خيط رفيع بين الحياء وقلته , وبين الادب وسء الادب – لا يمكن تبينه بالعين المجردة ولكن الرؤيا تعتمد علي الحس والضمير والاداب العامه والقيم والاخلاق – هذا منظورى الي هذا الخيط الرفيع , وهو حد فاصل بين الحق والباطل . وهذا الخيط الرفيع يضعنا دائما وابدا امام اشكالية الصمت المطبق – او الصراخ والاستغاثه واللهفه علي اثبات الحق , صراع عنيف يدور بداخل الانسان الذى عرف للكملة قيمة ومعني وتعتبر من اهم ادواته في هذا العصر لتخرج الكلمة لتصيب الهدف حتي وان جرحت من يحاول الالتفاف عليها او الخروج علي المجتمع بما يشينه او يسيء اليه . لكن دائما وابدا ايضا تجد من يدفعك الي الكتابه في الوقت التي تحاول الا تقحم نفسك في مجادلات كلامية , وعندما تجد من يحزفك وتستفزك كلماته المخالفه والمجافيه للحقيقة بصبح عليك ان تكون شجاعا مع التزامكبأدب الحوار والمخاطبة بقدر علمك وفهمك لما يستفزك وموضوع هذا الاستفزاز . وما يجعلك اكثر ترددا في الجدال عندما تعتقد بان المتحدث علي علم وفقه لموضوعه الذى يطرحه , والانسان المؤمن كيس فطن وعليه ان يبتعد عن المشاحنات التي تفرق ولا تجمع , وتخشي ان تهاجم ممن اطلقوا علي انفسهم شيوخا في الدين – خشية ان تغضب حبيبك المصطفي عليه الصلاة والسلام لقولة " العلماء ورثة الانبياء " لكن اتضح بانه ليس كل من لبس العمامه شيخ وليس من اطلق لحيته علي فقه وعلي علم بالدين الذى انزله الله - بل يناقش الامر بما وصل اليه مفهومة هو وليس بما انزله الوحي . وعندما يخرج علينا احدهم بقول غير /الوف وستفز المشاعر استوجب الامر هنا ان نقول له بكل ادب وحياء قف مكانك , فما تقوله خرج عن جادة الصواب والحق . بل ليس فينا خير ان لم نقلها وليس فيهم خير ان لم يسمعوها – هكذا تعلمنا من امير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. فعندما يخرج علينا شيخ من الخطباء الذين ينتمون الي المذهب السلفي قائلا " بأنه اذا نجح احد هم فمعني ذلك بان الله رضي عنه , ومن لم يناله الشرف ورسب في الانتخابات فالله غاضب عليه " اقولها بلفظ مؤدب لان كتباتها كما جاءت قد تؤذى الاخرين . لذلك اقول له قف مكانك ياشيخنا ولا تفسر ما تريد حسب هواك وفقهك الغريب والمخاللف للشريعه والدين , فكم من الانتخابات تمت في بلاد كافرة كما تحبون ان تطلقون عليها , فهل معني ذلك ان الله سبحانه وتعالي رضي عن هؤلاء الكافرين حسب قولكم وتوصيفكم لهم . ياسيدى كان يمكن الاستناد الي قوله تعالي " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " وذلك للتخفيف عمن لم ينال حظة في هذه الانتخابات , وكان يمكن ان تقول له كما قال الله تعالي "في سورة البقرة الايه 155'{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} هنا كان الامر يختلف بين مقارنة من فاز بمرضاة الله ومن خسر الانتخابات فقد غضب الله عليه . يقول عليه الصلاة والسلام " بشروا ولا تنفروا " هكذا اجد من حديثي يتوافق مع منهجدي وتفكيرى واستقامته . وليرحم الفقهاء والشيوخ عقول البسطاء واللعب علي مشاعر دينية يؤذيها عدم الفهم والوعي حتي لا نخلق جيلا يكون مسخا مبرمجا دون وعي وتفكير متفقين علي كلمة هكذا قال شيخنا , ولا يقولون هكذا فهمنا من اسلامنا . والعجب كل العجاب لمن يخرج علينا مؤثمنا في انه لم يعطي صوته الي السلفيين كتارك الصلاة والصوم – معلوم بانه عنتد الفقهاء تارك الاسلام كافر كما جاء في حديث لرسول الله صلي الله عليه وسلم فاخلط بين شريعة الله وشريعته هو . سامي عبد الجيد احمد فرج