الدكتو رمضان حسين الشيخ إن الإنسان منا يعيش في هذه الحياة : يتعلم ، يتدرب ، يحاول ، يشاهد ، يتأمل ، يجرب ، ينجح ، يخفق ، يفرح ، يحزن ، ويتمنى الأفضل، وخير العيش ما كان لله وطلباً لرضوانه وجنته.. لأننا في حياتنا نمرّ بمختلف الظروف والعقبات، وفي كلّ يوم نتعلم دروس وعظات تكون لنا عبرة على مرّ الزمن، فنكتسب العلم والحكمة من فنون تعاملنا في الحياة، أنني أبعث إليكم كل ما تعلمته من دروس محملاً بكل ورود الحب والاحترام، داعياً الله عزوجل أن يجد كل من يقرأ مقالتي المتواضعة هذه ما يفيده. تعلمت في هذا العام.. أن الطاقة هي مصدر الحركة، وطاقة الإنسان تنبع من روحه، والروح تتغذي علي الحب والإيمان؛ لذلك أنا في حالة حب مستمر تجاه كل ما يمر بي من أشخاص أو أحداث، وإيماني بأي شيء نابع من أعماق قلبي فقط. تعلمت في هذا العام.. أن الإنسان منا يفشل ويسقط لسببين: أما أنه يحمل أفكار غير صحيحة (أفكار ضارة) وأما أن عضلاته ضعيفة، وفي الغالب يجتمع السببين مع بعضها ( أفكار فاسدة + عضلات ضعيفة = سقوط الإنسان)، وعندما يسقط الإنسان يجب عليه لكي يتعلم حقاً من فشله وسقوطه لابد أن يفعل شيئين: 1- يبحث عن الأفكار الفاسدة ويدمرها لأنها فيروسات. 2- يبحث عن الأفكار والمعلومات الصالحة المفيدة.. أفكار تمنحه القوة، ليقوي بها عضلاته . تعلمت في هذا العام.. أن جمال الحياة في تدرجها وأن الأرقام تبدأ من الصفر وأن الإنسان يولد طفلاً لا يقرأ ولا يتكلم ولا يكتب.. فلا تستبق الأحداث ولا تطلب شيئاً قبل أوانه وخذ الأشياء واحداً واحداً والأكل لقمة لقمة فما هو مكتوب لك سيصلك وما هو غير مكتوب لك فلن يصلك أبدا مهما عملت.. (من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه)، تكن سعيدا ومنبسطاً طول حياتك. تعلمت في هذا العام.. أن لا تتوقع حياة سهلة ومريحة، وجمال الحياة في المخاطر التي تضع نفسك فيها عندما تتبع قلبك.. جمال الحياة في الصعوبات التي تواجهك وتستطيع أن تتغلب عليها؛ أي تفشل وتنجح وتتفوق وتتميز، والحياة السهلة تبعث علي الاكتئاب، والحياة المريحة هي مملة، والحياة في منطقة الراحة وتحت سلطة الرضي المجتمعي هي الموت البطيء في أسمى معانيه. تعلمت في هذا العام.. أن أقدر ظروف الناس وألتمس لهم الأعذار، فالناس في لحظات ضعفهم ويأسهم وقلقهم يكونون علي غير طبيعتهم، علي غير عادتهم . تعلمت في هذا العام.. أن أقبل فوراً من جاء يعتذر عن خطئه في حقي. أسوأ الناس من يرفض قبول اعتذار الناس، ومن الرحمة والحكمة : أن لا تضع أي إنسان في موقف حرج، فالله يقبل ويغفر لمن اخطأ في حقه. تعلمت في هذا العام.. أن أتحدث عن إيجابيات ومميزات أي إنسان، وأن أظهرها له وللآخرين ، وبذلك أكسب قلبه للأبد. تعلمت في هذا العام.. كن في مكان الآخر إذا أردت أن تعرف شيء ما أو أن تعرف شعوره أو أن تعرف أمنياته (كن مكان الأم التي فقدت ابنها لتعرف مقدار الألم، وكن في مكان المريض لتعرف مقدار النعمة ، وكن في مكان الإنسان لحظة نجاحه لتعرف مقدار الفرحة والسعادة ). تعلمت في هذا العام.. عامل الناس كما يفهمون واطلب منهم ما يقدرون ويستطيعون، تحصل على ما تريد وتجعلهم سعداء فيما يقدمون. تعلمت في هذا العام.. أن لا أتحدث عن سلبيات أو عيوب أي إنسان، وأن أغمض عيني عن عوراتهم، وأن أستر عيوبهم وأنظر لهم بعيون قلبي.. لأني مثلهم أحتاج من يغمض عينه عن عوراتي ويراني جميلاً . تعلمت في هذا العام.. أن الشمس مصدر الضوء والدفء في الشتاء ومصدر الحرارة الشديدة الخانقة في الصيف وأن الاقتراب منها مستحيل، فحافظ على التوازن داخل نفسك ولا تحمل الشر بداخلك فيبتعد عنك الآخرون وكن لهم ضوءا ودفء ينير حياتهم ولا تقترب من حياة الآخرين بشكل يزعجهم . تعلمت في هذا العام.. أن لا أخجل من ماضي حياتي وأيامي البسيطة فمن قسمها لي الله ولست أنا من اختارها ولهذا سعيت واجتهدت وهذه سُنّة الحياة فالجمود يجعلك تقف مكانك والتغيير هو الثابت الوحيد فغيّر حياتك تسعد أيامك. تعلمت في هذا العام.. أن الأخيار أكثر من الأشرار، وأن الطيبين أكثر من السيئين؛ لذلك فأنا أفترض الخير في أي إنسان إلي أن يثبت العكس وليس العكس. تعلمت في هذا العام.. أن العلاقة مع إنسان آخر تحتاج إلي رعاية، إلي ماء وغذاء وهواء، لابد أن تبذل مجهوداً لتحافظ علي أي علاقة إنسانية يهمك استمرارها . تعلمت في هذا العام.. أن السماء تحمل الخير الوفير وتحمل أمطار ثقال تسقي الأرض وتنبت الحب ولا تنتظر المقابل فكن سبباً لمساعدة الآخرين على الصعود ولا تنتظر المقابل، كن سبباً في نماء الارض ولا تكن مجرد آكل من خيراتها . تعلمت في هذا العام.. أن الناس قد ينسون ما قلت لهم ، لكنهم مطلقاً لا ينسون الطريقة التي حدثتهم بها، والمشاعر التي شعروا تجاهي حينها . تعلمت في هذا العام.. أن أنظر حولي جيدًا قبل أن أقرر أنني لست بخير! فمهما بلغني من الهم يبقى هناك من يملكون أقل منّا ويعانون، لكنهم مع ذلك يبتسمون وقلوبهم تردد الحمد لله.. النعمة أن تعرف أنت كم هو فضل الله عليك وكرمه. تعلمت في هذا العام.. أن لا أخسر إنساناً، وأن أحاول أن أبقي علي العلاقة بقدر المستطاع.. من السهل جداً أن تفقد إنساناً ، فهذا لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة.. أما بناء الثقة فيستغرق وقتاً طويلاً . تعلمت في هذا العام.. أن أساعد أي إنسان أشعر بأنه في حالة ضعف أو احتياج، ولن يكرهك إلا من ضغطت علي مناطق ألمه، فكن لطيفاً علي قلوب الناس. تعلمت في هذا العام.. أن أكذب في حالة واحدة ، وهي إصلاح العلاقة بين اثنين فأنقل لكل واحد منهما كلاماً طيباً عن الآخر، وفي حالة شعوري بأن العلاقة فاشلة أحثهم علي إنهاء العلاقة بكل احترام ورقي، ويخرجون من العلاقة وهم يحملون الحب لبعضهم وليس الكره ! ( تعلمت في هذا العام.. أن حياتي ليست بالضرورة جميلة دائمًا! وأن الطريق لن يكون معبدًا في كل مرة أسير عليه، وأن كل منّا تواجهه كثير من الأمور التي تعيق سيره وسعادته، لكن اختلاف تعاملنا مع أحوالنا يؤثر بشدة على النتائج المحتملة. تعلمت في هذا العام.. أن الله ينجي الإنسان في الحياة ويلطف به بفضل دعاء الوالدين، وبفضل الحرص علي صلة الرحم، وأن الإخلاص واليقين هو السر الأعظم للنجاح. تعلمت في هذا العام.. أن أكون تلميذاً يتعلم طوال حياته، وأطور ذاتي باستمرار؛ لكي أعيش الحياة التي أريدها لا الحياة التي يريد المجتمع أن يفرضها علي أتباعه ! تعلمت في هذا العام.. إن لم تتغير ستقوم الحياة بتكسير قلبك وعظامك إلي أن تستفيق وتدرك أهمية التغيير.. فالتغيير من أجمل نعم الله علي الإنسان في الحياة، وبدون التغيير ستشعر بالملل والاكتئاب والحزن. تعلمت في هذا العام.. أن الحياة تحمل الكثير من الاشياء التي مازلت اجهلها وقد تعلمت منها الكثير فاعلم جيداً انك لو احسست أنك تعلم كل شئ فأنك تجهل أهم اساسيات الحياة. عزيزي القارئ.. إن الإنسان منا هو من يصنع السعادة في نفسه، نحن نحب الورد رغم أشواكه وهذه هي الحياة، نحن من نلوّن الحياة فالحياة جميلة لا ينقصها إلا القليل من الأمل لتزهو به.. وأخيراً لنعلم بأن السعادة شعور ينبع بداخل الشخص ولو كان لا يملك قوت يومه فلنزرع السعادة في نفوسنا ونلون حياتنا بألوان الفرح. يارب أنت أعلم بعبدك وحاله وأحواله فادخل على قلبي نجاح يسعدني واقسم لي الخير والبركة في عملي وعلمي وبارك لي في زوجتي وابنتي ريتال وأحفظ لي أمي واشفها واخي واختي وارحم والدي واسكنه جناتك يارب العالمين. الدكتور / رمضان حسين الشيخ متحدث تحفيزي وموجه شخصي ومهني باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة الخبير الدولي في التطوير المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي مصمم منهج فرسان التميز لتغيير فكر قادة المؤسسات [email protected]