تنتشر بين العامة أمثال شعبية ومعتقدات وأفعال وأقوال تختلف مع شرع الله وتتصادم مع كلام الله عزّ وجلّ وكلام رسوله ?، مما جعل البعض يرددها كثيرًا ويضربون بها الأمثال ويعتقدون بما فيها على الرغم من مخالفتها للعقيدة الصحيحة ولأحكام الإسلام. وفى هذا المجال سنستعرض بعضًا من تلك الأمثلة والمعتقدات والأقوال الضالة ونبين خطأها ونذكر الصحيح المقابل لها. 1- (اسم النبى حارسه وصاينه) دائما نقول هذا المثل للأطفال وهذا المثل خاطئ لأن اسم النبى لا يحرص فالذى يحرصك ويحرص الطفل ويحرص النبى هو الله سبحانه وتعالى فإن اسم النبى ? لا يصون ولا يحفظ ولا يحرس وإنما الحافظ وخير الحافظين هو الله (وربك على كل شىء حفيظ)، عبارةٌ تتكرر على ألسنة عوام الناس، والنساء منهم خاصة، ويقصد بها أن اسم النبى صلى الله عليه وآله وسلم يحفظ الطفل ويحرسه، وهذا اعتقادٌ باطلٌ، يمسُّ توحيد الشخص حيث إن فيه إنزال خصيصة من خصائص الله وهى الحفظ والصون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا من الشرك بالله عزّ وجلّ، حيث إنه هو الحافظ وحده، فلا يملك الحفظ والصيانة ودفع الضرّ إلا هو سبحانه وحده لا شريك له. وفيه تأليهٌ للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وغلوٌ فيه، فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لا يملك جلب خيرٍ ولا دفع ضرٍّ، وقد أمره الله تعالى أن يُذكر بهذا ويقول به، حيث قال تعالى:- " قل إنى لا أملك لكم ضرًا ولا رشدًا"، وقال:- "قل لا أملك لنفسى ضرًا ولا نفعًا إلا ما شاء الله". وتعظيم النبى ? يكون بإتباع أوامره وهديه وسنّتهِ واجتناب ما نهى عنه وحذر منه، لا بالتحدث بالخرافات ولا بالغلو فيه كما فعلت النصارى مع عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، ونهانا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال:- "لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فأنا عبد الله ورسوله. 2 – (لابيرحم ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل) هذا أفك عظيم فرحمة الله لا يستطيع أحد دفعها المقصود بكلمة ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل أنه تسبب بمعاصيه فى انقطاع البركة والرحمة عنه وعن أهله أو مجتمعه.... ومعلوم من الدين أن وجود المعاصى والعاصين بكثرة فى المجتمعات يتسبب فى انقطاع النصر والرزق والبركة وفى عدم استجابة الدعاء... وكل هذا تشمله كلمة الرحمة. عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم الناس : لا يرحمه الله) متفق عليه..وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال:- (أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:- يا معشر المهاجرين! خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله بأن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما فى أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله يتخيرون فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) حسنه الألبانى فى الصحيحين.. وهذا المثل ينطبق على حكامنا الذين نقضوا عهد الله وعهد رسوله وحكموا بغير ما أنزل الله.