معظم النخبة والمبدعين والمثقفين يسعوا بكل جهد إلى تدمير تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا التي يتحدث عنهم العالم ، والحرية تم فهمها بشكل خاطئ وجعلت الحكومة تسمح بكل المهازل تحت هذا المسمى المطاطي وأيضاً تحت مسمى الإبداع ، سما المصري تُعلن عن برنامج ديني سوف تقدمه في شهر الصيام ، سما مثلها مثل الكثير غيرها ، مجرد أداة لتدمير البلد وعقول الشباب والأجيال القادمة وتدمير الثقافة المصرية ، هناك مليون سما ومليون فيفي ومليون ميزو ومليون مرتضى ومليون عكاشة ومليون شعبان ولا نعلم أين رأس الأفعى ؟ ولا أين الرقابة ؟ ولا أين الأزهر ؟ لا أحد يحافظ على تاريخ هذا البلد ولا أحد يعرف قيمته ولا أحد يقرأ ، سمعت أكثر من سعودي وأكثر من كويتي وأكثر من عربي وأكثر من أجنبي يتحدثون عن عظمة وجمال هذا البلد بالمعلومات والتاريخ والمواقف بشكل لا يقدر عليه الكثير من المصريين بكل حصره ، سعيد لهذه الظاهرة وحزين في نفس الوقت ، سعيد أن الغريب يعلم تاريخ مصر وحزين من أبناء مصر الذين لا يقفون عند حد الجهل فقط ، بل يعملون على تدمير تلك الصورة المشرفة ، أعجبتني مقولة من مفكر سعودي لابد أن أرددها الآن هنا " اللص ليس من يسرق المجتمع بل اللص الحقيقي هو من يُورث لبنية أقل ما ورث عن أبيه " ونحن ورثنا تاريخ عن الأجداد مشرف ومنارة للعالم بأكمله واليوم ماذا نورث أبنائنا ؟ هل نورثهم فكر سما المصري وأمثالها ، ماذا قدمنا نحن للتاريخ نحن مجرد ورثه نعيش على الماضي ولا حاضر لنا ولا مستقبل لأبنائنا ، الدين أصبح سبوبة والتعليم سبوبة والصحة سبوبة والشعب غارق في البحث عن أمبوبة ، كتب الأستاذ مأمون الشناوي مقال قصير جداً يُعادل مكتبة كاملة بعنوان " بركاتك يا طاهرة " وضع يده على جرح لا يقدره إلا أمثاله المثقفين المحبين للوطن ، ولكن بكل أسف مازلنا واقفين متفرجين على المشهد ولا نملك دون الكلمة شيء ، والكلمة صبحت بكل حزن لا تفيد مع هؤلاء لأنهم بلا شك يملكون قدر هائل من الجهل وقلة الضمير ، لا حل نقدمه ولا نملك إلا الكلمة ولعنة كل إبداع رخيص ينقص من قيمة مصر والمصريين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل ولي أمر في يده التصدي لتلك المهازل ووقف حارس لمنصبه دون غيره وعلى رأسهم أصحاب العمم الذين لا يستحقون شرفها .