بعد أن قررت الإدارة الأمريكية معاقبة الرئيس محمود عباس الذي قاوم ضغوطها وتوجه بروح القائد الشجاع وذهب إلى الأممالمتحدة من اجل نزع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية اتجهت هذه الإدارة للبحث عن السبل التي من خلالها ستقوم بمعاقبة الرئيس بشتى الوسائل ولم تجد هذه الإدارة أفضل من حركة حماس لتكون العصا الغليظة والعمياء لتكون الضارب الرئيسي للقيادة الفلسطينية وللرئيس محمود عباس على فعتلته المشينة بنظر هذه الإدارة وحليفتها إسرائيل وللأسف بنظر حركة حماس التي باتت تسمي نفسها حركة نضالية فلسطينية, ومن هنا قامت الإدارة الأمريكية ومن خلال علاقتها القديمة الجديدة بحركة الأخوان المسلمين بالضغط على حركة حماس من اجل إتمام صفقة التبادل بهذا التراجع المهين والقبول بإبعاد عدد كبير من المناضلين إلى خارج الوطن والى قطاع غزة من اجل استعادة الشعبية المتهاوية لحركة حماس وتحديدا بعد النجاح الذي حققه الرئيس من خلال إصراره على استحقاق أيلول والشعبية الكبيرة التي بات يحصدها يوميا أمام التراجع الكبير لحركة حماس التي كان موقفها متساوق مع متطلبات الاحتلال بشكل واضح ولا يدع مجال للشك. إن هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية استطاعت أن تعيد لحركة حماس شيئا من شعبيتها المتهاوية ولكن بقي الخوف يداهم هذه الأمريكية على مصير قادة الحركة المتواجدين على الأراضي السورية وكان لا بد من إيجاد الأرضية الصلبة والآمنة لهذه الحركة كبديل لوجودها على الأراضي السورية فما كان منها إلا أن تقوم بالضغط على المملكة الأردنية الهاشمية من اجل إعادة استضافة قيادة الحركة على الأراضي الأردنية وفوق كل ذلك أن تقوم الأردن بالاعتذار على الخطأ التاريخي الذي كان وراء إغلاق هذه المكاتب وإبعاد أربعة من قادة حركة حماس ومنهم رئيس المكتب السياسي السيد خالد مشعل, ومن هنا سنجد أن المملكة الأردنية قامت بالإبعاد نتيجة الضغوط الأمريكية وها هي اليوم توافق على إعادة فتح مكاتب الحركة واستضافة قادتها من خلال نفس الضغوط الأمريكية ومن خلال التهديد والوعيد لها من إمكانية وصول بلل التغيير أو ما يسمى الربيع العربي إلى الأراضي الأردنية. إنني أرى إن العداء الأمريكي والإسرائيلي للسيد الرئيس هو عداء طبيعي ومعروف ومفهوم الدوافع ولو ذهبنا إلى الموقف الأردني سنجد انه أجراء عادي وواضح ولا يوجد فيه أي لبس وذلك لان الذي قرر الأبعاد هو الإدارة الأمريكية في حينها والذي أمر بالعودة هي نفس الجهة التي طالبت بالإبعاد وأنني افهم مدى التخوف الأردني على مصير المملكة التي تعيش الأمن والأمان ويراد لها أن تدخل في معمعة الثورات العربية وهو بذلك يعتقد انه سوف يخرج من هذه الثورات بأقل الخسائر رغم إنني مع مقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض وسوف تنطلق الثورة على الأراضي الأردنية على أيدي حركة الأخوان المسلمين هناك ولن تغفر هذه الجماعة للقيادة الأردنية كل ما ستفعله من الآن فصاعدا الأمر الذي فعلته مع النظام السوري, ولكن ما هو الدافع الذي يجعل حركة حماس لتكون العصا الغليظة لضرب المشروع الوطني بيد الإدارة الأمريكية وما هو الأمر الذي ستجنيه الحركة من خلال هذه التبعية المهينة للإدارة الأمريكية التي بات الكل يعلم بأنها تقف في الجانب المعادي وليس كما اعتاد البعض ليقول أنها منحازة للجانب الإسرائيلي أنها اليوم في الخانة المعادية وربما تكون إسرائيل هي التي ستعرف على أنها منحازة للجانب الأمريكي وليس العكس, وأخيرا نقول وبشكل واضح إن الإدارة الأمريكية هي اليوم تقوم باسلمة منطقة الشرق الأوسط من خلال التفاهم مع حركة الأخوان المسلمين وقد رأينا كيف أن حركة الإخوان فازت في الانتخابات التونسية على أنقاض الأحزاب القديمة والحزب الحاكم الذي أريد له أن يكون محطم بكل المقاييس وسوف نشاهد نفس هذا النجاح في الانتخابات المصرية وفي كل مكان وصلت إليه الثورات العربية أو الثورات الأمريكية التي أرادت لهذا أن يكون, ومن هنا نجد أن الإدارة الأمريكية تواصل النجاحات من خلال السيطرة على معظم الأحزاب والجماعات في هذه المنطقة بمساعدة المال السياسي المتدفق عن طريق النظام القطري الذي يعد ركن أساسي في تنفيذ السياسة الأمريكيةالجديدة في المنطقة والتي ستتمكن من خلالها من السيطرة على كل مفاصل الأمور.في الشرق الأوسط الجديد حسب المتطلبات الأمريكية. إن ما يعيب حركة حماس أو جماعة الإخوان المسلمين أنها خرجت من العباءة الإسلامية التي كانت تعرف نفسها على أنها جماعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهي اليوم يجب أن تعرف نفسها أنها جماعة علمانية لا تختلف عن الجماعات والأحزاب العلمانية واليسارية إلا بالمظهر الخارجي ولا ادري ما هي الذريعة التي بقيت لحركة حماس لاستمرار الانقسام بعد أن باتت سياساتها أكثر علمانية من حركة فتح وهي على استعداد لتقبل باقل من ذلك ويا رضى الله ورضى الوالدين.