وقفنا في رحلتنا مع شكرى مصطفى إلى سؤال عاقل "للمرة الأولي" أورد فى نهايات كتاب التوسمات.. سأل شكرى أتباعه هل يمكن أن نتصور أن جماعة الحق فى آخر الزمان ولو فى مائة عام تستطيع أن تمتلك قوة وعددا وسلاحا مثلما تملكه روسيا وأمريكا معا؟ وأجاب ويا للدهشة بالطبع لا، وهو يتندر على جماعات "إسلامية" سابقة أخلصوا لله، وأرادوا أن يظهروا دين الله وفكروا تفكير الأطفال بأن فى استطاعتهم الوصول إلى القمر، وبعدها ينهى شكرى مصطفى مرحلة الكتابة العاقلة ليكتب "أن التصور الجاد للجماعة "الإسلامية" أنها تسعى أولا لتعبد الله ولا تشرك به شيئا فتكون قد ظفرت بالجنة، ثم بعد ذلك يمكن الله لها بقدره فى أمر لا يمكننا أن نتدخل فيه، فقد وعدنا الله بأننا إن عبدناه نصرنا "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" (آل عمران/ 126) النصر ليس من عندنا ،نحن علينا أن نعبد الله سبحانه ونخلص فى ذلك ثم ينفذ قدر الله وتعمل السماوات والأرض لنصر هذه الطائفة المؤمنة بكل الجنود الذين هم فى قبضة الله سبحانه وتعالى من رياح وبحار وملائكة "وما يعلم جنود ربك إلا هو" (المدثر/ 31) ،أى أن ما حدث للجماعة المسلمة فى أول الزمان هو الذى سيحدث للجماعة المسلمة فى آخر الزمان، وهى سنة من سنن الله سبحانه وتعالي، ونقرأ فى القرآن "غُلبت الروم فى أدنى الأرض" (الروم/ 3) أدنى الأرض أى أقربها فالذين هم أقرب الأعداء بالنسبة للمسلمين يغلبون حتى تكون قوتهم أضعف ما يمكن"، ثم يمضى بنا شكرى مصطفى "الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون" (الروم/ 11) وقد بدأت دولة الإسلام بصورة معينة وسوف تعاد بنفس الصورة، فى بداية الإسلام كان هلاك القوتين الكبيرتين الفرس والروم تمهيدا لقيام دولة الإسلام الأولي.. وسيهلك دولتى روسيا وأمريكا إن شاء الله تمهيدا لقيام دولة الإسلام الثانية، ثم بعد قيام دولة الإسلام الثانية يعود الفساد للأرض مرة ثانية ثم قيام الساعة.. إن كل هذه الدورة فى التفسيرات المفتعلة كانت مقدمة لكى يؤكد أنه "أمير آخر الزمان"، ولكن يبقى السؤال الحائر معلقا.. كيف سيحارب المسلمون هذه القوى العظمى بكل ما لديها من سلاح وعتاد؟ والإجابة هى "إن أسلوب القتال عند المسلمين ينبثق من الأصول الإسلامية فى القتال وهى مواجهة رجل لرجل أنها نفوس باعت الدنيا واشترت الآخرة، فهى لا تخشى الموت ولا تهاب القتال، ثم إن أصول الكافرين فى القتال أصول كانت نتاجا طبيعيا لمعصية الله، وقد أعدت بأموال كافرة وأصول كافرة وقد صنعتها الجاهلية بجاهليتها وليست بإيمانها وتقواها، والمسلمون لن يكون أسلوبهم معتمدا على هذه الوسائل الجاهلية، ويرى شكرى مصطفى أن إجابته غير معقولة فيعود ليقول إن الأصل هو أن الله يهلك الكافرين.. وهو إذ يهلك الكافرين يدمر معهم أسلوبهم ووسائلهم فى القتال وفى المعيشة، ويصبح الأصل فى الوسائل القتالية هى وسائل المسلمين فى القتال. ثم وبعد دورة مراوغة يقول "إن الأساليب الإسلامية فى القتال مرتهنة بصبغة المسلمين وطبيعتهم.. ويقول "إن الله يحب المؤمنين وهم يحاربون صفا وكأنهم بنيان مرصوص، والقتال فى الصف أمر يتعلق بحب الله وهذه سنة لا تتغير وأن الجماعة المسلمة فى آخر الزمان سوف تحارب على نظام الصف، وحينما يقول الرسول "الجنة تحت ظلال السيوف" نلتزم بذلك، فلا يمكن أن تكون الجنة تحت ظلال البنادق أو الصواريخ، وكان بإمكان الرسول أن يقول "الجنة تحت ظلال الأسلحة" لكنه اختار السيوف وعلينا أن نلتزم باختياره، كذلك الرمح فقد قاتل به النبى مع الجماعة المسلمة الأولى وستقاتل به الجماعة المسلمة الأولى وستقاتل به الجماعة المسلمة فى آخر الزمان، كذلك الخيل والرمى، يقول سبحانه وتعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" (الأنفال/ 60) وإذا قيل لنا إنه يمكن الرمى بالبنادق نقول له فالرسول قال "ارموا فإن أباكم إسماعيل كان راميا" وهو بهذا يقصد أن نرمى كما كانوا يفهمون الرمى فى عهده، والقوة والرمى يمكن الاستفادة بالخيل، وبهذا يحدد شكرى مصطفى عتاد القتال الإسلامى حصرا "السيف – الرمح – الخيل". ثم يكمل شكرى مصطفى خرافاته بخرافات أشد وطأة فيقول إن دلالات قيام القيامة عمران بيت المقدس – خراب يثرب وخروج الملحمة – فتح القسطنطينية – خروج الدجال، ويمضى التخبط فعمران بيت المقدس يتحقق بسيطرة اليهود عليها وإعمارها وخراب المدينةالمنورة ممكن بوصول طائرات إسرائيل إليها، وفيما يكون المسلمون منهمكون فى فتح القسطنطينية يخرج الدجال ليعيث فى الأرض فسادا شمالا ويمينا وهذا الدجال أعور عينه اليمنى ومعه تمثال الجنة وتمثال النار وفتنه كثيرة مذكورة فى كتاب النهاية لابن كثير، وهكذا يوقع شكرى نفسه فى الفخ فهو الذى أكد فى بداية التوسمات وفى كتابه الخلافة أنه لا قياس ولا إجماع ولا أى قول فقط قال الله وقال الرسول يعود لينقل عن كتاب ابن كثير خرافات لا يقبلها عقل، ثم إنه إن أكد أن المسلمين سيحاربون بالسيف والرمح والخيل.. هاجم رجاله منزل الشيخ الذهبى بالرشاشات ثم قتلوه بمسدس.. ويرحل شكرى مصطفى وهو يظن أنه الأكثر إيمانا وأن الله سينجيه من أيدى قاتليه وإذ يسأله الشيخ الذى حضر إعدامه.. هل تريد شيئا رد عليه بصلف بل قل ماذا تريد أنت أيها الكاهن الفاسق إن عاصفة ربى ستأتين لتنجين.. لكن شكرى بفكره وفعله لم يكن سوى متأسلم بعيد عن صحيح الإيمان.. فلم تأت عاصفة الله لتنجيه.