الدكتورة ريهام عاطف لن أتحدث عن ما تفعله بعض الجرائد الفاسدة من نشر أخبار مفبركة وزائفه لجذب الناس لشرائها وقرائتها، ولكني أتحدث اليوم عن البوستات التي يتم تشييرها على الفيسبوك ومشاركتها مع الأصدقاء على نفس الموقع. إن ما يثير دهشتي هو تشيير هذه البوستات بسرعة البرق ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمي الفيسبوك وبالتالي تداولها بين المصريين وانتشارها. أعلم بالطبع أن بضغطة زر يقرأ البوست الملايين ويقوم بتشييره الألاف، فهذه هى السوشيال ميديا وهذا عصر التكنولوجيا، ولكن ما يثير تعجبي وكذلك غضبي هو أن ضغطة الزر هذه أحيانا كثيرة تتسبب في الكثير من المشاكل سواء على صعيد شخصي أو دولي أو حتى عالمي وذلك عندما تحتوي البوستات على أخبار زائفة غير صحيحة ولا تمت إلى الواقع بشئ كما تحتوي أحيانا أخرى على معلومات (ثقافية، اجتماعية، طبية...إلخ) مغلوطة وليس لها مصدر علمي موثوق فيه. إن لايك وشير في مثل هذه الحالات يشكلا خطرا أكبر من القنابل الموقوتة، فالقنبلة تنفجر وتقتل أما هذه البوستات المفبركة تنتشر مثل الغاز وتؤدي إلى الموت البطئ وأقصد هنا موت العقل. نعم، فالعقل أصبح مبرمج على اللايك والشير دون التفَّكر والتأكد من صحة الخبر أو المعلومة بالرغم من أنه بنفس ضغطة الزر نستطيع بسرعة وبسهولة الاستعلام عن الخبر والتحقق عن المعلومة، ولكن للأسف لم نعد نستغل التكنولوجيا إلا في الشير، فأصبحت تسيطر علينا بدلا من أن نتحكم فيها وأصبحنا مسيرين غير مخيرين. أرجوكم حكموا عقولكم وتحققوا مما يحتوي عليه البوست قبل أن تشيروه وتنشروه وشكرا.