بينما هو فى القطار المتجه الى القاهره يفكر فى كل شىء كيف سيقبل على مدينه لم يزرها واناس لا يعرفهم يختلف معهم فى كل شىء افكارهم ثقافتهم عاداتهم وتقاليدهم حتى فى كيفية النطق بالكلام والتى يسمونها باللهجه كان طموحه يسع الدنيا من حوله ولن اقول يسع القطار لان القطار الذى يركبه لم يعد يسع احد فالناس تجلس فى كل مكان والذى لا يجد مقعد تراه واقفا او نائما او بين هذا وذاك هذا طبعا غير صوت الراكبين فهذا ينادى(حاجه ساقعه بيبس) وذاك يرد عليه (انا معايا الشاى مين اللى عاااااااايز شااااااااااى( وذاك يمر بين الجالسين وفوق النائمين كأفضل ما يكون عليه لاعب الكره وبائع التذاكر الذى يروق له ان يوقظ نائما او يطارد احد ليس لديه نقود هذا طبعا غير صوت الهواء الذى يصطدم باركان القطار والبرد الذى يدخل علينا كأن المغول جاءت لتنتقم كان متماسكا او يبدو للناس كذلك يسئل نفسه بم سيعود من هذا المكان المجهول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولما لم يجد الاجابه قرر ان ينام ولكن ما اصعب هذا القرار فى هذا الوقت وفى هذا المكان كلما حاول ان ينام ايقظه صوت بائع معايا طعميه سخنه والجعان ياكل وااخر يقول حمووووووووص فاشتد غيظه ثم نظر الى السقف ليناجى ربه انا عملت ايه بس ياربى فى دنياتى فلا يجد الا نيام فى سقف القطار بدلا من الحقائب يتذكر انه لم ياكل شيئا رغم الساعات التى مرت ويذكر البائع الذى ايقظه من نومه لكن اين هو الان ؟؟؟؟؟كأن حوتا ابتلعه فاخذ صاحبنا يندب حظه ولم يمض وقت طويل حتى جاء اخر طعميه سخنااااااااااااااااااااااااا والجعان ياكل فابتاع منه ثم اخذ يدعو على البائع وهو يردد سخنه فعلا طعميه سخنه والجعان ياكل فيأكل ما يستطيع ويزهد فيما تبقى ثم ينظر فى ساعته مازال ساعتين ونصف على الوصول فيرد عليه رجلا جالسا امامه يا سيدى السفر تساهيل حقا السفر تساهيل ولكن اين التساهيل فى هذا القطار المحتشد بالركاب اظنها لم تركب فيه حتما اتخذت قطارا اخر اعلى سعرا واكثر ترفيها عموما مرت الساعتان ونصف بعد شهر من الانتظار كان صاحبنا وقتها عجلا ينظر من نافذة القطار وقد قارب على الوقوف فرأى يافطه محطة القاهره وهو منبهرا ايما انبهار ولا يكاد يصدق نفسه فهو التلميذ الثانوى الصعيدى الذى لم يبرح بلده منذ سبعة عشر عاما حتى الى مركز محافظته سوهاج الان فقط امارس هوايتى ساكتب شعرا واقرأ شعرا واعيش شعرا وستكون الجامعه هى الوسيله لذلك لم يفق الا على صوت سيارة كانت ستحفره فى المكان بعد ان يئس صاحبها من حركة هذا الشخص الذى بدا وكأنه قطعة من الرصيف ادرك فورا الاختلاف بين بلده البلينا الصغيرة الحجم الهادئه التى لايذكر منها سوى بيته والمسجد المجاور له وعدد غير قليل من الاماكن التى كان يلتقى فيها باصحابه كما ادرك انه لن يخرج من هذا المكان الا اذا اعتمد على نفسه فصار يسئل هذا وذاك حتى ركب الى شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفيه كان قلقا نعم انه لم يعتد ركوب عربه من قبل وانه يشعر وهو فيها بدوار كانه يركب سفينه ولكن النوم غلب القلق فنام ولم يستيقظ الا على صوت سائق السياره (حمد الله ع السلامه)نزل من السياره شاكرا ربه ناظرا حوله على مكان يجلس فيه هو وحقيبته ثم اخذ تاكسى ووصل الى شقته التى لا تبعد عن جامعته كثيرا ووجد بعض الطلبه الذين حتما سيكونو معه سلم عليهم ورحبو به كان يتأمل وجوههم فهذا (محمود من سوهاج الذى سيقيم معه فى نفس الحجره)وهذا محمد حمدى من طهطا وهذا جيلانى من نواحى البلينا وايمن من الشرقيه الذى سيقيم فى حجرة بمفرده فتنفس الصعداء صاحبنا وقال الحمد لله ان ثلاثه انا رابعهم من سوهاج اذن فلا خلاف ابدا لم يكدر صفوه الا تامله فى الشقه التى بدت وكأنها من بقايا الحروب العالميه