محمد سامي ندا الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :- معكم فى هذه السطور بإذن الله مع حديث من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن كان الخطاب فيه لأهل المدينة إلا أنه يراد به الأمة الإسلامية جمعاء لنعلم سبب ما نحن فيه من مصائب وأكدار .. ونص هذا الحديث : عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أقبل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: " يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله بأن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله يتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم" (رواه ابن ماجة) ورد فى هذا الحديث خمسة أشياء ينبغي على المسلمين أن يجتنبوها، وينبغي عليهم أن يتدبروها ليعلموا مواطن الداء الموجود في أمة الإسلام ليعرفوا لماذا أمة الإسلام الآن ذليلة عند الكفار، ولماذا أذل الكفار المسلمين في كل مكان فالعيب من أنفسهم: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ" [الشورى:30]. فالمرء بما كسبت يداه يبتليه الله -سبحانه وتعالى- بما يستحق من عقوبة عاجلة أو آجلة. 1) لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها ويظهروها إلا و يبتليهم الله سبحانه وتعالى بالأمراض التي لم تكن على بالهم فيأتيهم الطاعون وفيروسات الكبد الوبائى وغيرها ولا يزال الأمر على ذلك طالما الإنسان يعارض الله -سبحانه وتعالى- ويحاربه ، وإذا نزل البلاء فإنه يعم ولا يخص، فتجد إنساناً مريضاً قد ينقل المرض إلى غيره فيأتي البلاء على هؤلاء جميعاً، قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25]، فلن يأتي البلاء على الظالم فقط وإنما على الجميع. 2)لم ينقصوا ويغشوا فى الكيل والوزن إلا ابتلاهم الله بالقحط، فيمنع الله عز وجل عنهم المطر، وإذا أنبتت الأرض فإن الله يبتليهم بالأوبئة التي تضيع الزروع ، فهنا يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هؤلاء الظلمة يستحقون أن يؤخذوا بالسنين وشدة المؤنة أي: أن الحياة تصير شديدة عليهم ، والأسعار تغلى على مثل هؤلاء الناس بسبب أعمالهم ، ويصبح كل منهم يقول: ليس عندي كذا بسبب الغلاء .. ويسلط الله عليهم الحاكم الذي يجور عليهم ، ويكلفهم ما لا قدرة لهم عليه. فمن يطالب بالتغيير عليه أن يبدأ بتغيير نفسه أولاً قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، فغير ما في قلبك من غش وخداع وطمع وجشع ومن حسد للناس على ما آتاهم الله عز وجل من فضله. 3) إذا منع الناس الزكاة ولم يخرجوها وتحايلوا عليها فالله يمنع عنهم المطر، ولكن برحمته سبحانه يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولولا البهائم لم يمطروا) أى لولا وجود البهائم ما نزل عليهم المطر من السماء؛ لأنهم لا يستحقونه. 4)لم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم أعداءاً من من غير المسلمين يتسلطون فيأخذون بلاد المسلمين مثلما أخذوا العراق وفلسطين. 5)إذا تركوا القرآن وتركوا السنة وصاروا يحكمون بغير ما فرضه الله ، وبغير ما أنزل الله جعل الله بعضهم أعداء لبعض ؛ لأنه صار أمرهم على الدنيا فنزع من قلوبهم الخير ، وحلت عليهم عقوبة رب العالمين سبحانه. نسأل الله العفو والعافية ، وأن يهدي المسلمين في كل مكان ، وأن ينصر المستضعفين من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .