نتمنى من الله أن تستمر الخطوات باتجاه المصالحة الوطنية وان يكون الوصول لها عنوان للعام الجديد الذي يحمل في شهوره وأيامه عام الأمل والتسامح والتكامل بين أبناء الوطن الواحد والهم الواحد والهدف الواحد. عام الوحدة الوطنية هو عنوان نتمنى أن يدوم ويستمر بعد أن خاض كل فصيل فلسطيني تجربته الحزبية وتبين له وبشكل لا يدع مكانا للشك أن القضية الفلسطينية تحمل من الهموم والتحدي ما لا يستطيع ولا يطيق فصيل سياسي بشكل مفرد على تحمله بشكل منفر ودون أن يكون مسلحا بجميع مكونات الشعب الفلسطيني, وعليه وصل الجميع إلى قناعة مفادها إننا في الوقت الذي نحتاج إلى الدعم الدولي والعربي والإسلامي, فمن الأولى والأحق والأجدر أن نحتاج إلى الدعم الشعبي والدعم الداخلي الذي يتجسد على شكل الوحدة الوطنية من اجل الوصول إلى جهة قيادية واحدة وعمل متكامل وهدف وحيد وموحد يتمثل بدحر الاحتلال وإقامة الدولة. نتمنى أن يكون العام الجديد عام المقاومة الشعبية السلمية التي استطاعت أن تجلب لنا الكثير من التضامن الدولي وحققت الكثير من النتائج على الأرض رغم أنها لا تزال في بداياتها ولم تحمل الطابع الأوسع والاشمل نتيجة الانقسام الذي جعلها اقل تأثيرا وجعل الاستمرار في نهجها مرهونا بإنهاء الانقسام. اليوم وبعد أن اقتنع الجميع بجدوى هذا النوع من المقاومة كونها تسحب ذريعة بما يسمى بالإرهاب من دولة الاحتلال ومن يساندها على الصعيد الدولي إضافة إلى أن خسائرها البشرية والمادية اقل تكلفة من المقاومة المسلحة رغم أنها أن المقاومة المسلحة حق من حقوقنا ولا يجب أن نسقطها ولا بأي حال من الأحوال ولكن يجب علينا أن نختار الأدوات النضالية التي تحصد النتائج الكبيرة وتقلل الخسائر البشرية, وقد شاهد الجميع الدعم الدولي وعدد المتضامنين الأجانب المشاركين في هذا النوع من المقاومة في الوقت الذي لم نجد متضامن أجنبي واحد شاركنا على طول سنوات النضال في المقاومة المسلحة. المقاومة الشعبية هي مقاومة مشروعة وتحظى بتفهم المجتمع الدولي, وقد أكد حقنا في ممارستها ضد الاحتلال السيد الرئيس في أهم المنابر العالمية في سياق خطابه في الأممالمتحدة, ولم يوجه له أي انتقاد واحد من المجتمع الدولي نتيجة تحريضه على هذا النوع من المقاومة, إضافة إلى أن هذه المقاومة تحمل الكثير من الأشكال وتتوفر لها الكثير من الميادين والساحات على طول مساحات الوطن, والتي تتمثل في استمرار بناء جدار الفصل العنصري وتوسيع المستوطنات والاعتداءات اليومية من قبل الاحتلال والمستوطنين على الممتلكات والأراضي دون مواجهة حقيقية من الممكن أن تفضح هذه الممارسات أمام المجتمع الدولي وأمام المؤسسات الدولية التي تعنى بالعدالة وحقوق الإنسان. وأخيرا نتمنى أن يحمل العام 2012م عام المصالحة الوطنية التي تتوافق على برنامج يتبنى خيار المقاومة الشعبية التي من الممكن أن تنتزع الحقوق وتضمن الاستمرار في النضال حتى نيل هذه الحقوق ويا رضا الله ورضا الوالدين.