كنت نائمة فى حالة إسترخاء تتابعت على ذهنى الذكريات , فعادت بي الذكريات حيث الزمن البعيد فالزمن واحد فى العقل لا يتغير,فقط تسلسل الاحداث يجرى سريعا, تذكرت هذه السيدة , كنت فى سفر وكان فى المقعد الامامى للسيارة , سيدة تبكى بصوت لايسمعه أحداً كالأنين وتفرك فى يديها تارة أخرى, وتتلفت يمنى ويسرى , وعقلها يشرد مع دموعها الغزيرة , كان واضح أن ألامر خطير, أخذنى فضولى لكى أعرف ما الذى دهاها , فسألتها : هل أنتى بحاجة للمساعدة ؟قالت : إبنى حسام بين الحياه والموت وهويرقد فى المستشفى الأن , لانه سقط من الطابق الرابع , وعنده نزيف فى المخ , قلت لا حول ولا قوة إلا بالله ....! كم عمر إبنك ؟ قالت خمس سنوات , قلت لها : وأين كنت أنت عندما وقع إبنك من الطابق الرابع , كيف تتركيه وحده ينظر من الشرفة ؟ .... قالت : إبني ليس معى , هو مع أبوه الذى تزوج علىّ من أُخرى وأهملنى , فطلبت الطلاق , وذلك منذ أربع سنوات , أهلى زوجونى ليرتاحوا من عبئي أنا وإبنى , حيث أنا غير متعلمة , فمن الصعب الحصول على وظيفة , ولكن سرعان ما طلب طليقى إبنه عندما علم بزواجى, فأخذه منى وحرمنى منه . زوجته . تركت الولد يلهو فوق مقعد فى الشرفة, ولم تلتفت وكانت مشغوله بإعداد الطعام , فلم تدرى إلا والناس يصرخون والباب يدق بشدة , إلحقى الولد وقع فى الشارع , بسرعة أخذ الجيران الولد الى أقرب مستشفى ثم إتصلوا بالزوج , الذى أتى على الفور , واتصلوا الجيران بى . قلت : لماذا لم تشتكيه فى المحكمة ؟ الولد حضانته من حقك .... قالت ليس لدى من الأموال ما يكفى لرفع قضايا يا أستاذة .... ثم حبل المحاكم ليس له نهاية , . كل هذا سمعته من السيدة وهى تتمنى أن تسرع السيارة بأقصى سرعة او تتحول السيارة الى صاروخ يصل بهم الى المستشفى فى الحال. . ثم جاء ميعاد نزولنا من السيارة وأنا عقلى مع هذة المرأه وهى متلهفة وتبكى بحرقة, وندم أخذت رقم تليفونها كى أطمئن عليها وعلى إبنها ,. رجعت إلى بيتى , وكل الأفكار تداهمنى , من الجانى ؟ هل الزوج الأنانى الذى بحث عن نفسة أولا , وعن شهواته ؟ فبعض الرجال يعتبر المرأه أداه لخدمته وتلبية طلباته , أو كملك يمين له الحق فى حكم التصرف فى هذة الألة المملوكة له , ولربما يكون عنده ما يبرره لزواجه من أخرى , قد تكون زوجته قد قصرت فى واجباته , وحقوقة الزوجية , أو قد تكون لسانها سليط وكثيرا ما تؤذية , وعنده من المال ما يجعله يتزوج بثلاثة أخريات ليس بواحدة أخرى , ولكنى أعتقد أن الزواج للمرة الثانية , أو المتعدد قد لا يحتاج أمولا كثيرة , خصوصا مع الزواج العرفى , وبعض النماذج الأخرى من الزواج كزواج المتعة .ولكن ماذنب الأولاد الذين فى الغالب هم الذين يدفعون الثمن , أو يكونون ضحية للإهمال . بسرعة تذكرت السيدة , أمسكت بجوالى وطلبتها , ولكن جاءنى الصوت , الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح , يمكنك إرسال رسالة صوتية بإضافة نجمة قبل الرقم وإعادة الإتصال , عاودت الإتصال مرارا حتى مللت ذلك الصوت الهاتف المطلوب مغلق ...., إنتابنى القلق والتفكير , وأنا أدعوا أن الله يشفى لها الولد ويحفظوا لها . فى اليوم التالى عاودت الإتصال , ولكن دون جدوى وجدتنى أنزل من البيت متجهة نحو المستشفى , فقد قالت إنه فى القصر العينى , دخلت وسألت الإستعلامات على قسم الحوادث , فأشاروا لى أن فى الدور الثالث , ركبت المصعد , وسألت عنه ؟ قالوا إنه فى العناية المركزة , والأم فى حالة إنهيار , حاولت تهدئتها . مرت أيام وشهور حتى ُشفىً الولد ,وأخذته الأم فى حضانتها لتتولى رعايته . تذكرت كل ذلك وأنا نائمة على فراشى , فأخذنى الحنين كى أطمئن عليهم , فأمسكت بهاتفى وإتصلت بأم حسام , بمجرد أن سمعت صوتى عرفتنى , رحبت بى , وسعدت بمكالمتى , قلت : فقط أريد أن أطمئن عليكم .....كيف حالكم أنتِ وحسام ؟ قالت نحن بخير , وحسام فى أحسن حال .. قلت : الحمد لله رُب ضارة نافعة .