حلما جميلا عاشه أفلاطون في خيال صور له جمال كل شيء في عمق مجتمع ملائكية الإنسان .. لو قدر لي أن أقابلك أفلاطون حين جئت مصر لقلت لك .. يا أفلاطون .. فلسفتك كسوت بها البشر بالخير والجمال .. و أزرتهم بالأخلاق .. وسربلتهم بالسمو في ظل خيالك حكمة حكم الفلاسفة .. لكنك يا أفلاطون عشت الحب والخير والجمال حينا .. وحينا في خيال مريض حول المرأة إلى مشاع تُستخدم فيه باسم الحرية .. فقبلته مجتمعات .. ورفضته أخري .. ليتحول خيالك يا أفلاطون بصحته ومرضه إلى أماني تحقق منها جانب في المرأة .. فتلاشت الأنساب باحتقارك لها .. فَلِم نظرت لها هكذا حتى حزنت أن أمك امرأة .. إني ألومك في فلسفتك هذه .. أراها سرداب للسراب تلاشت فيه بواقي فلسفتك بكابوس الشر والحقد في واقع الحياة بألم هدم مدينتك وحولها إلى أنقاض .. على أنقاض مدينتك يا أفلاطون بفلسفة الأخلاق .. وعلى تأملات تلميذك أرسطو في النفس البشرية قامت مدينة الفارابي الفكرية الدينية .. فأتي ابن رشد ليمحو فكره في فصل المقال .. وواجهها الغزالي بالنقد والتكفير .. فورثها ابن خلدون وطورها في سياقه الاجتماعي .. ليظل حلمك المدينة الفاضلة مستمر مع كل واهم أضاع عمره في فلسفة أراها سردابا للسراب. أما عالمي الرائع يا أفلاطون فهو واقع لا خيال .. واقع أجمل من أحلامك في جمهوريتك .. وأبهى من فكر أستاذك سقراط .. وأبدع من تأملات تلميذك أرسطو .. عالمي فاق المحيط الفاضل في مدينة الفارابي .. وتعدي حكمة ابن رشد وفلسفة الغزالي وكتابات ابن خلدون .. فهم ساروا جميعا في مضمار فكر سقراط الذي أملاه لك وبنيت به مدينتك الفاضلة .. ليظل التاريخ شاهدا على سير هؤلاء الفلاسفة جميعا في مضمار واحد سلبا وإيجابا. يا أفلاطون .. عالمي مضمار آخر سطرته في الإغاثة .. كتاب يغيث الناس .. ليس حلما أسعي لتحقيقه .. ولا خيالا أتمناه .. إنما واقع رائع الجمال حينا .. وحينا إبداع جال فيما وراء الجمال من وضاءة حسن لا منتهي له .. ليس له أسوار كمدينتك .. ولا حد .. ساد قارات ست بحقيقة يأتلف فيها البشر مع أنفسهم والطير والحيوان والحجر والشجر .. تعيش الأرض الأمان .. بأمن الرجال على ديارهم وأموالهم وأولادهم وزوجاتهم .. هدمت أسوارك يا أفلاطون لتسير المرأة منفردة بحريتها من دارها وإن كان في الشام تخطوها إلى مكة لا يمسها غريب ولا يضرها شيء .. عالمي تجري فيه الأسود مع الإبل .. وتلهو النمور مع البقر .. والذئاب مع الغنم .. وتلعب الأطفال بالحيات لا تضرهم .. لن يبقي في مضماري خلاف بين مخلوقين في الأرض أو كما قال معلمي و معلم البشرية : ليس بين اثنين عداوة .. صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. فإن كانت مدينتك يا أفلاطون بنيتها من فكر أملاه معلمك سقراط .. فعالمي بني من فكر أملاه معلمي ومعلم البشرية .. سيعيشه الخلق واقع قادم لا محالة بعد قتل الشر الذي قُتلت فيه .. وأنا أقتل الشر البادئ حاليا فكر بفكر .. ليكتسي الخلق الحب .. يلتحفوا الجمال .. يتآزروا بالرحمة .. والإيثار يسربلهم .. ليحكمهم من هم على درجات الأنبياء.. بحكمة يحملوا فيها البشر بفلاسفتهم من مضمار الأحلام .. إلى مضمار حقيقة تنقلهم من مدينة الأحلام .. مدينة أفلاطون .. إلى واقع أروع . باحث إسلامي علاء أبو حقه