ربما يكون في سبيله إلى الانتهاء .. أو .. انتهي بالفعل التعبير عن الرفض والغضب من قرار الرئيس ترامب نقل السفار الأمريكية إلى شرق مدينة القدس .. وربما يعود الجميع إلى ما كان عليه بأثر ذلك الرفض والغضب .. لأعود مثلهم .. لكن .. بفرحة استقبال القرار .. رغم كيد الإعلام الإسرائيلي .. وبعيدا عن كيد القنوات الإسرائيلية وما حملته عبارات نخب اليهود بأن العرب لن يُحدثوا شيئا .. فقرار الرئيس ترامب قد أزال الستار عن الرؤية الأمريكية القديمة القدس عاصمة إسرائيل .. وذلك لم يحمل أي مفاجأة .. ولا أي مفاجأة من تصريح الرئيس الروسي فلاديميربوتن غرب القدس عاصمة إسرائل وشرقها عاصمة فلسطين .. بل لم يكن في رفض وشجب وإدانة بقية الدول سوى التأكيد بكل لغات العالم موافقته احتلال إسرائيل فلسطين وعليه غرب القدس عاصمة إسرائيل .. وبعد قرن من وعد الإنجليزي بلفور ( بموافقة عربية ) .. أتي في ضوئه وعد أمريكي ترامبي جديد .. لكن هذه المرة دون موافقة العرب إظهارا للقوة الأمريكية .. والتى استخدمتها إسرائيل وستستخدمها بقوتها في إظهار تفعيلها القديم لذلك للقرار بمصادرتها واستيلائها على الأراضي الفلسطينية حتى أصبح اليهود خلال سنوات ذلك التفعيل هم الغالبية أو يمثلون الآن 64% من سكان شرق القدس .. ليُزال الستار عن واقع عمران القدس الشريف بتلك المستوطنات القديمة حول المدينة وداخلها باعتبارها العاصمة الأبدية .. لتهيء إسرائيل العالم بعمران قلب القدس أو المسجد الأقصي بما يناسب ( عقيدة اليهود ) ومصالحهم .. لكن ماذا بعد !! .. هل انتهي الأمر؟ الأمر لا نراه قد انتهى .. إن كانت موافقة العرب والعالم غرب القدس عاصمة إسرائيل قد تمت .. ففي الأفق نرى التوجه إلى المدينةالمنورة مدينة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بعد القدس كما قال النبي في الصحيح عند الإمام أحمد وأبو داود: ( عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ) .. وبعيدا عن توالى هذه الأحداث المرتبة في النبوءة المحمدية .. وبعيداعن الحروب وفتح القسطنطينية وهي استنبول الآن .. وبعيدا عن لفظ يثرب بما يحتوية من توطين الفكر اليهودي في المدينةالمنورة بالمحاولات السابقة هدم قبة الرسول .. أو إنكار وجود القبر الشريف داخل المسجد النبوي .. أو تأثيم زيارة النبي محمد وآل بيته واعتبار ذلك شركا بالله .. فالخطوة التالية من بعد إعمار بيت المقدس خراب المدينةالمنورة .. وإن كنا نكره ذلك ولا نتمناه فأمر الله نافذ نافذ .. وبقَدر الله خراب المدينة هو السابق لأمر مكةالمكرمة والتى قد حماها الله من قوى الشر بخسف جيشهم ببيداء المدينةالمنورة .. أي قبل وصول جيش الشر إلي مكة كما أخبرنا النبي في صحيح البخاري: ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وأخرهم ... ) .. وإن كان أمر القدس الشريف وأمر المدينةالمنورةومكةالمكرمة يهمنا .. فيهمنا أيضا أمر سيناء الحبيبة .. والذي يأتي وقته كما أخبر النبي ما بين إعمار القدس وبين خراب المدينةالمنورة .. والخوارج الآن في سيناء مازالو يُدَعموا من قوى الشر للقيام بمهامهم في مصر كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .. مهام تأتى من بعد تفتيت قوى الشر مصر .. فقد حققوا ذلك حتى باتت مدنها بل كل حي من أحيائها و شارع من شوارعها قائم بذاته يحمي نفسة بلجان شعبية في ظل فوضي غُلت فيها يد الدولة من إحكام قبضتها على البلاد .. لتعود مصر كما كانت وأقوى .. لكن بعدما تحقق ما رواه شيخ البخاري نعيم ابن حماد: ( ليوشكن العراق يعرك عرك الإديم، ويشق الشام شق الشعر، وتفت مصر فت البعرة، فعندها ينزل الأمر ) .. وإن كنا نشك في صحة هذا النص لكن من قبل مصر فقد عرك العراق في معاركة، و شقت الشام كالشعر بين غزة وحماس وشرق وغرب القدس وغيرهم مما في فلسطين كما في سوريا بين الجيش السورى وبين جبهة النصرة وبين داعش وغيرهم . وذلك كله قد حقق النبوءة الشريفة في صحيح مسلم: ( منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبوهريرة ودمه) .. وبإذن الله سنعود من حيث بدأنا .. كما بدأت القدس مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ستعود إلينا كما بدأت مع الإمام المهدي .. ولهذا كانت الفرحة لقرار ترامب .. فلنتهيأ إلى الحروب وإلى انتصارات الملاحم وإلى عودة القدس بوعد الله .. القدس لنا .. باحث إسلامي علاء أبوحقه