عادل عبدالستار العيلة تحدثنا فى مقال سابق عن الصمت الزوجى ، اسبابه وكيف يكون الحل ، واليوم وتكملة لتلك السلسله من المقالات المعنيه بالاسرة والحياة الزوجية نتحدث عن المهارات الزوجية ولكن وقبل أن نوضح تلك المهارات هناك مفهوم مهم يجب الاشارة اليه والوقوف عليه اولاً وكما اشار اليه الطب النفسى وهو مفهوم " الاحترام " قبل الحب فقد يعجز الزوجان عن الوصول لدرجة الحب لسبب أو لآخر وقد تستمر الحياة الزوجية لاعتبارات مٌعينة رغم فقدان الحب ولذلك حينها ننتقل إلى القاعدة الأوسع وهي علاقة الإحترام , وإذا كان الحب مشاعر لا نملك التحكم فيها , فإن الإحترام سلوك عملي نستطيع أن نمارسه , وهذا الإحترام يتبعه شيء آخر مهم وهو الواجب , أي أن يقوم كل طرف بواجباته نحو الطرف الآخر ووجد أن الزيجات التي تٌبنى على مستوى الحب والسعادة لا تتعدى 20% في كثير من الشعوب , ومع هذا تستمر بقية الزيجات على مستويات أخرى أولها مستوى الإحترام والواجب , يليه مستوى التوافق , يليه مستوى الاتفاق , وأخيرا مستوى الإضطرار ، وقد صدق سيدنا عمر بن الخطاب حين جائه رجل يقول له : أريد أن أطلق زوجتي ... قال له عمر رضي الله عنه : ولم ؟ ... قال الرجل : لأني لا أحبها , فضربه عمر بالدرة وقال : وهل لا تبنى البيوت إلا على الحب ؟!!! اما عن المهارات الزوجية فنذكر بعضها هنا فى هذا المقال ولعل القارئ الكريم اذا اراد معرفتها كامله يرجع الى مصادرها والكتب التى تتحدث عن هذا الامر بكثير من التفاصيل فلا يسع سطور المقال الا الى الاشارة الى بعضها فقط ونقول : اولا : مهارة الاستماع ... تعتبر مهارة الاستماع من اهم المهارات التى يجب على الزوجين أن يتقناها ، فالمستمع الجيد يعرف مشاعر ومشاكل الاخر بشكل كبير وهو اقدر على مساعدته ، لذلك رسالتى لكل زوجين ...راجعا علاقتكما ببعضكما البعض هل أنتما مستمعان جيدان ام لا ؟؟ ايها الازواج جميعا رغم أنها تبدو امور بسيطة ولكنها غايه فى الاهمية فكثير هى تلك الامور البسيطة ولكن دائما دونها أهوال ثانياً : مهارة التغاضى .... فيرى الطب النفسى أن من أسس العلاقات الزوجية الناجحه مبدأ ( التغاضى ) وعدم المحاسبه على كل شئ ، فلا داعى أن تُعاتب على كل التفاصيل والامور البسيطة فالتغافل مطلوب فى بعض الاحيان ثالثاً : الاستبصار بعيب شريك الحياة .. وحينها استطيع أن اتفهم هذا العيب واتعايش معه دون الاصتدام. ، فالزوج مثلا ربما كان إنطوائيا غير إجتماعى فعلى الزوجه أن تتفهم هذا ولا تعتبر عدم ذهابه معها هنا وهناك أن هذا قصور منه او عدم إهتمام ولكن هذه طبيعته وهو من داخله يحمل لها كل الحب والتقدير والرعاية رابعاً : معرفة طريقة تجديف زوجى او زوجتى فى المركب الذى نسيره سويا وهى الحياة الاسرية والزوجية ، وحينها ايضاً لا يحدث اصتدام او اختلاف فى طريقة إدارة الحياة الاسرية فيجب أن يحرص الزوج والزوجة على أن تكون الحياة الزوجية تكاملية وليست تنافسية خامساً : رسم وإيضاح العلاقة المالية بين الزوجين... على الزوجة أن تحرص على أن يكون هذا الامر واضح لها ولزوجها منذ اللحظة الاولى ، حتى لا تحدث خلافات فى المستقبل ...فهى تخبره بانها ستساعده او انها لم تساعدة حتى تنشأ العلاقة الزوجية من البداية على مبدأ معروف للطرفين ،فربما أوقعها القدر فى زوج ينتمى الى الشخصية الاعتمادية فيستنزفها دون إرادتها سادساً : الحرص على إعطاء الزوج مساحة لمفهوم حياة العزوبية ....بمعنى إنه على الزوجة أن تحرص على عدم تضيق الخناق حول الزوج بل تسمح له بالخروج مثلا مع الاصدقاء وهكذا ، وعلى الزوج ايضا أن لا يبالغ فى هذا الامر، فيمكن أن نقول اسمحى له بالعزوبية المٌباحة بدلا من أن يصل الى العزوبية المحرمة نتيجة خناقك عليه سابعا : مثلث بربمودا العائلى...( كما أسماه استاذنا الدكتور محمد المهدى استاذ الطب النفسى فعرفه وقال إنه ( الزوج والزوجة و أم الزوج ) حيث وجد أن اكثر المشكلات هى بين الزوجة و أم الزوج وبعض الأزواج قد يتصرف بطريقة تزيد النار اشتعالا بين أمه وزوجته ,فينقل انتقادات أمه لزوجته , وينقل سخرية زوجته لامه ، أما الزوج العاقل الناضج فهو رمانة الميزان في هذه العلاقة الثلاثية وهو يضبط إيقاع تلك العلاقة المسكونة بالشحنات الوجدانية المتناقضة ويعمل كرسول سلام بين الطرفين ويراعي التوازن بين احتياجات الأم وبين حقوق الزوجة ثامناً : فهم البنية النفسية لكلا الطرفين.... ف على الزوج مثلا أن يتفهم سيكلوجية زوجته أثناء الحمل او النفاس فلا يتهمها بالتقصير مثلا او أن حبها قد قل له وهكذا ولكن عليه أن يتعلم ويفهم إنها تمر بظروف نفسية غاية فى الخصوصية فى تلك الاوقات وهكذا ، وعلى الزوجة ايضا أن تتفهم البنية النفسية للرجل فمثلا عليها أن تعطية نصف ساعه بعد رجوعه من عمله لا تكلمه فى شئ فالرجل كما ذكرنا من قبل وكما اشار الطب النفسى الى هذا فقال ... أن الرجل لا يستطيع الإنتقال من مهمة لاخرى بسرعة كما تفعل المرأة , بل يحتاج لبعض الوقت ليخرج من غرفة إلى غرفة أخرى ,لان مخه يعمل كالغرف المنفصله وليس كالشبكة المتصلة كما هو الحال بالنسبه للمراه تاسعاً : طريقة التعبير عن الحب .... و سوف نجعل لها مقال مستقل فى المستقبل ولكن الان نشير الى انه ربما أختلفت طريقة التعبير عن الحب عند كلا الزوجين فالرجل مثلا فى الغالب يعتبر ان اهتمامه بزوجته وشئون بيته وابنائه واحترامه لها ولاهلها إنما هو اسمى الطرق لتعبير عن الحب دون الحاجة الى كلمات الحب المعروفه بين العاشقين ، أما المراه فى الغالب تحتاج الى أن تسمع بعض العبارات الرقيقه التى تلمس وجدانها وتٌلهب مشاعرها ...لذلك على الزوجين أن يتفهموا هذا ويحاولوا الاقتراب فيما بينهم فى تلك النقطة عاشرا واخيراً : اقول ما يلخص كل ما ذكرته أن القاعدة الذهبية التى يجب ان تحكم العلاقه الزوجية هى .... الاحسان فى الرضا ... والغفران فى الغضب حفظ الله اسرنا وبيوتنا .....حفظ الله مصر بقلم / عادل عبدالستار ...ممرض بالطب النفسى ...2017/7/21