«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عميرة ايسر يكتب : جبهة البوليساريو كفاح شرعي في وجه استعمار غاشم
نشر في شباب مصر يوم 01 - 11 - 2016


عميرة ايسر
-قبل أن تتأسس جبهة البوليساريو والتي تعني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب,كانت الأمم المتحدة منذ 1963فيما بعد تدرس قضية الصحراء الغربية وتوصلت في اجتماعها إلي تصنيفها كقضية تصفية استعمار ولا تقبل حلا أخر,غير الاعتراف الدولي وذلك لكي يكون للشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره بيده,ومنذ سنة1976وجبهة البوليساريو كحركة تحرير معلنة سنة 1973 وهي التي تقود الشعب الصحراوي في ظل دولتها وذلك في إطار الظروف الدولية والإقليمية المعقدة سياسيا واقتصاديا.
-وفي ذلك الوقت كان العالم مقسما إلي معسكرين تدور بينهما رحى حرب باردة غير معلنة وتعتبر جبهة البوليساريو أخر حركات التحرر الوطني في العالم التي تقاتل استعمارا من دولة عربية شقيقة للأسف الشديد.
-فالصحراء الغربية التي قاوم شعبها البرتغاليين والأسبان والانجليز وغيرهم من الغزاة وحتى في عهود دولة المرابطين والموحدين الذين أسسوا دولا كبري في مناطق المغرب العربي ولا زالت إلى يومنا هذا, وتعتبر جبهة البوليساريو امتدادا طبيعيا لشعب حر وقع اتفاقا لوقف القتال مع الاستعمار الاسباني سنة 1934من دون أن يسلم أسلحته للاستعمار,فتاريخ هذه الدولة العربية الإفريقية الصحراوية لم يعرف يوما استعمارا واحدا بل كانت دائما محتلة من طرف دول عدة في وقت واحد إذ عرفت الغزو البرتغالي والاسباني أيام الاستكشافات الجغرافية ومع اسبانيا وفرنسا أيام الاستعمار, وأخيرا وليس أخرا مع المغرب وموريتانيا وفرنسا أيام الاحتلال الأخير, فالمقاومة الشعبية في هذا البلد التي توقفت سنة 1936ولكن سرعان ما اشتعلت مجددا سنة1957واجهضت بفعل تحالف فرنسي اسباني مغربي,وفي سنة1964صدر أول قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالصحراء الغربية يوم 16اكتوبر 1964تبعه قرار ثان سنة1965ويحمل قرار رقم 2072واهم ما جاء فيه,الموافقة علي دراسة الوضع في الصحراء الغربية,لتمكن من تطبيق القرار رقم 1415الخاص بمنح الشعوب المستعمرة الحق في تقرير المصير فيما كانت الصحراء الغربية لا تزال ترزح تحت الاستعمار الاسباني وفي سنة 1966اصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الاممي رقم 2229وفيه أكدت علي الحق الغير قابل لتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير طبقا لقرار الاممى رقم 1415وفيه دعت القوي الاستعمارية إلي توفير الظروف الملائمة لتنظيم استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة تسمح لسكان فيها بتقرير مصيرهم كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة وقتها ببعثة لتقصي الحقائق في الإقليم لتقييم الوضع والاتفاق على كيفية تنظيم الاستفتاء ,وفي سنة 1967-1968اعادت الجمعية العامة التأكيد في قرارين متتالين علي حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ولامت اسبانيا علي تأخرها في إجراء الاستفتاء الذي أوصت به الأمم المتحدة سنة 1966.
-وتماطل اسبانيا في تنفيذ قراراتها جعل الصحراويين يؤسسون جبهة البوليساريو وهذا ردا علي أحلام اسبانيا في إعلان الصحراء الغربية كمقاطعة من وراء البحر في مدريد وخرجت من السرية إلي العلنية وخرجت مظاهرات عارمة بتاريخ 17يونيو سنة1970,وقامت اسبانيا بقمعها بكافة الوسائل والسبل وفي بيانها التأسيسي تحدد البوليساريو ملامحها إذ جاء في أهدافها ما يلي .إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطرا علي شعبنا العربي الأبي ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزيق والفصل عن الأمة العربية والمغرب العربي وإزاء كل الأساليب السلمية سواء التي قامت بها حركات العفوية أو المنظمة,تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كتعبير جماهيري وحيد متخذة من أساليب الكفاح المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلي الحرية الكاملة من ربق الاستعمار الاسباني وضرب مؤامراته ,وكان من ضمن أهدافها طرد الاستعمار الاسباني وإبطال مفعول المؤامرات المغربية الموريتانية التي كانت تتربص بها من جهة أخري,مستغلين ظروف تواجدهم أي أبناء الصحراء الغربية في بلدان الشتات وعدم وجود تنظيم يقودهم سياسيا وهذا ما أشارت إليه في بيانها التأسيسي كذلك ومما جاء فيه كذلك بان لا احد من الدول المجاورة ولا حتى اسبانيا نفسها كانت تظن انه يمكن تأسيس حركة تحرير في الصحراء الغربية فبالإضافة إلي أن التأسيس كان سريا إلي أقصي درجة فان مؤسسي الجبهة لم يكن لهم أي اتصال مسبق بجهة أو دولة فالمغرب وموريتانيا كانت تحيكان المؤامرات ضدها,والجزائر كانت معزولة والحدود معها مغلقة بالجيش الاسباني .
-وبالعودة إلي السياق التاريخي لقضية الصحراء الغربية فان اسبانيا كانت مرتاحة للاستفتاء الذي جري سنة 1975لانها ستكون متواجدة فيه رغم تأكيدات الأمم المتحدة بان السكان الأصليين هم فقط من يحق لهم التصويت,من ذلك الوقت تحولت المعركة بين جبهة البوليساريو والمغرب واسبانيا واتجه الجميع إلي الميدان لكسب الصراع قبل أوانه .
-ولكن جبهة البوليساريو كانت قد أقرت بعد مؤتمرها الثاني المنعقد في أوت سنة1974 وأكدت علي انتهاج سياسة اكتساح الميدان وذلك لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الصحراويين في المدن والقرى وفتح عيونهم علي الواقع الخطير ولإضعاف الجبهة أسست اسبانيا حزب الوحدة الوطني الصحراوي وأسس المغرب حركة الرجال الزرق ودعمت اسبانيا كذلك جماعة الشيوخ التي اعتبرتها الممثل الوحيد للشعب الصحراوي وبتاريخ 12اكتوبر 1975حدث تجمع كبير في بنتيلي كان هدفه توحيد كلمة الشعب الصحراوي وقد انضمت هذه الجماعة أي جماعة الشيوخ إلي جبهة البوليساريو بتاريخ 28نوفمبر سنة1975وبعدما أحست جماعة الشيوخ بان اسبانيا تخونهم سرا,وبالتالي أصبحت جبهة البوليساريو الممثل الوحيد للشعب الصحراوي واختفت جماعة الشيوخ وحركة الرجال الزرق المغربية ,وفي سنة 1975حدثت عملية تأمر كبيرة علي حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره إذ اتفق كل من المغرب وموريتانيا واسبانيا علي تقسيم الصحراء الغربية في مؤتمر مدريد ودون مراعاة القانون الدولي وتم توقيع الاتفاق يوم 14نوفمبر 1975وبعد 25يوما أصدرت الأمم المتحدة قرارا مثيرا للجدل بتاريخ 10ديسمبر 1975يتكون من شطرين وهما A-B احدهما معقول وهوA الذي اعتبر اتفاق مدريد غير شرعي ورغم أن هذا القرار مشكوك في شقه الثاني B إلا أن النتيجة التي يتفق عليها في شقيه هي استشارة الشعب الصحراوي تبقي شرطا وحيدا حتى تتم السيادة عليه إقليميا.
-وبتاريخ 26فبراير 1976انسحب اسبانيا من الإقليم رسميا تاركة الفوضى تعم الإقليم ودون أن يتم تنصيب هيئة قانونية ذات سيادة تدير الأراضي الصحراوية,بعد أن رفضت الأمم المتحدة الاعتراف للمغرب وموريتانيا بالسيادة عليها وإدارته ,مادامت شروط استشارة الشعب الصحراوي لم تتم بعد,وتحملت جبهة البوليساريو المسؤولية وأعلنت عن قيام دولة شرعية لإدارة المنطقة سياسيا وإداريا فاستفتاء البعثة الأممية التي اعترفت في تقريرها بان الصحراويين صوتوا بأنهم مع الاستقلال ومع جبهة البوليساريو كتنظيم سياسي يقودهم وهذا ما يفسر انه علي الصعيد القانوني فان الاستشارة تلغي الاستفتاء فالأمم المتحدة تري بأنه لا يوجد قرار يعترف بالمغرب أو موريتانيا كقوي مديرة للإقليم,ولا يوجد ما يؤكد علي أوهامها وادعاءاتهما الباطلة بان لهما الحق السيادي عليه أو حق التصرف في الثروات الباطنية للصحراء الغربية وقد تم إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف جبهة البوليساريو يوم 27فبراير من نفس العام في الأراضي المحررة وفي بيانها التأسيسي قالت الدولة الجديدة انه انسجاما مع توجهها ومذهبها والطريق الذي تنتهجه فإنها تعلن احترامها تعهداتها للميثاق الدولي لحقوق الإنسان وبعد 24ساعة من إعلانها اعترفت بها لحد اليوم أزيد من 74دولة.
-وقد شنت القوات المغربية الغازية أول هجوم بتغطية من الطائرات الحربية وقامت بقصف القرى الصحراوية من نهاية أكتوبر 1975الي غاية 20ماي 1976 وبدا قصفها حتى قبل خروج الأسبان من طرف واحد ودون تنسيق مسبق مع احد ,وتم القصف المركز في مناطق أم دربكة والفتلة,وهذه الفترة التي عرفت تنظيم الجيش الصحراوي وبدأت الجبهة تدير شؤون اللاجئين في المخيمات الصحراوية ,ويوم 20ماي1976اعلن بان الولي مصطفي زعيم البوليساريو بان الحركة قد انتقلت من الدفاع الايجابي إلي إستراتيجية الهجوم المضاد,وقد قاد هو أول هجوم ضد العاصمة الموريتانية واستشهد هناك باعتبار أن الجيش الموريتاني كانت له سوابق في شن غارات علي معاقل الجبهة سابقا,وبعد المؤتمر الثالث للجبهة بدا هجوم الشهيد الولي مصطفي واستمر إلي غاية 1978,ثم أتي هجوم الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين وفيه حققت جبهة البوليساريو اكبر انتصاراتها العسكرية وفرضت علي العالم اجمع أن يحس بها ويولي أهمية لكفاحها من اجل نيل الاستقلال وقد كانت الهجمة الصحراوية بعدها صاعقة وحاسمة فاضطر المغرب إلي أن يستنجد بخبراء استراتيجيين أمريكان وإسرائيليين وأموال عربية لتحصين قواته وذلك عن طريق بناء الأحزمة الرملية وفي سنة 1984بدات البوليساريو هجوما أخر أطلقت عليه هجوم المغرب العربي الكبير وهو عبارة عن حرب استنزاف لقدرات الجيش المغربي المتمترس خلف حزام رملي كما اشرنا إلي ذلك ,هذه الحرب كنت مكلفة جدا بالنسبة للمغرب إذ كان يخسر حوالي 200الف دولار يوميا وهذا الأمر دفعه إلي أن يطلب من حلفاءه في الأمم المتحدة حث المنظمة علي إيجاد مخطط عاجل لوقف هذه الحرب ورغم أن البوليساريو قبلت بمخطط إعلان حسن النوايا ولكن العديد من كواردها وقياداتها منذ 1991كانت تأكد علي أن هذه ليست إلا خديعة مغربية لوقفت الحرب عليه .
-والشيء الذي يميز نضال جبهة البوليساريو أنها طوال أكثر من 17سنة من الكفاح المسلح لم تقم بتنفيذ عملية واحدة ضد المدنيين في المدن المغربية أو الصحراوية علي السواء,رغم تواجد عدد كبير من مناضليها وأنصارها هناك,وهذا ما جعلها تحضي باحترام حتى حليف المغرب الاستراتيجي وهو أمريكا .إذ تعتبر جبهة البوليساريو حركة التحرير الوحيدة التي لم تصنف كحركة إرهابية في وقت صنفت فيه الكثير من الحركات التحررية ضمن تلك الدائرة .
-واللافت للذكر والإشارة وحسب جمعية أولياء المعتقلين الصحراويين غير الحكومية فان المئات من المواطنين الصحراويين قد فقدوا منذ 1975ولا يعرف احد عنهم شيئا ولازالت المملكة المغربية تتكتم علي مصيرهم,وتم ذلك بدون محاكمات وإذا تمت محاكمتهم فيتم ذلك دون وجود محاميين للدفاع عنهم وبدون احترام ادني الشروط والقوانين القضائية وحسب منظمات شؤون الأسري فان جبهة البوليساريو كان لديها حوالي 3000سجين مغربي,تم الإفراج عن معظمهم بحلول سنة2003,لم يبقي إلا المئات ممن ينتظرون إطلاق سراحهم,رغم أن هذا الملف عالق منذ سنوات بين المغرب والبوليساريو والتي تعتبر المغرب المسئول الأساسي عنه,فالكثير من هؤلاء الجنود المغاربة قضوا أزيد من 20سنة فما فوق في السجون الصحراوية وبعضهم شاخ ومرض وبعضهم أحس بفداحة الخطأ الذي ارتكبه بغزوه لأراضي الصحراء الغربية وعدوانه علي شعب عربي مسلم مسالم.
-ومنذ سنة 1966 وكل القرارات الأممية تأكد علي حق تقرير المصير للشعب الصحراوي ,فالمغرب الذي اتهم جبهة البوليساريو في أكثر من مناسبة بأنها حركة شيوعية تنفذ السياسة السوفيتية في المنطقة وهو ما نفاه الاتحاد السوفيتي الذي صوت لصالح المغرب في تحديد مستقبل الإقليم كالقرار رقم 3229الصادر سنة1974الذي اجل الاستفتاء ورفع القضية الصحراوية إلي المحكمة الدولية في مقترح سياسي أكثر منه قانوني وفي مقابلة مع زعيم جبهة البوليساريو في جريدة الوطن العربي سنة 1989صرح بان الاتحاد السوفيتي لم يسلم لنا ولا كيلو غرام من القمح ولا طلقة واحدة منذ نشأة الحركة,ولا ننسي بان الاتحاد السوفيتي رفع الحظر سنة 1960علي دخول موريتانيا إلي قبة الأمم المتحدة ووقع اتفاق القرن مع المغرب بتاريخ 6مارس 1978لشراء الفسطاط الصحراوي الجيد بسعر رمزي مقابل سكوته ,والغريب في الأمر أن المغرب الذي صوت ممثله في الأمم المتحدة سنة1966بقبول استقلال الصحراء الغربية الضمني إذ جاء في نص كلمته التي ألقاها هناك,انه بالنسبة له أي المغرب مثلما بالنسبة لأي بلد إفريقي مستقل فانه من الواجب تمكين سكان الصحراء الغربية من فرصة اختيار مصيرهم بحرية إن كانوا يريدون الحرية .أو أن ينضموا إلي بلد أخر دون أن يحدد هويته وهذا نفس ما قاله ممثل موريتانيا في الأمم المتحدة من أن موريتانيا تأمل في أن يسمح للسكان الصحراويين بممارسة حقهم في تقرير مصيرهم,ودخلت البوليساريو والمغرب في سلسلة من اللقاءات السياسية التي لم يتمخض عنها شيئا أبرزها لقاء وفد الحركة للوفد المغربي بتاريخ أكتوبر 1978وذلك بإشراف الرئيس المالي موسي طرا وري وفشل لان المغرب كان يري في جبهة البوليساريو حركة تحرير غير معترف بها والجمهورية الصحراوية غير معترف بها كدولة ثم من بعدها لقاء الجزائر السري في سنة1983وجمع بين مستشار الملك المغربي ووزير الداخلية مع ثلاثة قيادات سياسية ممثلة لجبهة البوليساريو واللافت في الأمر وقتها أن المغاربة صرحوا بأنه إذا قرر الصحراويون الاستقلال فإننا أول من سيعترف بهم وبان الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو وليس بين الجبهة والجزائر ومن ثم لقاءات البرتغال والسعودية وكلها كانت فاشلة نتيجة لتعنت المغرب الذي يرفض استقلال الصحراء الغربية التي يحتلها بالقوة وكانت أخر حماقة دبلوماسية ارتكبها هي تقليص بعثة المينورسو الدولية في الصحراء الغربية ومن ثم طردها ,وذلك بعد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الجزائر والتي دعي فيها إلي ضرورة إجراء استفتاء لتحديد مصير الإقليم وانتقد السياسة المغرب في هذا الملف وهو الأمر الذي أثار غضب المخزن وجعله يتصرف بعنجهية ضاربا عرض الحائط كل القرارات الأممية التي تدعم حق الشعب الصحراوي المحتل.ومن ثم اضطرت الرباط لإعادتها بعد ضغط أوروبي ودولي غير مسبوق علي المغرب وقيادتها السياسية طوال فترة هذا الصراع المرير الذي دفع الشعب الصحراوي أثمانا باهظة لقاءه فقط لأنه أراد العيش كبقية شعوب الأرض في حرية وكرامة وإباء.
عميرة أيسر-كاتب جزائري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.