان "عبد الواحد كاظم"، يشاركني الصمت أحضانك أيتها اللوحة، فتغفو روحي في جوف بوحك؟ ج متى ما كف البصر.. أو ذوى بدني..توارى واندثر.. لفنا الصمت.. لهمس البوح..أنات أثر. س نحن نولد و نموت دون أن نترك أثر، نحن أوراقا ضاعت منها أغصان الشجر، نحن ألحانا للأصم عزفنا القدر بدون وتر، فهل يمكن أن نشفى من كسر في الإحساس انتشر؟ ج "اعمل لدنياك..كأنك تعيش أبدا...واعمل لآخرتك..كأنك تموت غدا"، فلنعمل للدارين. س كيف تقيم الحياة عملك؟ ج الحمد لله ..طالما المس الرضا ممن يحيطون.. برنامجي اليومي منقسم نصفين..نصف عملي بأجر يومي و النصف الآخر..خدمة طوعية. س " الواحد كاظم" بين الإنسان، العراقي، و الفنان، أين يترجّل؟ ج (وطني لو شغلت بالخلد عنه... نازعتني إليه بالخلد نفسي). س كيف يبتسم لك العراق؟ ج رغم كل ما يكدر الصفو، أرى العراق يبتسم لي..هكذا: يرنو الورى طرا لهامة موطني و قبالها يبدو السها لألاء هو موطني..بل جنة في دنيتي شمس ..بها..حريتي الحمراء س عندما تشكيك الأرض وجع الوطن، إلى كم من نزف تغيب في هذا الألم، لتكون له العاطفة و الحضن؟ ج أثمن ما عندي عمري ..ولم ابخل بسنواته..واليوم تنزف فرشاتي وقلمي تواشيح ألمي ..ومع ذلك فحضن الوطن يلفني رغم جراحاته. س عندما نغيب في "الأنت"، هل يروينا جنان، صاحت خلجاته يحملني إنسان إنسان؟ "انا" صفحة بيضاء. .فاكتب مابدالك اسطري. .مامرها قلم بشيئ من جمالك. س كيف يناظرك الجمال؟ ج سيدتي..الجمال سلطان.. " إن الله جميل يحب الجمال" فما بالك ب " عبد الله" س متى يكون لك الإبداع عنوان؟ ج عندما تكون لي بصمتي الخاصة...بعملي الذي ينصفني به المختص.. دام إبداعك الفنان التشكيلي "عبد الواحد كاظم"، شكرا لحسن لفظك، و إلى لقاء آخر إن شاء الله أدامك الله بكل خير. وتصبحين على خير